إن لم ينصرني أخي فمن ينصرني؟!

أعجب لمن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، ولم يحرك ساكناً لما يحدث لإخوته في فلسطين وغزة بحجة أن الشأن يخصهم وهم أصحاب الأرض والأولى أن يدافعوا هم عنها..!! أليس مسرى رسول الله؛ المسجد الأقصى أولى القبلتين يخص كل المسلمين كما تخص مكة كل المسلمين أم أنه حكر على بلد بعينه!!

كاريكاتير لناجي العلي عن العروبة - ناجي العلي كاتب ورسام فلسطيني

تربينا في المدرسة المحمدية أن المسلم أخو المسلم وعلمنا _رسول الله صلى الله عليه وسلم_ أن مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، إذا أين ما تربينا عليه..
أعلم أننا مغلوبون على أمرنا وأن الأمر بيد حكامنا؛ ولكن كيف يشهد أخي أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول ويمد يده لمساعدة عدوي بل والأدهى أن يفتح له داره ويحسن استقباله… ألهذه الدرجة تهون العقيدة وتعظم الدنيا في النفوس والعيون.

قال خير الخلق أن أمته سوف تنقسم إلى ٧٣ شعبة كلها في النار إلا واحدة، أين تلك الواحدة لتنصر أخوتها أم أنها هي التي تحارب وحدها؟!

العروبة

العروبة في مفهومها المعاصر هي الإيمان بأن الشعب العربي شعب واحد تجمعه اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح، وعُرف العرب قديمًا بوحدتهم وتضامنهم القوي، لكن عندما يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يظهر الواقع بشكل مختلف تمامًا، تصاعدت الأحداث على مر السنين، وظلت فلسطين تنادي بالمساعدة، لكن في العديد من الأحيان وجدت نفسها وحيدة ومهمشة، هذا المقال يتناول خيبة الأمل وخذلان الحكام العرب تجاه قضية فلسطين وكيف أن المسلمين يبدون في بعض الأحيان وكأنهم يساعدون الإسرائيليين في حربهم ضد فلسطين.

كاريكاتير بعنوان “نهجم على مين” لناجي العلي

التطبيع مع إسرائيل

فلسطين لم تكن قضية إسلامية عربية فقط، بل كانت وما زالت قضية إنسانية عالمية، لكن مع تطور الأحداث والتغيرات السياسية والاقتصادية، بدأت بعض الدول العربية في تغيير مواقفها تجاه فلسطين، أصبحت بعض هذه الدول تتقاسم مصالح اقتصادية وسياسية مع إسرائيل، مما أثار تساؤلات حول تضامن العرب مع القضية الفلسطينية.

في الوقت نفسه، تظهر بعض التصريحات والإجراءات التي تثير القلق بشأن وحدة العرب وتضامنهم، حيث قامت بعض الدول بإبرام اتفاقيات مع إسرائيل وأعلنت تأييدها للتطبيع معها بشكل علني دون الشعور بأي خزي أو عار.

حتى الأعداء لا يحبون الخونة

ومع ذلك، هناك دائمًا أمل في تغيير هذا المشهد،  يجب على الأفراد والجماعات العمل معًا لنبذ الانقسامات وتعزيز التضامن مع فلسطين، يجب على العرب والمسلمين بشكل خاص أن يتذكروا أن الوحدة العربية هي الباقية وأن خلع ثوبنا لنتشبه بالآخرين ونحصل على قبول العالم المتقدم _كما يدعي_ لن يجعل منا إلا مسخة وأضحوكة دولية وعالمية.

يقول الكاتب الإسرائيلي شاي جولدبيرغ: ” لاحظت أن نسبة العرب المواليين لإسرائيل تتضخم بصورة غير منطقية، أنا كيهودي علي أن أوضح نقطة مهمة؛ عادة عندما تخون أنت كعربي أبناء شعبك بآراء عنصرية صهيونية فنحن نحبك مباشرة، لكن كحبنا للكلاب.. صحيح أننا نكره العرب لكننا عميقًا في داخلنا نحترم أولئك الذين تمسكوا بما لديهم؛ أولئك الذين حافظوا على لغتهم وفكرهم..، ولهذا يجب أن تختار إما كلب محبوب أو مكروه محترم! حتى الأعداء لا يحبون الخونة.

في النهاية، إذا لم ننصر فلسطين وإذا لم نتضامن مع شعبها، فمن سيفعل؟! والأحداث على مرأى ومسمع من الجميع تخرج الدول الغربية لتدعم إسرائيل علانية دون خوف أو تردد وهم يضربون بالقوانين الدولية عرض الحائط.

القضية الفلسطينية ليست فقط قضية عربية أو إسلامية، بل هي قضية إنسانية تحتاج إلى دعم وتضامن العالم بأسره، فاللهم انصر إخواننا في غزة وفلسطين وسدد رميهم، وكن معهم فأنت نعم المولى ونعم النصير.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد