إنّ ما يجري في هذه الأرض وما يصيب الإنسان من كرب وشدائد هي لحكمة يريدها الله سبحانه وتعإلى يعجز الإنسان عن فهمها وإدارك كنهها، فيجد نفسه طريح الانكسار على باب الله ينادي ويقول اللهم لطفك.
الدعاء هو أحد أبواب العبادة والتقرب من الله لأن الإنسان بفطرته بحاجة إلى وجود الله وإلى التضرع له أكثر من حاجته إلى وجود الأوكسجين. ولأن الله سبحانه وتعإلى قريب يجيب الدعاء ويجبر الكسير وييسر العسير لا يرد سائله ولا يُيأس آمله، من كتاب الأذكار للإمام النووي نضع بين يديكم الأذكار التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها عند الشدائد والمخوفات لتكون لنا زاداً في التضرع إلى الله لكشف الكرب.
أدعية الكرب والأدعية عند الأمور المهمة:
– في صحيحي البخاري ومسلم عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ”.
– وفي كتاب الترمذي عن أنس- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا كربه أمر قال:“يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ”.
– وفي صحيحي بخاري ومسلم عن أنس- رضي الله عنه- قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.
– عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماءفقال: “سبحان الله العظيم، وإذا اجتهد في الدعاء، قال: يا حي يا قيوم “.
– في كتاب ابن السني عن أبي قتادة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“مَنْ قرأ آيَةَ الكُرْسِيّ وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ عِنْدَ الكَرْبِ أغاثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ”.
– عن سعيد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” إنّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لا يَقُولُهَا مَكْرُوبٌ إِلا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ، كَلِمَةَ أَخِي يُونُسَ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” .
– في سنن أبي داوود عن أبي بكرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:“دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت”.
– في سنن أبي داود وابن ماجه عن أسماء بنت عميس- رضي الله عنها- قالت:قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ، أَوْ فِي الْكَرْبِ: اللَّهُ، اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ” .
ما يقوله إذا راعه شيء أو فزع:
– في كتاب ابن السني عن ثوبان -رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا راعه شيء قال: “هو الله، الله ربّي لا شريك له”.
– في سنن أبي داود والترمذيعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ مِنَ الْفَزَعِ كَلِمَاتٍ: “أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ غَضَبِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ” وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ عَقَلَ مِنْ بَنِيهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْقِلْ كَتَبَهُ فَأَعْلَقَهُ عَلَيْهِ.
مايقول إذا أصابه هم أو حزن:
– في كتاب ابن السني عن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ فِي قَبْضَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَ،لْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ نُورَ صَدْرِي، وَرَبِيعَ قَلْبِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي وَغُمِّي ” . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْمَغْبُونَ لَمَنْ غُبِنَ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ. قَالَ: ” أَجَلْ، فَقُولُوهُنَّ وَعَلِّمُوهُنَّ، فَإِنَّهُ مَنْ قَالَهُنَّ الْتِمَاسَ مَا فِيهِنَّ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حُزْنَهُ، وَأَطَالَ فَرَحَهُ ” .
ما يقول إذا خاف قوماً:
– بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود والنسائي عن أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوماً قال: ” اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم “.
ما يقول إذا استصعب عليه أمر:
في كتاب ابن السني عن أنس- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ اللَّهُمَّ لا سَهْلَ إِلا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلا، وَأَنْتَ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْحَزَنَ سَهْلا ”
ما يقوله إذا أصابته نكبة قليلة أو كثيرة:
قال الله تعالى:(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
قال الله تعإلى في سورة الشورى: (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ). فلابد لنا من الاستغفار والتوبة إلى الله وأن نتضرع له في الدعاء فإن لطف الله تعإلى مُدرَك لا محالة. اللهم عجّل لنا بالفرج واجعله محفوفاً بألطافك.