غزة تُسقط “التابوه” الغربي للحرية والإنسانية

لطالما تصدعت رؤوسنا بأحاديث الغرب حول القيم الإنسانية ومفاهيم الحرية وتجزئة الحريات؛ فهناك حق الطفل وحق المرأة وحق الحياة حتى وصل بهم الحال لحقوق الحيوان وحقوق الجماد!

قيم فرضتها المادية الحديثة دون أن نجد لها صدى على أرض الواقع؛ حدثني عن حق الطفل والمرأة وما هي أبجديات حقوق الإنسان وهل الإنسان يختلف عن الطفل أو المرأة! إن تجزئة الحقوق ما هي إلا أداة لصناعة مجتمعات مفككة مخلخلة؛ وحتى لا نسهب في هذه النقطة ونخرج من موضوعنا فإننا نسأل أين كل هذه الحقوق مع أهل غزة!

إن أحداث غزة كاشفة وفاضحة لمنظومة مادية عفنة لا تؤمن بحرية ولا مبادئ إلا ما توافق مع مصالحها، أما إذا تضاربت المصالح واختلفت الرؤى فهم كافرون لكل حق ولكل مبدأ.

ولعلنا نتفق مع الكاتب إحسان عبد القدوس باعتبار مفهوم الحرية قابل للتشكل والتلون وفق ما تقتضيه الحاجة؛ ففي مقدمة قصته (أنا حرة) نجده ينكر مفهوم الحرية (ليس هناك شيء يسمى بالحرية وأكثرنا حرية هو عبد المبادئ التي يؤمن بها و للغرض الذي يسعى إليه) فالمطالبة بالحرية تكون لخدمة أهدافنا أو لتوظيفها لخدمة ما نريد.

إننا إزاء ازدواجية المعايير هذه نجد نفسنا في أمس الحاجة للعودة لـ ثقافتنا وقيمنا الدينية وهو ما نفذته المقاومة الفلسطينية مع الأسرى؛ في إحدى اللقاءات التليفزيونية لـ أسيرة وابنتها قالت ” المرأة عندهم ملكة!”، فالنفس تهذب وتُقوم بالدين لا بالقيم ولا الادعاءات الزائفة التي ظللنا نسعى إليها ردحًا من الزمن.

إن الإسلام جرد المفاهيم فلم تقتصر على فئة بعينها بل هي للناس كافة، إن التزام المقاومة القيم والأوامر الإسلامية كان الأداة الأولى لتغيير السردية الفلسطينية التي لم ينظر لها من قبل كهذه الأيام! بل أصبح الحديث اليوم عن حقيقة الاحتلال وزوال إسرائيل واختفت السردية من الإسرائيلية من الشارع الغربي.

فإن كان الخطاب الرسمي مساندًا لدولة الاحتلال فإن الخطاب الشعبي والشارع الغربي أصبحت قضية فلسطين وما يدور في غزة هي قضيته الأولى.

إن أحداث غزة جاءت فاضحة لـ قيم ومبادئ كنا أسرى لها لعقود؛ لتأتي هذه الأحداث وتكشف هذا الزيف، بل على العكس من ذلك أصبحت قيم الإسلام وتعاليمه محط إعجاب الشارع الغربي والأمريكي على حد السواء.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد