هل تشعر أنك تفتقد البركة في رمضان… جرب هذه الأساليب البسيطة لاستعادة حيويتك ونشاطك

كمْ مرة سمعت الحديث النبوي الشريف «تسحروا؛ فإن في السحور بركة، وكم مرة وقعت في الخطأ مع الكثير عندما يحصرون البركة في الأكل والطعام والشراب فقط.

ولعل البركة من أحد الأسرار التي تخفى عن الكثيرين، فهل مفهوم البركة ينحصر في الطعام فقط وكيف نخرج من شهر رمضان ونحن من الرابحين الفالحين وكيف نستعيد حيويتنا ونشاطنا عندما نستفيد من البركة بمعناها الشامل؟

رمضان والبركة

ليس هناك وصف يصدق على شهر من الشهور كمدح شهر رمضان بوصف البركة؛ فإن هذه الصفة تنطبق عليه من كل وجه. وعندما يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم «تسحروا؛ فإن في السحور بركة» وعندما يقول السحور بركة، فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم ماء» ويقول «هلم إلى الغداء المبارك».

فهل معنى كل هذه الأحاديث الشريفة أن البركة مقصورة على الطعام الذي تناوله في وقت السحر

فما هي البركة؟

البركة في حقيقتها: الزيادة والنماء، فرمضان- وفق ذلك- بركة في الأوقات، بركة في الأعمال، بركة في الأجور، وأحد أوجه هذه البركة ما تفضل الله -سبحانه وتعالى-  به من نعمة السحور.

هل البركة في الطعام والسحور فقط؟

عنها قالت دار الإفتاء المصرية، إنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه أوصى بأكلة في رمضان تجعل الله وملائكته يصلون عليك ويستغفرون لك، منوهة بأن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أوصى بالحرص على أكلة السحور، لأن الله -سبحانه وتعالى-  وملائكته يدعون ويستغفرون لمن يتسحر.

وعن فضل السحور في رمضان، أوضحت «الإفتاء»، أن السحور هو الطعام الذي يأكله الإنسان أو يشربه في آخر الليل، وسمي سحورا لأنه يؤكل في وقت السحر، وهو آخر الليل، أن كل ما حصل من أكل أو شرب حصل به فضيلة السحور؛ وعليه: فالسحور سنة يثاب المسلم على فعلها، فينبغي للمسلم المحافظة على هذه السنة.

ونتيجة طبيعية لكثرة تلك الوصايا النبوية الشريفة بالحرص على السحور في رمضان باعتبارها إحدى السنن النبوية الشريفة الواردة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، والذي أرشدنا لكل ما فيه خير وصلاح وفلاح لأمته جمعاء، بما يطرح الاستفهام عما  هي البركة في السحور التي تجعله- صلى الله عليه وسلم يحثنا عليها بهذا الحرص، وخاصة في موسم اغتنام الخيرات في رمضان وهكذا يزداد البحث ويطرح السؤال عن  ما هي البركة في السحور لعل معرفتها تجعل أولئك الذين لا يفهمون المعنى الحقيق للبركة يراجعون أنفسهم، مع كل يوم صيام جديد في رمضان، ومن كثرة وصايا النبي- صلى الله عليه وسلم بالحرص على تلك الوجبة،

ماذا يحدث آخر ساعة قبل الفجر في رمضان؟

كل هذا يدفعنا للقول إن البركة في السحور ليس المقصود منها الأكل والشراب فقط بدليل أن النبي الكريم أشار إلى أن السحور قد يكون على شيء قليل مثل شربة ماء أو تمرات والمعنى الحقيق للبركة يمكن استشعاره من اليقظة في وقت مبارك، ينزل فيه الرب -تبارك وتعالى-  إلى السماء الدنيا، نزولا يليق بجلاله وعظمته سبحانه، فيقول: «هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له»؟، وذلك حتى يطلع الفجر.

ومن البركات أن الله -سبحانه وتعالى-  يصلي وملائكته على من قاموا في هذا الوقت، كما يدل عليه ما جاء من الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم قال: «إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين»

وفي السحور استحضار لرحمة الله بعباده، ولو شاء لأمرهم بالوصال، فكان في ذلك مشقة عظيمة عليهم، ومظاهر الرحمة الربانية تتجلى في كل التشريعات وأحكامه -سبحانه وتعالى-  وأقداره، وهذا من كمال شريعة الإسلام؛ أنها ليست شريعة تشديد ولا تضييق، ولكنها شريعة رحمة من الله -تبارك وتعالى-.

والبركة في السحور تحصل بجهات متعددة؛ وهي: اتباع السنة، والتقوى على العبادة، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع، والتسبب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك، أو يجتمع معه على الأكل، والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة، وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام.

ويأتي التأكيد على أكلة السحر؛ لأن هذا الوقت مظنة النوم عند أغلب الناس، فلربما غلبهم النوم ولذته عن أهمية تلك الأكلة، فأضعفهم تركها عن القيام بأشغالهم في النهار،

بركة سحور رمضان تتحقق عندما نقوم من الليل نتسحر والغالب ممن قام يتسحر يكون منه ذكر وصلاة واستغفار، وفيها يكثر الذكر وتصفو النفس للعبادة والتفكر وشبهه مما يثابر عليه في رمضان».

من هنا فإن السحور هو في حقيقته قربة لله تعالى واتباع لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، وثانيا البركة في السحور تشمل الوقت والنفس والعمل، وثالثا أن خصوصية الأمة الإسلامية بطعام السحور، ورابعا فضل وقت السحر، وخامسا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أمته.

ومن السنن النبوية الشريفة ألا يسرف الصائم في وجبة السحور، فيملأ بطنه بالطعام، بل يأكل بمقدار، فإنه ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن. ومتى شبع وقت السحر لم ينتفع بالبركة المقصودة، لأن كثرة الأكل تورث الكسل والفتور، وفي قوله ﷺ: نعم سحور المؤمن التمر إشارة إلى هذا المعنى، فإن التمر بالإضافة إلى قيمته الغذائية العالية فهو خفيف على المعدة سهل الهضم، والشبع لكي نتفرغ لتحصيل البركة من شهر رمضان


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد