رسالة إلى رئيس الجمهورية | هذا ما لك علينا، وذاك ما لنا عليك

  • كتب: محمد هلال.

مصر الغارقة في التحديات، عنوان عريض يتصدر المشهد المصري الآن، ويطل بوجه القاسي والمقفر على حياة كل مواطن مصري في كل تفاصيل حياته، هذا الواقع لم يكن شخص عبد الفتاح السيسي ولا قرارته ولا حتى حدث ثورة الثلاثين من يونيو هو المسبب الرئيسي والمباشر لكى يحيا الشعب المصري في تلك الحالة، التي تشبه أجواء حرب حقيقية.

فقبل الحديث بإنصاف حول وضع مصر الآن، خاصة بعد تلك القرارات الصعبة والمؤلمة

والتي طالت مستوى معيشة كل مصري في سويداء كيانه.

علينا أن نوضح حقائق لا يجب أن نتغافل عنها وسط زحام الأحداث.

حتى نصدر تقيما سليما، يجنبنا أخطاء تاريخية قد تقع فيها الشعوب تحت ظلال الضغط والانخداع المخطط له، فتهدم البلاد ويتشرد العباد.

مصر الآن في عين الشيطان

نعم هي الحقيقة والواقع الذي لا يتلاقى كما قد يظن البعض مع ابجديات نظرية المؤامرة.

بل هي حالة دولية وسط هذا التنمر والتوحش الذي اصاب كل الأمم.

بحثا عن نظام عالمي جديد، خارج سيطرة الولايات المتحدة منفردة بملك العالم:

  • ان مخطط افقار العالم العربي كمصدر للطاقة، ومجال لخطوط حركة التجارة الدولية

أصبح مطلبا من جميع القوى الدولية حتى تخرج منطقة الشرق الأوسط مؤقتا من دائرة التأثير.

لكى يستأثر بها فيما بعد الفائز بمصارعة الكبار من دول العالم.

  • مصر جزء من تلك الرؤية

ومن ثم المطلوب مصر فقيرة مهما كان الثمن

وليس هذا وفقط بل مطلوب مصر مريضة ضعيفة باستهداف امنها وتماسك قوتها المسلحة، حتى تصير امة العرب  ( كاليتيم على مائدة اللئام ).

  • تلك الحالة تمكن من امتداد أزرع الحرب بالوكالة في المنطقة

بين كل من روسيا وحلفائها (ايران وحزب الله) والولايات المتحدة وحلفائها (تركيا وإسرائيل ).

عبر صراعات طائفية وجهوية مميته تقود المنطقة لحرب تكسير عظام.

دون أن تتدخل ” مصر أن كانت في حالتها الطبيعية ” فتعكر صفو حسابات القوى الدولية وتغير مسار الأحداث.

  • ومن المتوقع أن تنتهى الحرب بين موسكو وواشنطن بالوكالة قريبا

خاصة أن فازت هيلاري كلينتون بالرئاسة الأمريكية ومن ثم تبدأ مرحلة المواجه المباشرة

وستكون ساحتها أيضاً ولسوء الحظ في المنطقة العربية.

حق الرئيس على الشعب

و وفق تلك الحالة المتشنجة والخطيرة والتي تحيط بالإقليم، الرئيس الذي يقود مصر مهما كان أسمه أو صفته أن اتبع مبادئ القيادة الوطنية للدولة مجبر على:

  • ادخار كل امكانيات الدولة وأن قلت لليوم الأسود.
  • اتباع نهج تقشفي في أقصى مستوياته والتعامل مع الوضع كأنه حالة حرب حقيقية.
  • ترسيخ خطط محكمة لتطوير الجيش لأن ببساطة ” دولة بلا جيش لا تستحق العيش “
  • تصدير حالة السكون للخارج حتى يتمكن من وضع اساسيات الحماية الفولاذية لكيان الدولة وقت الصدام الأكبر الذي بدأ مع ثورات الربيع العربي وسينتهى إلى صدام مباشر بين العم سام الأمريكي والدب الروسي.

حق الشعب على الرئيس

ورغم توصيف الحالة بتلك الحدة والصعوبة التي معها تكون قيادة أي دولة في مثل هذا الاقليم المشتعل مهمة شبه مستحيلة الا أن على الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يدرك تماما أن هناك حق لشعبه كما له هو حق على الشعب يتمثل في:

  • ان من حق كل مواطن مصري أن يأمن صباح كل يوم، على غذاء صحى كريم لأبنائه وان قل سعره
  •  وأن يأمن على كوب شاي دون أزمة سكر.
  • وأن يأمن على قوت يسد جوعه وجوع ابناءه حتى ولو كان طبق من الأرز والخضار.
  • ومن ثم يا سيادة الرئيس لا يجب المساس بأن يتوافر لهذا الشعب الصابر، حق في طبق أرز وخبز وفير وكوب شاي، وكوب من اللبن وبيضتين لأبنائه بأسعار يقدر عليها كل مصري دون أدنى فصال.
  • مهما كانت الظروف لا يجب أن لا يتوافر للمواطن المصري البسيط خدمة صحية كريمة.
  • خاصة حينما تضيق بيه الايام ويجد نفسه أسير مرض عضال.
  • ومهما كانت الظروف لا يجب أن لا يتوافر للمواطن المصري فرصة تعليم جيدة لأبنائه.
  • لكى يكون لديه أملا في مستقبل يراه في فلذة كبده، حتى وان كان الواقع مؤلم وعصيب.managed-services-human-resource-recruitment-payroll-accounting-support-banner1

سيدى الرئيس نعم حمل ثقيل هو، ودولة أفلست تحت وطأة التجريف منذ اربعون عاما، وحقا جئت أنت للحكم في بقعة تاريخية مظلمة تمر بها مصر والمنطقة، ولك علينا الصبر والكفاح، لكن لنا عليك لقمة عيش بكرامة  تعين على معركة الحياة،  وعلاج أمن لكل مصري مهما كان مستواه الاقتصادي فمن يمرض يجد الدواء دون أزامات، والعلاج دون نقاش أو فصال، ولنا عليك أن يتعلم ابناءنا بقرارات قوية تعطى المعارف لأبناء مصر حتى ولو تعلم ابناء مصر في الكتاتيب وأفترشوا الأرض، ولكن كما تعلم طه حسين، ونجيب محفوظ، وعلى مشرفة، حتى لا تفقد مصر الأمل في المستقبل، فالمستقبل يا سيادة الرئيس هو الرهان الوحيد والأمل الباقى لهذا الشعب، لكى يبقى صابر محتسبا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد