الاسترليني يتراجع أمام الدولار ويضل طريقه

يمر اقتصاد المملكة المتحدة هذه الأيام بوعكة صحية حادة، وبحالة من عدم اليقين بسبب الميزانية المصغرة لوزير الخزانة الجديد كواسي كوارتنج، والتي أعلن فيها عن حزمة من التخفيضات الضريبية، وهو ما يؤدي بشكل طبيعي إلى زيادة الاقتراض العام بشكل مبالغ فيه، وتأتي خسائر الجنيه الاسترليني في وقت يعاني فيه الاقتصاد البريطاني من ركود محتمل أن يطول، وذلك في سياق سياسات اقتصادية تنتهجها رئيسة الحكومة الجديدة ليز تراس، والتي لم تلقى القبول المطلوب لها داخل الأوساط الاقتصادية في بريطانيا.

ونتج عن هذه الميزانية المصغرة، أن شهدت الأسواق في انجلترا حالة من الاضطراب، أدى إلى انهيار للجنيه الاسترليني، وترديه إلى أدنى مستوياته القياسية، وكان ذلك في 26 ديسمبر، عندما انخفض الجنيه في الأسواق الأسيوية لفترة وجيزة، إلى أدنى مستوى له 1.0327 دولار، قبل أن يعاود الارتفاع قليلا.

ولدعم قيمة الجنيه، هدد البنك المركزي في بريطانيا برفع أسعار الفائدة، لكن على العكس من ذلك، فقد أدى هذا التهديد إلى ارتفاع كبير في أسواق الرهن العقاري، وفي الوقت ذاته، انهارت أسواق الدين الوطنية تقريبا، وأدى هذا بالتالي إلى تهديد صناديق المعاشات التقاعدية على البقاء، وتدخل البنك المركز لتحقيق الاستقرار، لكن هذا لم يحدث إلى الآن.

سعر صرف الاسترليني في الوقت الحاضر

وحاليا، لا يقدم سعر الجنيه الاسترليني صورة جيدة على الإطلاق، حيث تراجع أما العملات الاحتياطية الرئيسية، وهو ما يعطي إشارة من المستثمرين، إلى أنهم لا يثقون حاليا في اقتصاد المملكة المتحدة، كما ان الميزانية المصغرة أثارت مخاوف المستثمرين، بالإضافة إلى عوامل أخرى تلعب دوراً بارزا في ذلك، وذلك مثل قوة الاقتصاد الأمريكي، وكذلك قرار بنك انجلترا برفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية وفقا لـ “nationalworld”،وارتفاع التضخم في انجلترا، مقارنة بالدول الأخرى، وتعتقد العديد من أسواق المال، أن هذه المشكلة الأخيرة الخاصة بالتضخم ستزداد سوءًا، وذلك نتيجة التخفيضات الضريبية التي أجراها كواسي كوارتنج.

الاسترليني يتراجع أمام الدولار ويضل طريقه

كيف يتم النظر اليوم إلى الجنيه الاسترليني وسط باقي العملات؟

يتم تعريف الدولار بـ “العملة الاحتياطية الأساسية” في العالم أجمع، وهذا يعني أنه هناك كميات كبيرة منه تحتفظ بها البنوك المركزية في العالم لغرض المعاملات الدولية، وتعتبر قيمة الجنيه الاسترليني مقارنة بالدولار مهمة لهذا السبب.

وحتى منتصف القرن العشرين، كان الجنيه الاسترليني هو الأساسي، قبل أن يحل محله الدولار، وهو الآن يقف خلف اليورو الأوروبي والين الياباني من حيث مقدار ما يتم الاحتفاظ به منه، وهذا بالرغم إلى أنه ما زال يصنف على أنه عملة احتياط.

وحيث أن الدولار هو أكبر عملات العالم، فإنه بذلك يكون معيار الأسعار على مستوى العالم، ولذلك فإنه إذا ىانخفضت قيمة الجنيه أمام الدولار، فسوف يتم ارتفاعا للأسعار في بريطانيا، وكذلك الأمر بالنسبة لليورو، لأن دول منطقة اليورو مصدر كبير لواردات بريطانيا من المواد الغذائية.

والسؤال، هل ضل الجنيه الاسترليني طريقه أمام الدولار؟، بسبب سياسات تراس، والبنك المركزي البريطاني، الذي مهمته أن يتفاعل مع الأحداث وفقا لاستراتيجية طويلة المدى.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد