الدكتور أحمد عبد العزيز عملاق جراحة العظام في طريقة لشمال غزة.. عايز أموت هنا

إذا كنت من مصابي الركبة سواء بقطع في الرباط الصليبي أو أي من الإصابات التي تحتاج لجراحة دقيقة، وكنت تبحث عن أفضل جرّاح لإجراء هذه العملية المعقدة، فسيكون أسمه من أبرز هذه الأسماء، فهو العالم، الخبير، رائد مناظير المفاصل في مصر، وأستاذ جراحة العظام بالقصر العيني، الدكتور أحمد عبد العزيز.

إذا اخترته ليكون الطبيب المعالج، وحتى يمكنك أن تحصل على موعد في عيادته، فعليك الانتظار مدة قد تصل إلى 3 شهور حتى يتاح لك موعد لتوقيع الكشف بواسطته، فهو الماهر في تخصصه، والأشهر في مجاله.

وإذا اختار البروفسيور أحمد عبد العزيز المال، فسوف يجني الملايين وهو يجري أو يشرف على عملياته الجراحية في أفخم المستشفيات، وإذا اختار الشهرة، فستخصص له ساعات بأهم القنوات الفضائية ليحاضر ويعلم ويقدم نصائحه الطبية للملايين.

ولكن بالرغم من كل ما سبق، بمجرد وصول المصابين الذين طالتهم يد الإجرام الصهيوني في غزة إلى مستشفى العريش العام، كان الدكتور أحمد عبد العزيز وفريقه الطبي في طليعة المستقبلين، ليجري في أول 48 ساعة فقط من وصوله للعريش 21 عملية معقدة لمصابين وصفت إصابتهم بالبشعة.

الدكتور أحمد عبد العزيز يجري عمليات لمصابي غزة

الاختيار

اختار هذا الرجل أن يكون جندياً يجاهد بعلمه وعافيته وهو الذي تجاوز الـ75 عام، قدم الواجب قبل أي شيء، كانت إنسانيته وتعاليم دينه هي المحرك الأول في هذه الملحمة التي يسطرها وقد قاربت مسيرته على الختام.

لم يكتفي هذا الجبل الشامخ بعلاج المصابين الذين تمكنوا من الوصول للعريش فقط، بل قرر أن يدخل بنفسه لجحيم غزة المشتعل منذ أسبوع ليقدم نفسه متطوعاً في علاج ما تيسر له أن يعالجه.

بطولات لا تتوقف

بطولة وتضحية هذا الرجل يبدو أنها ليس لها حدود، فبعد أيام من وصوله لهذا القطاع المنهك من جحيم الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال على سكانه الأبرياء، قرر هذا الرجل السبعيني أن يذهب إلى شمال القطاع، حيث أخطر بقاع العالم في هذا الوقت، حيث المجاعة والدمار الشامل.

وعندما سأله الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي عن سبب قيامه بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر قال له “عاوز اموت هنا – مش فاضل حاجه من عمري”.

تحية لهذا النموذج الفريد الذي منح مهنته ووطنه وأسمه شرفاً يعيش لسنوات طويلة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد