قاتل “نيرة أشرف”.. يغتالها مرة أخرى في المحكمة واعترافاته رسالة تحذير

جاءت اعترافات محمد عادل قاتل الطالبة نيرة أشرف، أمام هيئة المحكمة بمثابة الذبح الثاني لها، حيث كال لها الاتهامات التي حاول بها تبرير فعلته التي لا يمكن تبريرها، فالقتل ليس جزاء أو رد فعل على أي خطأ يرتكبه طرف ضد الطرف الآخر في مجمل العلاقات الإنسانية بمختلف أنماطها، ومع ذلك فإن النماذج المشابهة من محمد ربما ترتكب نفس الجريمة إذا توفرت نفس الظروف.

قاتل نيرة اغتالها مرة اخرى في المحكمة

بشاعة الجريمة التي شاهدها الملايين على الهواء أثناء تنفيذها، ثم تابعوها من خلال تصريحات واعترافات عائلتي القاتل والقتيلة، والجيران والشهود، لا يمكن تبريرها بأي صورة، ولا يمكن التماس الأعذار لمن ارتكبها، بصرف النظر عن أية اعترافات جاءت على السان القاتل في المحكمة، لأن الجرائم لا مبرر لها مهما كانت المسببات، فلا شيء يضاهي إزهاق روح إنسان.

وإذا كانت القاعدة أن الجريمة لا تبرر، فان القاعدة أيضا أن نستفيد من أسبابها ودراستها جيدا، لتلافيها وعدم تكرارها في المستقبل، مثلما هو الحال في جرائم الاعتداء على النساء، والحديث عن ملابس الفتيات، ليس لتبرير الجريمة أو اتهام المليس بأنه وراء التحرش، لكن دعوة الفتيات للحشمة فقط لدرء المرضى النفسيون الذين يستقبلون أي إشارة بنفوسهم المريضة على أنها تصريح بالتحرش.

اسرة نيرة وكل اسرة مصرية عليها مسئولية رعاية ابنائها

محمد عادل اعترف بجريمته بصورة تامة وواضحة، واعترف أنه قتل نيرة مع سبق الإصرار والترصد، وهو ما كان يحرص عليه القاضي، والقاتل لم يحاول ادعاء ما ادعاه لكي يخفف عن نفسه الحكم أو يهرب من جريمته، لقد حسم الأمر واعترف تماما بها، ولكنه تحدث عن الأسباب التي دفعته لارتكابها، بصورة تعد اغتيالا جديدا لنيرة مرة أخرى في المحكمة، من خلال كسب بعض التعاطف معه.

بنتي مكنتش بتفكر في الجواز من الأساس.. أول تعليق من والد نيرة ضحية جامعة المنصورة

مثلما نرفض الجريمة الأولى عندما ذبحها، نرفض اغتيالها بالإساءة إليها، لكن لابد ألا تمر اعترافاته مرور الكرام، سواء كانت كلها صحيحة أو بعضها، لأنه قال إنها كانت تستغله وكان ينفق عليها، وأن أمها كانت السبب، وقال أيضا إن أسرتها كانت تعلم ما كان بينهما، واعترافات أخرى مشابهة، وكلها لا تبرر شيء ولا تحميه من عقاب، ولكن التوقف عندها ربما يحمي غيرها من نفس المصير.

العلاقات الإنسانية تحتاج إلى وعي كامل بحقوقها وواجباتها، وعلى كل أفراد الأسرة، وخاصة الوالدين أن يكونوا حريصين في التعامل مع علاقات أبنائهم سواء كانوا شبابا أو فتيات، والتدخل عند اللزوم لإعادة كل شيء إلى أصله، وعلى الفتيات عموما أن يعلمن أن هناك الآلاف من محمد عادل، عندما يشعر بأنه خسر حلمه أو ما كان يطمع فيه، ربما يفقد عقله ويرتكب الجرائم، احمي نفسك بالبعد عن كل هؤلاء.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. أمة الله يقول

    هذا هو كلام المنطق والحق … زادك الله بصيرة