الإعلام والأزمات… من يقود من؟

التناول الإعلامي لازمة زلزال سوريا وتركيا كشف الحقائق الصادمة

الإعلام والأزمات أية علاقة وأي مستقبل؟ سؤال لم يكن ينبغي أن نتطرق إليه ونحن نعيش أجواء كارثة بشعة، لكننا نفعل. لماذا؟ ببساطة، لأن ما شهدته وسمعته على مدار الأسبوع الماضي في أثناء معالجة آثار زلزال تركيا وسوريا يدعو للرثاء والألم؟ في هذه اللحظات، غالبًا ما تكون غريزتنا الأولى هي البحث عن أخبار وقصص وإرشادات عما يجب علينا فعله. وهذا يضع وسائل الإعلام في موقف صعب حيث تتجه إليها الأبصار والقلوب إلا أن الحقائق الصادمة تؤكد  أن معظم الصحفيين والإعلامين في مصر والمنطقة وقعوا في أخطأ مهنية شنيعة عند تناولهم لازمة وكارثة الزلزال. ومن المعروف أن الإعلام عليه دور كبير أثناء الأزمات حيث إن غالبية الشعب العربي يستمد معلوماتهم من وسائل الإعلام ومن المسلم به مهنيا أن الإعلام لا يكتفي فقط بالتعامل مع الأزمات وإنما استقراء دلالاتها وتداعياتها المختلفة على المجتمع، وإيجاد الحلول، وكيفية الحيلولة دون تكرارها في المستقبل فهل رفع الإعلام شعارا: أشعل الشموع بدلاً من أن تلعن الظلام أم أنه كان سببا مباشرا في إثارة الهلع والفزع؟.

وأصبح السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه: ما هو نوع الإعلام الذي نحتاجه بأوقات الأزمات؟ وما هي المهام الرئيسية للإعلام في وقت الأزمات؟ يقيني أن الإجابة المنطقية هي أعلام الحلول، فما هي صحافة أو إعلام الحلول ولماذا ينبغي الاهتمام بها؟ إذا كان إعلام الحلول مهما ومطلوبا أثناء الحياة المستقرة إلى حد ما فإنه مطلوب وبقوة أثناء الأزمات والكوارث أعتقد أن صحافة الحلول ستعزز حيادية وموضوعية الصحفي، وستعزز دور الإعلام في مجال التوعية وهو ما يجب ما يجب أن يقوم به الإعلام في أوقات الأزمات ودعونا نستعرض سويا خطوات إعلام الحلول:

أولا- مرحلة نشر المعلومات على الإعلامي أن ينشر المعلومات كما هي من مصادرها الرسمية دون تهويل أو تهوين وينقل صوره حقيقة لما يحدث على ارض الواقع

ثانيا- مرحلة تفسير المعلومات وتحليلها وهذة تتم من خلال الخبراء والمهتمين واهل العلم

ثالثا- المرحلة الوقائية وهذة المرحلة تكون مهمة جداً حيث يقدم معلومات دقيقة ومتتابعه لكيفية الوقاية

رابعا: التصدي للإشاعات وهي مرحلة وخطوة حساسة وشائكة حيث تكثر الإشاعات وتنتشر في وسط الازمات والكوارث وعلى الاعلامي ان يتصدي لها سريعا بذكر الحقائق والارقام الرسمية

فهل هذة الخطوات تم تطبيقها في المعالجة الاعلامية لازمة زلازال تركيا وسوريا دعوني اؤكد لكم انني رصدت مظاهر وأوجه الخلل في المعالجة الإعلامية للأزمات والكوارث وتمثلت في

1- سطحية التناول

2- السبق الإعلامي الخاطئ

3- عدم تعدد المصادر

4- المهنية المفقودة والحيادية الغائبة

5- التهوين والتهويل

6- الانتقائية في اختيار الموضوعات والمواقف

7- غلبة رأي الإعلامي على المتخصص

8- التبرير قبل التفسير

9- غياب التنسيق بين الوسائل الإعلامية وقت الأزمات

10- مجاراة الرأي العام

11- غياب استراتيجية إعلامية خاصة بالأزمات

تكمن المشكلة التي توصلت اليها خلال رصدي لمظاهر الخلل في المعالجة الاعلامية ان هناك نقص شديد في الإعلام المتخصص في بعض المجالات، خصوصاً الإعلام التنموي والعلمي والصحي، والتي تؤثر بصورة واضحة على الكيفية التي يتعامل بها الإعلام مع العديد من القضايا وخاصة في أوقات الأزمات والكوارث. لذا من المهم أن أتقدم بعدد من المقترحات لتعزيز دور الإعلام في الأزمات وأهمها

1 – ضرورة تشكيل خلية أزمة إعلامية لا تقتصر عضويتها فقط على الإعلاميين فقط بل تمتد لكل العاملين في المؤسسات الإعلامية.

2- تعيين متحدث إعلامي رسمي خاص بالأزمة.

– 3- وضع خطط استباقية للتعامل مع الإشاعات والقضاء عليها.

4- ضبط وتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي بحيث تقوم بدور إيجابي وفاعل في التوعية والوقاية.

5- توظيف وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة والاستفادة من تجارب الدول الناجحة في هذا الشأن.

هذه ليست نصيحة تقليدية، ولكن حقائق علينا تطبيقها في أرض الواقع

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد