لماذا سيطرت مزيكا المهرجانات على الساحة الغنائية

بدأ ظهور هذا اللون الموسيقي من قلب الأحياء الشعبية في القاهرة وعلى وجه الخصوص من منطقة السلام ثم تناقلتها باقي الأحياء الشعبية وزاد مؤشر انتشارها في الصعود إلى أن وصلت إلى جميع أنحاء مصر وزاد انتشارها إلى دول آخري؛ فهي مزيكا دار ويدور حولها جدلاً يزداد بزيادة شيوعها بين مؤيد ومعارض ومازال انقسام الآراء حولها قائما.

ومن الأسباب التي أدت إلى توطنها على الساحة الغنائية هو عدم تقيد صناعها بقيود تسويقية تحدد ظهورهم من عدمه فهم أشبه بأصحاب المهن الحرة يصنعون محتواهم متى أرادوا ويتوقفون متى يرغبوا في ذلك.

وذلك على عكس صناع الموسيقى الكلاسيكية الذين يرتبطون بعقود إنتاجية مع شركات الإنتاج الموسيقي وهو ما أتاح لصناع المهرجان فرصة التواجد بشكل مستمر لا ينقطع فقد يصل الأمر إلى وجود كثير من المهرجانات المطروحة في الشهر الواحد للفرق المختلفة وذلك بسبب سهولة صناعتها فهي غير مكلفة من الناحية المادية وتقوم في المقام الأول والأخير علي الآلات والبرامج الإلكترونية فهي موسيقى يتم إنتاجها بدون الحاجة إلى عازفين ولا لمواهب صوتية أو أي موهبة متعلقة بالموسيقى وايضا لا تحتاج للأجهزة الخاصة بصناعة الموسيقى الكلاسيكية وهذا ما ساعد في استمرارية تواجدهم.

وسماتها السبب الأكبر في شهرتها فنوعية المزيكا التي تقدم تعطي طاقة حماسية بدرجة كبيرة مهما يتنوع محتوى المواضيع التي يقدمونها سواء كانت مواضيع عامة أو ظواهر اجتماعية أو مواضيع يغلب علي مضمونها مشاعر الحزن فالمزيكا لها قالباً واحداً ينتج عنه بث الطاقة الحماسية للمستمعين وتشعر مستمعيها بالرغبة في الاحتفال حتى وإن كانت كلمات الأغنية تعبر عن عكس ذلك.

ومن أهم السمات التي ساعدت على شهرتها المحتوى الذي يتم تقديمه بداخلها فهي أغاني استهدفت عدم اتخاذ العلاقات العاطفية كمحور غنائي واتجهت إلى أن يكون مضمونها يدور حول المواد المخدرة والافتخار بذواتهم من خلال ألفاظ خاصة بذلك بالإضافة إلى استخدام تلميحات جنسية تتوافق مع شخصية المراهقين المضطربة وإلى العداوات والخيانة وغيرها من الصفات التي تحدثها العلاقات الاجتماعية المختلفة وهذا يتسبب في وجود كم هائل من الطاقة الاندفاعية لدى الشباب الذين يعتبروا هما الفئة العمرية الأكثر تأثرا بهذه المزيكا لأنهم وجدوا فيها ضالتهم بوجود لوناً موسيقياً محور موضوعه ليس العلاقات العاطفية.

وبالرغم من اختلاف الآراء حول مزيكا المهرجانات
وبالرغم من وجود العديد من الأصوات التي تنادي بضرورة منعها ووجود ضوابط تنظمها خاصة على مستوى المحتوى الموضوعي الذي يقدم داخل أغانيها إلا أنه لم تصدر أي تعليمات أو لوائح أو جهة رقابية تكون مهمتها مراقبة المحتوى الموضوعي الذي يقدم داخلها رغم ضرورة وجود ذلك.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد