أحمد مرتضى منصور | والخروج من باب ” المستشار “

  • كتب: محمد هلال.
  • عاش في جلباب أبيه فكانت خطيئته الكبرى، هذا ما فعله ” أحمد مرتضى منصور ” منذ أن قرر أن يدخل مضمار السياسة، عبر ترشحه للبرلمان المصري، وفي حقيقة الأمر لم يكن الحكم الذي أصدرته مؤخراً محكمة النقض المصرية بصحة عضوية ” عمرو الشوبكي ” في دائرة الدفي والعجوزة، والغاء قرار اللجنة العليا للانتخابات بفوز ” أحمد مرتضى منصور ” عن ذات الدائرة، هو بداية الصدمة السياسية التي تعرض لها أحمد مرتضى، على العكس تماما فلم يكن يوما البرلمان هو البوابة الوجدانية للوصول إلى قلوب الجماهير، ولم تكن يوما السياسة والساسة فقط تحت قبته المهيبة، بل دائما السياسي هو ابن الشعب وابن القرية وابن المدينة وابن الحارة وابن الزقاق، فقد أحمد مرتضى تلك الميزة مبكرا، رغم أن بدايته كانت مبشرة، وكان السبب في فقدان ” أحمد مرتضى منصور ” مقعد الحب الفطري في قلوب الجماهير هو والده المستشار مرتضى منصور ذاته..

فكان مرتضى منصور كالدب الذي قتل صاحبه، فلا يمكن بالطبع أن نشكك في حبه لولده، ولا يمكن أن يساورنا الريبة في حرصه على مستقبله السياسي، لكن ما حدث منذ بدايات المنافسة بين ” أحمد مرتضى ” وعمرو الشوبكي، أن تدخل مرتضى منصور بشكل افقد أحمد مرتضى كل مقومات السياسي الشاب الناجح، فكان مرتضى منصور لا يترك فرصة حتى يطعن بشكل فظ ومكثف ضد عمرو الشوبكي ويشيد بولده بشكل أكثر فظاظة وكثافة حتى اصبح رجل الشارع يشعر بحاله ” مباركيه ” تشابهت كثيرا مع حالة جمال مبارك، أن العمل السياسي لغة من التوافق بين السياسي والجمهور، يأبى فيها الجمهور أن يكون بينهما وسيط أو ترجمان، لكن مرتضى منصور حال بين الرأي العام وولده، وبدى ” أحمد مرتضى منصور ” كمن يترعرع في كنف من الرفاهية والحماية السياسية وفرها له والده.

ان خروج أحمد مرتضى منصور من البرلمان بحكم المحكمة لم ولن يكون العائق الوحيد في مسيرته السياسية أو حتى الرياضية داخل ادارة نادى الزمالك، بل المشكلة الحقيقة هي الوصاية الأبوية، التي لا يستقيم معها نجاح السياسي أو من أحتك بالعمل الجماهيري، والراي العام في مصر أصبح أكثر حساسية إلى حد الافراط، فيما يبدو شبه للتوريث أو فرض الوريث، ومن ثم خرج أحمد مرتضى من السياسة من بابها الواسع الذي يحمل عنوان والده ” المستشار مرتضى منصور”، قبل أن يخرج من ابواب المجلس الموقر.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد