“غزة ” تحرك المياه الروسية الأمريكية الراكدة..تفجيرات موسكو لإعادة الإسلاموفوبيا وجسر بالتيمور لتأديب الولايات المتحدة

مساء الجمعة 22 مارس 2024 شهدت جلسة مجلس الأمن المنعقدة بشأن ما يدور في الأراضي الفلسطينية من أحداث فيتو روسي صيني على مشروع قرار أمريكي يهدف لوقف فوري لإطلاق النار مع إطلاق فوري لجميع الأسرى الإسرائيليين! إذ رأت روسيا والصين أن هذا القرار لا يخدم إلا إسرائيل ويهدف لمنعها من المحاسبة على ما اقترفته من جرائم بحق الفلسطينيين، دعنا نتأمل المشهد مررًا وتكررًا بداية من المشروع الأمريكي المقدم في مجلس الأمن والهادف لوقف فوري وشامل لإطلاق النار والقرار يبدو في ظاهره الإنسانية؛ لكنه في الحقيقة قرارًا خبيث يحمل في طياته مزيدًا من الدمار والهلاك فالقرار حماية لإسرائيل من الملاحقة القانونية لها عما اقترفته من جرائم في حق الفلسطينيين من جرائم حرب وإبادة جماعية بل يعيد القضية لنقطة الصفر.

إنهيار جسر بالتيمور

إنهيار جسر بالتيمور

 

 وما هي إلا ساعات قلائل مرت على الفيتو الروسي الصيني حتى تعرضت موسكو لحادث إرهابي أسفر عن مقتل مالا يقل عن أربعين شخص، العجيب أن هذا الحادث فور وقوعه أعلن تنظيم الدولة “داعش” مسؤوليته عن التفجير! يأتي السؤال أين كانت داعش كل هذه الفترة؟ ولماذا لما نشاهد لها أي عملية منذ ستة أشهر؟! فمنذ بداية عملية طوفان الأقصى ولم نشهد أي عملية نوعية نفذتها داعش تجاه إسرائيل!

إن دلالة توقيت العملية المنفذة في روسيا تعيد علينا السؤال الأهم من يقف وراء داعش؟ هل هي صناعة مخابراتية؟ وهل للولايات المتحدة يدًا فيها؟ بالعودة لتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عندما صرح في عام 2016 بأن داعش صناعة أوباما!

فوجب علينا عدم إغفال هذه المعطيات والتعامل مع المستفيد من هذا الهجوم؟

الحقيقة أن المستفيد من هذا الهجوم هو إسرائيل والولايات المتحدة على حد السواء، فإذا نظرنا للموقف الروسي تجاه الشارع العربي والحركات نجد موقف متقارب مع حركات المقاومة، بينما تصر الولايات المتحدة على موقفها من حركة المقاومة باعتبارها حركات إرهابية! إذًا فمن مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل على حد السواء ضرب علاقة روسيا بهم خاصة بعد الفيتو على القرار الأمريكي، وعلى الصعيد الآخر إعادة مصطلح الإرهاب الإسلامي على ساحة السياسة الدولية خصوصًا مع انتشار الرواية الفلسطينية وكسبها تعاطف دولي لم يسبق لها من قبل.

 

إنهيار جسر بالتيمور
إنهيار جسر بالتيمور

 

لم تمر ثماني وأربعين ساعة حتى أعلنت روسيا عن إلقاء القبض على منفذي العملية، وعلى الأرجح لم تقتنع روسيا ببيان داعش وإعلانها مسؤوليتها عن الحادث! لنفاجأ باصطدام سفينة بـ جسر بالتيمور في ولاية ميريلاند أدى لسقوط الجسر! وحادثة سقوط الجسر تبدو من الوهلة الأولى أنها حادثة طبيعية لكن بقرأة المشاهد مررًا وتكررًا فإن الأمور لن تسير بحسن النية كما نعتقد.

فروسيا لم تقبل رواية داعش وعلى النقيض حذرت واشنطن رعاياها من أحداث إرهابية في موسكو! مصادفة لها دلالات غير حسنة النوايا! بجانب هذا فإن فيتو روسيا على القرار الأمريكي تجاه ما يدور في غزة يؤكد رغبة الولايات المتحدة في إنقاذ حصانها الأهم في الشرق الأوسط!

العدوان الإسرائيلي على غزة
العدوان الإسرائيلي على غزة

أن ما يمر بنا من أحداث يوميًا في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية بوجه عام تؤكد تحول مسار دفة السياسة العالمية نحو عالم متعدد الأقطاب! تصريحات أسبانيا وبلجيكا حول إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة هو تحول تاريخي في القضية الفلسطينية! من ناحية أخرى تجد روسيا طوفان العدوان الإسرائيلي على غزة طوق نجاة لها وذلك لعدة أسباب:

أولها هو جر الولايات المتحدة لصراع جديد وهو حرب إسرائيل مع فصائل المقاومة وهي محاولة استنزاف للولايات المتحدة بفتح جبهات قتال متعددة في أوكرانيا والولايات المتحدة!

وثاني هذه الأسباب وهو إيجاد روسيا مبررًا لها لقصف أوكرانيا والتوسع في الزحف البري والقصف الجوي على كييف! هذه الأمور تجعل خريطة العالم متأرجحة وبيئة خصبة لاختفاء تحالفات وظهور تحالفات وانهيار أنظمة حاكمة وصعود أخرى.

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد