دراسة جديدة توضح أن التعرض لتلوث الهواء في مرحلة الطفولة يرتبط بالوفاة المبكرة

في أحدث دراسة نشرتها “جامعة إدنبرة The University of Edinburgh” أن الأبحاث توصلت إلى أن الأشخاص الذين يتعرضون لتلوث الهواء بشكل كبير في مرحلة الطفولة المبكرة هم أكثر عرضة للوفاة المبكرة من أولئك الذين نشأوا في بيئة ذات هواء نقي، في هذا المقال نشارك معك تفاصيل تلك الدراسة ومدي تأثيرها علينا.

تفاصيل الدراسة

تشير الأبحاث وفقًا لتقرير “جامعة إدنبرة The University of Edinburgh” في بريطانيا أن التحليل الذي أجري على ما يقرب من 3000 شخص ولدوا في اسكتلندا عام 1936 هو أول تحليل يسلط الضوء على الآثار طويلة الأمد لاستنشاق الهواء الملوث في بداية الحياة.

 

أظهرت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين تعرضوا لمستويات عالية من تلوث الهواء في سن الثالثة كانوا أكثر عرضة للوفاة بين سن 65 و86 عامًا من أولئك الذين تعرضوا لمستويات منخفضة من التلوث، كما أن التعرض لمستويات عالية من تلوث الهواء يزيد من فرص الوفاة بسبب السرطان وخاصة سرطان الرئة لدى النساء.

تلوث الهواء في مرحلة الطفولة يرتبط بالوفاة المبكرة
مصدر لتلوث الهواء – مصدر الصورة موقع جامعة إدنبرة

آثار مدى الحياة

يقول الباحثون إن الدراسات السابقة بحثت في الروابط بين سوء نوعية الهواء والصحة مع مرور الوقت لكن القليل منها هو الذي بحث في التأثيرات بعد 25 عامًا، وكشفت الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون من “إدنبره” عن وجود روابط بين تلوث الهواء والوفيات على مدى 75 عامًا.

 

تأثير جودة الهواء

تم أخذ البيانات التي حللها الفريق من مجموعة المواليد الاسكتلندية للدراسة الطولية لعام 1936 وهي دراسة مجهولة المصدر وطويلة الأمد تقدم عينة تمثيلية من سكان اسكتلندا، تم تقدير مستويات تلوث الهواء باستخدام نماذج كيمياء الغلاف الجوي ومطابقتها لعنوان منزل كل مشارك في الدراسة في عام 1939عندما كان عمره ثلاث سنوات، استخدم التحليل أيضًا نتائج اختبار القدرة الإدراكية الوطني الذي أجراه كل مشارك يبلغ من العمر 11 عامًا وسجلات الوفيات الوطنية من عام 1947 إلى عام 2022.

تلوث الهواء في مرحلة الطفولة يرتبط بالوفاة المبكرة
تلوث الهواء في المدن – مصدر الصورة موقع Forbes

التأثيرات الصحية

يشير تقرير “جامعة إدنبرة The University of Edinburgh” أيضًا أنه على مدار 75 عامًا توفي 1608 من المشاركين في هذا التحليل وأن التعرض لمستويات أعلى من تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة – المعروفة باسم PM2.5 – يزيد من خطر الوفاة بين سن 65 و86 بنسبة تصل إلى 5 في المائة.

 

يزيد التعرض في السنوات الأولى من عمر الإنسان من خطر الوفاة بسبب السرطان وفي النساء كان سرطان الرئة هو السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان ويرتبط بزيادة خطر الإصابة به بنسبة 11%، بينما بالنسبة للرجال تشير النتائج الأولية إلى أن التعرض المبكر لتلوث الهواء يمكن أن يكون مرتبطًا بزيادة خطر الوفاة بسبب الاضطرابات العصبية التنكسية في مرحلة البلوغ.

تلوث الهواء وصحة الإنسان
تلوث الهواء والأطفال – مصدر الصورة: موقع pngtree

المهارات المعرفية

تشير نتائج الدراسة أيضًا إلى أن حوالي 25% من إجمالي تأثير تلوث الهواء على الوفاة كان نتيجة غير مباشرة للتأثيرات على القدرة الإدراكية للمشاركين ويميل الأطفال الذين تعرضوا لمستويات أعلى من تلوث الهواء إلى الحصول على درجات أقل في اختبار القدرة الإدراكية، ويقول الفريق إن هذه المهارات مهمة لتحقيق نتائج تعليمية أفضل ومكانة إجتماعية واقتصادية أعلى والتي ترتبط في النهاية بالعيش لفترة أطول.

 

تم تمويل البحث الجديد الذي نشر في مجلة الأبحاث البيئية من قبل مؤسسة أبحاث البيانات الصحية في المملكة المتحدة، يتم دعم الدراسة الطولية الاسكتلندية من قبل مجلس البحوث الاقتصادية والاجتماعية/لجنة الإشراف على التنفيذ ومجلس التمويل الاسكتلندي ومكتب كبير العلماء والحكومة الاسكتلندية.

 

تعليقات حول البحث

“نحن محظوظون في اسكتلندا بوجود عدد متزايد من الدراسات التي تتبع الأشخاص من الطفولة إلى الشيخوخة وهذا يساعدنا على فهم أفضل لنوع البيئات التي نحتاجها الآن لدعم الشيخوخة الصحية في المستقبل.“

البروفيسور “كريس ديبن”

مدير مركز الدراسات الطولية في اسكتلندا ومقره جامعة إدنبرة. 

 

“من المثير للدهشة أن الأطفال الذين ينشأون في مناطق ملوثة يمكن أن تكون لهم عواقب تستمر طوال حياتهم، وتشير هذه النتائج إلى أن آثار تلوث الهواء على صحتنا يمكن أن تستمر لعقود حتى بعد بذل جهود كبيرة للحد من مستويات التلوث.”

الدكتور جيرجو باراني

مدرسة علوم الأرض

 

المصدر/ الموقع الرسمي جامعة إدنبرة في بريطانيا

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد