تمر مصر في المرحلة الأخيرة بعمل تقلب في الجو لم تعيشها مصر من قبل، فمنذ أيام كان الجو هاديء جداً ويتسم ببعض البرودة ولكن منذ يومين انقلب الجو وبدأت الرياح تضغي على البلاد والأتربة تغزو مصر.
ووصل الي درجة تساقط الكثير من الأشجار واللوحات الإعلانية والبر القارص الذي يسيطر على البلاد في هذه المدة ومن المتوقع استمرار هذه الموجة لمدة ليست بالقصير والسبب في ذلك اننا نتواجد في أواخر فصل الشتاء.
وبالرغم من الضرر الكبير الذي يحل على البلاد الا أن هناك فوائد رهيبة لا يتوقعها إي انسان عاقل وقام إبن خلدون بتوضيح هذه الفوائد وهو مؤرخ من شمال إفريقيا.
وأشار ابن خلدون أن في الوقت الذي تتغير فيها الفصول من الشتاء الي الصيف فإن هناك بعض الحيوانات والحشرات تبدأ في الظهور وتقوم هذه الأرياج المليئة بالأتربة والغبار بقتلها، لآنه لو تركت لآهلكت العالم ولذلك يرسل الله هذه الرياح من أجل القضاء عليه.
وتبدأ الأتربة بغزو هذه الحشرات فحبات الرمل هي من تقضي عليهم فبعضه صغير فيدخل عين الحشرة والبعض الأخر ينقسم بين كل من أنوفها، وجوفها، وأذانها وتميتها هذه الأتربة.
وايضاً تقوم هذه الرياح بالقضاء على الأمراض التي تواجدات في الأرض بسبب الرطوبة التي خلفتها فصول الشتاء فلا يقتل هذه الأمراض ويبيدها الا الأتربة والغبار.
فسبحان من بيده التدبير وله الحكمة البالغه: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْوَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
