في قلب مصر، كشف اكتشاف حديث في معبد “الملك رمسيس الثاني” في أبيدوس عن كنز دفين من القطع الأثرية والأسرار القديمة، مما أثار نقاشات جديدة بين علماء الآثار والمؤرخين والجمهور.
حيث كشفت البعثة الأثرية الأمريكية التابعة لجامعة نيويورك عن أكثر من 2000 رأس كباش محنط يعود تاريخها إلى العصر البطلمي ومبنى ضخم من الأسرة السادسة.
قدمت النتائج رؤى مهمة في حياة وتاريخ المعبد والمنطقة المحيطة به، ومع ذلك فإن الحجم الهائل للاكتشاف أثار تساؤلات حول الآثار الأخلاقية لاكتشاف مثل هذا الكم الهائل من المواد التاريخية.
نظرة إلى الماضي: الطقوس والعروض في أبيدوس
سلطت نتائج البعثة الضوء على عبادة الكباش غير المسبوقة في أبيدوس خلال العصر البطلمي.
تم العثور على حيوانات محنطة، بما في ذلك النعاج والكلاب والماعز البري والأبقار والغزلان والنمس، بجانب رؤوس الكباش في إحدى غرف التخزين المكتشفة حديثًا.
وقد دفع هذا علماء الآثار إلى الاعتقاد بأن هذه الحيوانات قد استخدمت كعروض نذرية في الممارسات الدينية.
علاوة على ذلك، أدى اكتشاف مبنى الأسرة السادسة الضخم، بتصميمه المعماري الفريد وجدرانه السميكة، إلى إعادة تقييم الأنشطة والهندسة المعمارية للمملكة القديمة في أبيدوس.
تكمن أهمية المبنى في حقيقة أنه يسبق معبد الملك رمسيس الثاني، مما يشير إلى أن الموقع كان مهمًا بالفعل قبل أن يبني الفرعون معبده هناك.
الخلافات والتساؤلات
بينما يوفر الاكتشاف في أبيدوس رؤى لا تقدر بثمن في التاريخ المصري القديم، فقد أثار أيضًا الجدل حول التنقيب عن مثل هذه الكمية الهائلة من المواد التاريخية والتعامل معها.
حيث يجادل البعض بأن عملية التنقيب والعرض اللاحق للقطع الأثرية في المتاحف يمكن أن تؤدي إلى تسليع التاريخ، مع المكاسب المالية التي تلقي بظلالها على الغرض الحقيقي من البحث الأثري.
يعرب آخرون عن مخاوفهم بشأن الضرر المحتمل الذي قد يلحق بالموقع القديم أثناء عملية التنقيب ويتساءلون عما إذا كان لعلماء الآثار المعاصرين الحق في إزعاج أماكن استراحة هذه الحيوانات المحنطة، التي دُفنت كجزء من الطقوس المقدسة.
امتد الجدل أيضًا إلى المجتمع المحلي، حيث يرى بعض السكان أنه يجب ترك المواقع التاريخية دون إزعاج للحفاظ على أهميتها الروحية.
موازنة المقاييس: المعرفة والأخلاق في علم الآثار
يسلط اكتشاف أبيدوس الضوء على التوازن الدقيق الذي يجب الحفاظ عليه بين اكتساب المعرفة حول الماضي واحترام الاعتبارات الأخلاقية المرتبطة بالبحوث الأثرية.
مع استمرارنا في استكشاف وكشف أسرار الحضارات القديمة، من الضروري التعامل مع هذه التحقيقات مع احترام الثقافات التي تمثلها والوعي التام بالتأثير المحتمل على كل من المواد التاريخية والمجتمعات المعنية.
مع استمرار الحديث حول اكتشاف أبيدوس، فإنه يثير سؤالًا مهمًا للمساعي الأثرية المستقبلية: هل يمكننا الكشف عن أسرار الماضي دون التضحية بأخلاقيات الحاضر؟
ولكن دعنا من هذا وفكّر معي، هل الممارسات الأثرية الحديثة تضر أكثر مما تنفع؟
مراجعة وتنسيق: أحمد كشك