بناء المسجد الأقصى المبارك..وموطن الصراعات بين الأديان السماوية الثلاث

هو أحد أكبر وأقدس وأقدم مساجد العالم الثلاث، يأتي بعد المسجد الحرام، والمسجد النبوي، يشد المسلم إليه الرحال، أولى القبلتين، وثالث الحرمين، يقع داخل البلدة القديمة، بالقدس الشرقية، حيث توجد آثار يهودية، ومسيحية، وتتجمع الأديان السماوية الثلاث.

بناء المسجد الأقصى المبارك

المسجد الأقصى المبارك

بناء المسجد الأقصى

لم يسجل التاريخ متى تم بناء المسجد الأقصى بالتحديد، ولكن في حديث نبوي، (عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سأل النبي (ص)، أي مسجد وضع في الأرض أولا، فقال الرسول (ص) المسجد الحرام، فقال ثم أي قال (ص): المسجد الأقصى وبينهما أربعون عاما)، كما اختلف العلماء في معرفة من بنى المسجد الأقصى؟، كما اختلفوا في بناء المسجد الحرام، فقيل الملائكة، وقيل نبي الله آدم، وقيل إبراهيم عليه السلام، وقد أعاد بناء المسجد الأقصى أنبياء الله داود وسليمان.

الفتح الإسلامي لبيت المقدس

تم الفتح الإسلامي لبيت المقدس في عام 637م، الموافق عام 16 للهجرة، حيث قام جيش المسلمين بقيادة أبو عبيدة بن الجراح، بمحاربة الدولة البيزنطية، التي كانت تستولى على بيت المقدس آنذاك، وكان هذا في عصر الخليفة عمر بن الخطاب، حيث تسلم الخليفة عمر بن الخطاب مفاتيح القدس بنفسه، وأعطى عهدا لأهلها، وآمنهم على أرواحهم وأموالهم، وعاشوا تحت كنف المسلمين، فاعجبوا بمبادئ الإسلام، وإعتنق أغلبهم الدين الإسلامي، وأصبحت فلسطين منذ هذا العهد دولة عربية إسلامية.

بناء المسجد الأقصى"الأرض المباركة"
الصلاة في المسجد الأقصى

الدعوة للحروب الصليبية

في أواخر القرن الخامس الهجري ( الحادي عشر الميلادي)، ظهرت في أوروبا دعوات للقيام بالحملات الصليبية، من أجل حماية المقدسات المسيحية في بيت المقدس، وكان هذا زعمهم، رغم شهادة التاريخ، بأن المسلمين قاموا بحماية المقدسات الدينية بالقدس، وحاربت الحملات الصليبية المسلمين، تحت شعار الصليب، وقتلوا من قابلهم من رجال ونساء وأطفال، وقتل داخل المسجد الأقصى ما يزيد عن سبعون ألفا، منهم أئمة وعلماء عباد وزهاد، وتصدى القائد صلاح الدين الأيوبي للصليبيين، فهزمهم، وحقن دماء المسلمين والمسيحيين، وحافظ على جميع المقدسات الدينية، أسوة بالخليفة عمر بن الخطاب.

بناء المسجد الأقصى المبارك
الناصر صلاح الدين الأيوبي

التسامح الإسلامي

الفرق كبير بين تاريخ تعامل المسلمون مع الأديان الأخرى، وتعامل غير المسلمين مع المسلمين، وذلك بشهادة المؤرخين، حيث قال المؤرخ الإنجليزي كوكس، لقد لاقى غير المسلمين من رحمة صلاح الدين ولطفه وإنعامه فوق ما ينتظرون)، هذا وتوالى على بيت المقدس المماليك والعثمانيين، حيث ذكر المؤرخ المسيحي”هنري كنن”، (أن الفتح العثماني”التركي” لم يغير أي من الطابع العربي لفلسطين، واستمتع الجميع من مسلمين ومسيحيين ويهود وأرمن ويونانيين، بحقوق متساوية).

وعد بلفور والانتداب البريطاني

أرادت إنجلترا مكافأة اليهود على مساعدتهم لها، في الحرب العالمية الأولى، فقامت بإعلان وعد بلفور” عام 1917، وهو ينص على” إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين”، حيث تم طرد اليهود في عصور قديمة، من أغلب المدن والبلاد الأوروبية، ومنهم إنجلترا نفسها، وكان اليهود في فلسطين أقلية، لا يمثلون أكثر من 5.3% من شعب فلسطين، وبعد الحرب العالمية الثانية، تم توقيع الدول المنتصرة على مرسوم الانتداب البريطاني على فلسطين 1920، وكان الغرض منه مساعدة بريطانيا اليهود في التوطين في فلسطين.

بناء المسجد الأقصى"الأرض المباركة"
وعد بلفور ” وطن قومي لليهود على أرض فلسطين”

قيام دولة إسرائيل 1948

تلاقت المصالح الاستعمارية لدول أوروبا وأمريكا، ومطامعهم في الشرق الأوسط، مع الفكرة الصهيونية، واعتقادات اليهود بأن أرض فلسطين، هي أرض الميعاد، والتي يسيطرون من خلالها على العالم، فمكنت بريطانيا اليهود من الاستيلاء بالحرب وقتل وتهجير الفلسطينيين، من أرض فلسطين، حيث أعلنت رسميا، قيام دولة إسرائيل بعد نكبة 1948، ولم تفلح الدول العربية، في استعادة الأراضي الفلسطينية المباركة، بل هزمت الجيوش العربية، أمام العدو الصهيوني عام 1967، واحتلت سيناء في مصر، والضفة الغربية، التي كانت تابعة للأردن، والجولان في سوريا، التي ما زالت محتلة.

بناء المسجد الأقصى"الأرض المباركة"
الأرض المباركة

فضل المسجد الأقصى

  • خص الله المسجد الأقصى، بحدث عظيم وجليل، ألا وهو حادث الإسراء والمعراج، وذلك من أجل إلقاء محبته في قلوب المسلمين، حيث كانت رحلة رسول الإسلام، من المسجد الأقصى إلى السماوات العليا.
  • كما أخبرنا الرسول (ص)، أن الصلاة في المسجد الأقصى، تعادل خمسمائة صلاة في المساجد الأخرى ( عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي).
  • ذكر الحديث الشريف أن ( الشام أرض المحشر والمنشر).
  • ويروي الإمام أحمد عن أبي إمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص) (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، على من يغزوهم قاهرين، لا يضرهم من ناوأهم، أو خذلهم، حتى يأمر الله وهم كذلك، قيل يا رسول الله، وأين هم، قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس).
  • كما جاء في الحديث وفي القرآن الكريم، وصف لأرض فلسطين، أنها أرض مباركة، حيث أنها مهد الديانات السماوية القديمة، وهي مركز العالم الإسلامي، وتحتوي على أماكن مقدسة، للأديان الثلاث، فلذلك هي أماكن صراعات، يسيل فيها الدماء الطاهرة والتضحيات، على يد أصحاب العقائد المتطرفة الزائفة.

    بناء المسجد الأقصى المبارك
    الإسراء والمعراج

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد