منذ عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر انهيار إسرائيل لم يكن فقط على الجبهات، ولكن من الداخل، ومن البعد السيكولوجي والنفسي، لم يكن يتوقع الاحتلال الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال أن تقوم المقاومة بهذا الهجوم البري حيث كانت إسرائيل تعتاد مؤخرا من قبل المقاومة على الصواريخ التي كانت تنطلق من قطاع غزة، ولم تكن تتوقع إسرائيل أن المقاومة لديها القدرة العسكرية على القيام بعمل عملية برية، لكن كانت المفاجأة، وقامت المقاومة بهذا الاقتحام البري.
فبعد أن تمكنت المقاومة الفلسطينية من تحقيق العديد من النجاحات العسكرية، بما في ذلك السيطرة على قاعدة عسكرية إسرائيلية واحتجاز عدد من جنود الاحتلال، أصابت المقاومة جنود الجيش الإسرائيلي بخيبة أمل كبيرة، مما أدى إلى انهيار نفسي لدى الجنود الإسرائيليين، لكن هذا الانهيار لم يسيطر فقط على جنود الاحتلال، ولكن ظهر هذا التأثير بشكل واضح على المتحدث العسكري للجيش الإسرائيلي من اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى، وكان الدليل على ذلك في أثناء حوار المتحدث العسكري للجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مع الإعلامي أحمد طه، فقد تعرض أدرعي للضغوطات الإعلامية من قبل وسائل الإعلام التي كانت تطالبه بتقديم إجابات واضحة وحاسمة عن التطورات العسكرية.
التحليل النفسي لأداء المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في الحوار مع الإعلامي أحمد طه
الحوار الذي أجراه المتحدث العسكري للجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مع الإعلامي أحمد طه في أثناء التغطية الإخبارية لقناة الجزيرة، ظهر على أدرعي العديد من العلامات التي تدل على التوتر والقلق، مما أضعف من مصداقيته وقدرته على أداء مهامه على أكمل وجه.
الدلائل التي تشير إلى أن أدرعي كان يعاني من التوتر والقلق خلال الحوار
فقد كان أدرعي يتحدث بصوت مرتفع وعصبي، ظهور ملامح الغضب والعصبية على وجهه، كما كان يهز رأسه على نحو متكرر، إجاباته غير الواضحة وغير الحاسمة، فقد أجاب أدرعي على أسئلة طه بطريقة غير مباشرة وكانت غير حاسمة، مما يشير إلى أنه كان يحاول تجنب الإجابة عن بعض الأسئلة.
لذلك من المهم أن يدرك المتحدث العسكري أنه يؤدي دورًا مهمًا في بناء صورة الجيش أمام الجمهور، فمتحدث الجيش هو وجه الجيش أمام الجمهور، وأيضا من الضروري أن يتمتع بالصفات اللازمة لأداء هذه المهمة على أكمل وجه، وتشمل هذه الصفات على سبيل المثال الهدوء وعدم القلق والتوتر والقدرة على العمل تحت تأثير الضغوط المختلفة.
