القضية الفلسطينية بين الواقع والمأمول

القضية الفلسطينية تعتبر واحدة من أكثر المواضيع جدلاً وتأثيرًا في الشرق الأوسط وحول العالم.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يدور منذ عقود وله تأثيرات واسعة النطاق على الأمن والاستقرار في المنطقة.
هناك ثلاثة أركان رئيسية جعلت تلك القضية تشغل الشرق الأوسط الإسلامي والعوالم كافة:
الركن الأول: طبيعة العدو بخلفيته العقائدية وصراعه التاريخي.
الركن الثاني: طبيعة الأرض بقدسيتها ومركزها في أفئدة المسلمين.
الركن الثالث: طبيعة التحالف الغربي الصهيوني الذي كان البذرة الأولى لجعل الدول العربية مفككة الأواصر وتدور في فلك التبعية للقوى العظمى.
ما هي فلسطين؟
فلسطين هي القسم الجنوبي الغربي لبلاد الشام والأرض الواقعة غربي آسيا وأفريقيا لذا؛ أصبحت بمثابة نقطة التقاء جناحي العالم الإسلامي.
فلسطين أرض مقدسة مباركة سكنها أبناؤها “الكنعانيون” منذ نحو “4500” عام، بني إسرائيل حكموا أجزاء من فلسطين ما يقرب من أربعة قرون ولكنهم عندما حرفوا دينهم وكفروا وقتلوا أنبياءهم سخط الله عليهم وخسروا شرعيتهم في فلسطين. وورثت الأمة المسلمة السائرة على درب التوحيد والأنبياء هذا الحق، وقد انقطعت صلة اليهود عمليًا بفلسطين نحو (1800) عام، منذ 135م، وحتى القرن العشرين، دون أن يكون لهم تواجد سياسي أو حضاري أو ريادي في هذه الأرض المقدسة.
سؤال يراودني منذ أن شبيت، لِمَ هناك صراع دائر بين الفلسطينيين والاسرائليين؟
هل الصراع أساسه سياسي أم ديني أم ماذا؟
لمن الحق الديني والتاريخي في أرض فلسطين؟
أقام اليهود حججهم في اغتصاب أرض فلسطين وإنشاء الكيان اليهودي الصهيوني عليها، على ادعاءات دينية وتاريخية، الآن لقد ظهر بيت القصيد بحق الصراع إنه عميلة شاملة مدججة النوايا على المستوى الشخصي والمستوى العالمي.
إنه صراع ديني من جانب اليهود كما يزعمون في التوراة المحرفة كالآتي:
من إعطاء الله سبحانه هذه الأرض لإبراهيم ونسله. ومما جاء فيها “وقال الرب لإبراهيم: اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أرك… فذهب إبراهيم كما قال الرب… فأتوا إلى أرض كنعان… وظهر الرب لإبراهيم وقال: لنسلك أعطي هذه الأرض”(32)، وجاء في التوراة المحرفة أيضا وسكن (إبراهيم) في أرض كنعان فقال له الرب: ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا، لأن جميع الأرض التي أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد “(33) وجاء فيها أيضًا قطع الرب مع إبراهيم ميثاقًا قائلاً:” لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات “(34).
وهذا كذب وتضليل لا أساس له من الصحة.
تتمتع أرض فلسطين بمكانة خاصة في العلم الإسلامي، وهي المكانة التي جعلتها مهوى وكينونة أفئدة المسلمين، وسنشير هنا باختصار إلى أهم النقاط التي جعلتها تحظى بهذه المكانة:-
في أرض فلسطين المسجد الأقصى المبارك، وهو أول قبلة للمسلمين في صلتهم، كما يعد ثالث المساجد مكانة ومنزلة في الإسلام بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، ويحبب شد الرحال إليه وزيارته، والصلاة فيه بخمسمائة صلاة عما سواه من المساجد. فعن أبي هريرة رضي الله عنه” عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى”] وقال صلى الله عليه وسلم: “الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة”. وعن البراء بن عازب رضي الله عنه “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أولا ما قدم المدينة نزل على أخواله من الأنصار، وأنه صلى قبل بيت المقدس”
نعم هناك الكثير من الاتفاقيات ومعاهدات السلام التي حدثت ووثقت، ولكننا هنا في واقعنا وما رأيناه في نصوص تلك المعاهدات؛ هل نفذت وشرعت؟. أم إنها حبر جف على ورق منثور؟
إن الاغتصاب الصهيوني ما هو إلا وسيلة للعالم الغربي ليصبح مركز قوة ويصبح ذو مكانة يعتد بها وتسيطر على العالم الثالث، نعم إن التهجير الفلسطيني والقسري جريمة يعتد بها بل أبشع جريمة يمكن أن تدرك أن الإبادة البشرية لها أفظع شيئا يتخيله العقل البشري، ولكن ما أفجع الكوميديا السوداء، ما فعله هتلر في اليهود، يفعله اليهود بالمسلمين أي سخف هذا كأنني أعيش في عصر المغول والعصر الجاهلي أن تؤخذ النساء صبايا ويقتل الأطفال والشيوخ لإبادة جيل جديد؛ حقا أين العالم الإسلامي؟
هل لتلك الدرجة أصبحت النفوذ والسلطة هي المحرك لحكام العالم الإسلامي والعربي أم أننا أصبحنا كالقطيع الذي لا بد له أن يساق بالعصا أم أننا حقًا ضعاف إلى ذاك الحد؟
بالحديث عن السلام الذي يزعم الآن أو التهجير إلى سيناء، هل من المنطق أن نفتح حدودنا كأنني أقول لذئب هلم وافترس قطيعي! عن أي سخف تتطلبون وتنادون
ببساطة منقطعة النظير، الشعب الفلسطيني سينتصر ألا إن وعد الله حق إنه وعد من الله وليس وعدًا بشريًا فصبرًا جميلاً، استبشروا وتحلوا بالصبر واليقين.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد