لا شك أن المسلمون جميعا في شتى بقاع الأرض ينتظرون شهر رمضان من العام للعام، نظرا للأجواء الإيمانية العالية التي يضفيها الشهر الكريم، وروح السكينة والطمأنينة بين ربوع العالم الإسلامي، فهو شهر تتنزل فيه الرحمات، ويكثر فيه الغفران، وينتهي بالعتق من النيران، لذا فهو شهر جليل لدى كل المسلمين، وقال الله تعالى عن شهر رمضان المبارك: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ”.
فضل شهر رمضان على سائر الشهور:
- رمضان هو شهر نزل فيه القرآن الكريم، وذلك في ليلة القدر، والتي هي خير من ألف شهر، فقال الله تعالى في سورة القدر : “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ”.
- وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل شهر رمضان وعن الثواب الذي يجنيه المسلم جراء تأدية هذا الركن من أركان الإسلام، فمن أفضال شهر رمضان المبارك ففيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبوابُ النيران، وتُصفد مردة الشياطين أي كِبارها فيكونُ للمُسْلِمُ الفرصة الكبرى في تجنب المعاصي والتقرب من الله تعالى بالعبادات والطاعات التي تقربه من الجنة وتبعده عن النار، عن أبي هريرة، قال رسول الله -صل الله عليه وسلم- : “إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ . وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ” ابن ماجة.
- رمضان هو شهر فرض فيه الله الصيام وهو شهر غفران الذنوب وكسب الثواب، ورضى الله، والتقرب منه، وإجابة الدعوات، لقول الله تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون، وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون”.
- رمضان شهر الجود والكرم والإحسان، وشهر تلاوة القرآن والإكثار من الصدقات وهو شهر الصبر، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها وملذاتها، ولهذا كان الصوم نصف الصبر، وجزاء الصبر الجنة، قال تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
شروط وجوب صيام شهر رمضان:
- الإسلام: فلا يجب، ولا يصح الصيام من الكافر؛ لأن الصيام عبادة، والعبادة لا تصح من الكافر، فإذا أسلم لا يلزم بقضاء ما فاته.
- البلوغ: فلا يجب الصيام على من لم يبلغ حد
- التكليف؛ لقوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (رفع القلم عن ثلاثة) (أحمد وصححه الألباني) فذكر منهم الصبي حتى يحتلم، ولكنه يصح الصيام من غير البالغ لو صام، إذا كان مميزاً، وينبغي لولي أمره أن يأمره بالصيام؛ ليعتاده ويألفه.
- العقل: فلا يجب الصيام على المجنون والمعتوه؛ لقوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (رفع القلم عن ثلاثة) فذكر منهم المجنون حتى يفيق.
- الصحة: فمن كان مريضاً لا يطيق الصيام لم يجب عليه، وإن صام صح صيامه؛ لقوله تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة: 185]. فإن زال المرض وجب عليه قضاء ما أفطره من أيام.
- الإقامة: فلا يجب الصوم على المسافر؛ لقوله تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) الآية؛ فلو صام المسافر صَحَّ صيامه، ويجب عليه قضاء ما أفطره في السفر.
- الخلو من الحيض والنفاس: فالحائض والنفساء لا يجب عليهما الصيام، بل يحرم عليهما؛ لقوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أليس إذا حاضت لم تصلِّ، ولم تصم؟، فذلك من نقصان دينها) (البخاري). ويجب القضاء عليهما؛ لقول عائشة رضي الله عنها: (كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة). (مسلم)
عبارات تهنئة مميزة لشهر رمضان:
- “كل عام وأنتم بخير”.
- “مبارك عليكم الشهر رمضان كريم”.
- “أعاده الله عليكم أعوام عديدة وأزمنه مديدة”.
- “أعادة الله علينا وعليكم بالخير والمسرات”.
- “هل هلالك يا رمضان ونور بيتنا وبيتكم”.
- “عساكم من عوّاده”.
- “الله يزيد هال وجه المنور نور ويعطيه من حلا الحور ويبلغه رمضان وهو مسرور”.
- “عسى رمضانك مبارك، وكل لحظاتك تبارك، وجنة الخلد داري ودارك، والنبي محمد جاري وجارك”.
- “أبعث سلامي مع الطير، واسبق الكل والغير، وأقولك : كل رمضان وأنت بخير”
- “باقة أزهار وورود وسلة بخور وعود وكل عام وانت بخير ورمضان عليك يعود”.
- “يسعدك ربي ياست الكل وكل رمضان بالفرحه يطل وتهنئه لك قبل الكل”.
- “أمانينا تسبق تهانينا وفرحتنا تسبق ليالينا ومبارك عليك وعلينا”
- “اللهم بلغنا رمضان وأعّنا على الصيام والقيام وقراءة القرآن”.
- “أهديكم أجمل شعور وأحلى بخور بحلول شهر رمضان المبارك”.
- “اللهم إني أحب عبدك هذا فيك فأحبه وبلغه شهر رمضان يا كريم”.
- “أمانياً تسبق تهانياً وفرحتنا تسبق ليالينا ومبارك الشهر علينا وعليك”.
- “الله يتقبل صيامك وقيامك ومبارك عليك الشهر”.
- “أقر الله عينك في رمضان بلذة الأسحار وِصحبة الاخيار وِرحمة الغفار وَجنة الأبرار”.
- “بلغك الله العشر ورفع عنا وعنك الشر وأكرمك بليلة القدر وأسعدك طول الدهر”.
