رسالة مؤثرة كتبتها الإعلامية دعاء فاروق عن مرض زوجها ومعاناته..

لم يكن أحد يعلم أن زوج الإعلامية دعاء فاروق مريض، ويصارع مرض السرطان اللعين منذ فترة، يرى الناس الجانب المشرق في حياتها، فهي لم تُفصح عن المعاناة التي تعانيها منذ فترة، ولكن منذ يومين تقريبا كانت قد كتبت استغاثة، لأن زوجها مريض وينزف بشكل كبير، فقالت على صفحتها الرسمية على منصة فيس بوك:

“مضطرة لأول مرة استغيث جوزي بينزف نزيف شديد وأنا في طوارئ مستشفى زايد التخصصي.. حد يلحقني”.

ومن ثم ذكرت أنه قد تم التواصل معها وعمل اللازم وأن الحالة مستقرة، والزيارة ممنوعة.

مرض زوج الإعلامية دعاء فاروق

كما كتبت رسالة طويلة تعبر فيه عن الألم والمعاناة والحزن التي تعانيها هي وزوجها، وأنها تبكي لرؤية زوجها يتألم، وكيف بدأ هذا المرض اللعين في جسد زوجها، وأن أشد المسكنات لم تستطع القضاء على الألم، فتبين من الفحص والتحاليل بعد ذلك وجود المرض اللعين في جسد الزوج، كما طلبت من محبيها قراءة سورة يس بنية شفاء زوجها، فكتبت في رسالة طويلة، مليئة بالحزن والمعاناة:

«قصتي مع مرض زوجي

كنت أسمع جملة ( فلان في صراع مع المرض) واتخطاها بسلاسة… قد أحزن علي المريض  واتأثر واقول يا عيني ويا حرام ولا حول ولا قوة الا بالله وقد أدعو الله بدعوات صادقة لمن يطلب الدعاء لنفسه أو لأي أحد من ذويه… ولكنني أتخطي مرض فلان وعلان بتلك السلاسة التي نتخطى بها كل مصائب الدنيا التي لا تخصنا..  فمهما كان الهلع من أي خبر مفجع فنحن نتخطاه وننساه»

وتابعت «هذه هي الدنيا من لا علاقة له بالمريض يتخطى خبر مرضه حتى وإن حزن ولكنه مشغول بحياته وتحدياته وهمومه ولن يثقل نفسه بهموم غيره وخاصة لو كان صراعا مع مرض شرس… فهذا الصراع لا يخصه ولا يشعر به ولا يقف عنده.

هذا الألم، هذه التأوهات الليلية، هذا الجسم الملتوي المنزوي في السرير.. هذه الدموع التي تهرب وتنهمر في صمت رغما عن صاحبها قوى الجأش الذى لم يبكي يوما مهما كان المصاب أليما ومهما ضاقت عليه الدنيا ومهما تجمعت كل عكوسات العالم ومهما تآمرت عليه البشرية»

«فقط ينفث الدخان ويصمت صمت قاتل يحير من معه..  فمن كان يأبي بكل عزته وعنفوانه ان يعترف بضيقه من أي شيء  يصارع الآن شبحا تسلل إلى خلايا جسمه بخبث شديد فآلمه ألما ليس له دواء !! فتلك المسكنات أثبتت يوما بعد يوم أنها طريقة فشنك لتسكين الألم… كلها ساعات ويصحو هذا الوحش الكامن لينهش في صاحبه وتقف تلك المسكنات الفشنك عاجزة ضعيفة عن مواجهة هذا الوحش المرعب»

وتابعت:

« في شهر أغسطس الماضي ٢٠٢١ بدأنا صراعا مع هذا الوحش الكامن في جنبات وثنايا قولون ومستقيم  زوجي كنا علي مشارف انطلاقنا سويا لتذوق نجاح لم نتذوقه من قبل فلأول مرة نتفق ونعمل شيئا معا كنا علي النقيض في مجال العمل دائما.. لا هو  متابع شغلي ولا أنا افهم في شغله… فهو لا يحب أن يحضر معي أي تصوير ولا أي حفلات أو عزومات قنوات، ولا أنا ليا علاقة بتجارته ولا شغله ولا سفرياته ولا موضوعي من بعيد ولا قريب»

كما تحدثت عن جبر الله لهم بعد توقف عمل زوجها، ورزقه لهم، فقالت:

«ثم جاءت الكورونا لتجلسنا رغما عنا وجها لوجه لأيام وشهور في المنزل… استمر شغلي عادى ووقف شغله تماما فهو يسافر الصين بشكل دوري  وفجأة اغلقت تماما ووقفت سفرياته ودخل في حالة ركود وتوقفت التجارة تماما… وإذا بسبحانه وتعالي الرزاق الجبار مالك الملك مسير الكون يرسل لنا من حيث لا نحتسب ولا ندري ولا نخطط شغل المعارض الذى لا أفقه فيه أي شيء ولا أعرف يعني إيه تجارة ويعني إيه تنظيم ويعني إيه أوراق وحسابات كل ما أعرفه واتقنه هو انني أكتب لنفسي ما أقوله وأقدمه علي الشاشة واطلع البس كويس عشان اقول الكلمتين اللي انا محضراهم..  غير كده شكرا …

بدأنا شغل المعارض في شهر أكتوبر ٢٠٢٠ واكتشفنا أنني وزوجي حبيبي لم نكن علي النقيض أبدا ولكننا نكمل بعضنا البعض..  حينما سنحت لنا الفرصة ادركنا ذلك فالاختلاف بيننا صب في صلب مصلحتنا واستطعنا أن نعمل سويا بنجاح وأسسنا شركتنا سويا»

مهاجمة المرض لزوجها، والحزن الشديد والمعاناة

«وقبل أن نكمل أول عام من النجاح والانطلاق، هاجم بيتنا هذا الوحش اللعين المسمى بالسرطان… كنت أستيقظ ليلا فأسمع زوجي يتأوه بصوت مكتوم، مالك يا عماد فيه حاجة ؟؟ لا مفيش…  ثم أسمع صوت الملعقة يقلبها يوميا في كوب من الزجاج فهو يقلب كيس الكاتافاست في كوب الماء لكي ينام… تكرر هذا يوميا لمدة طويلة حتى انهارت  أقوى وأعتى المسكنات أمام قوة الألم… وهنا بدأنا الصراع»

«أنا اللي ياما عملت برامج مع محاربات السرطان بل وتخصصت في نوعية هذا البرامج حتى تخيلت انني صرت ملمة بكل المعلومات… متخافش يا عم ده انا قابلت كل محاربات السرطان دول كويسين خالص خفوا وبقوا زي الفل وكالعادة انها السلاسة التي طالما تخطيت بها كل تلك اللقاءات بل انني تخطيت معني المحاربات ذاته… أيوة أيوة مفهوم مفهوم بيحاربوا المرض يعني وبيخفوا ان شاء الله… وبعد سنة كاملة مع زوجي الحبيب أدركت انه لا يوجد شيء في المرض اسمه سلاسة»

وتابعت:

«عملنا ثلاث عمليات لم نتخطاهم بسلاسة أبدا بل كان دائما يصل لآخر صفحة في كتاب المضاعفات فأي عملية من الممكن أن يكون لها مضاعفات يشاء القدير أن في كل عملية يعملها زوجي يحدث لزوجي كل مضاعفاتها الشديدة فمكان العملية الأولي يأتي فيها خراج كبير وصديد شديد  لا يصرف برغم محاولات مضنية وكثيرة للتخلص منه بدون الدخول في أي تفاصيل طبية دقيقة ولكنه لا ينتهي إلا بفتح بطنه مرة أخرى فتح طولي بطول بطنه وعرضها بعد تعافيه من الفتح الأول بمدة ثلاث شهور فقط ولكم أن تتخيلوا واحد داخل عمليات عشان ينضف مكان خراج فاكر إن الموضوع بسيط جداً ليخرج من الإفاقة فيجد بطنه مفتوحة نفس الفتح اللي يا دوب لسه ملتئم… ناهيكم بقي عن إصابة زوجي بالكورونا وهو جسمه أصبح ضعيف من الإشعاع والكيماوي وأعيش أسبوع من الرعب الحقيقي مع درجة حرارة أربعين لا تنخفض  وأتعامل مع إنزالها بنفسي في البيت وبمتابعة الأطباء علي التليفون فلا ينصح بنقله ومناعته بهذا الضعف… ولكنها عدت بفضل الله وكرمه»

وأكملت:

« يعيش زوجي بعد العملية الأولى بهذا الكيس في البطن للإخراج والكل يقول بسيطة بسيطة ما ناس كتير عايشين بيه عادى…  فإذا بزوجي يوميا ولمدة شهور عديدة يقول ليل ونهار حاسس كأن فيه ماية نار خارجة من الكيس والتهابات دائمة حارقة لا تخف ولا تبرد … ثم نصل للعملية الأخيرة التي سمعنا عنها أنها العملية الأبسط والأسهل في هذه الرحلة إنها العملية التي نرجع بها مسار الإخراج لطبيعته.. دخلنا المستشفى من فترة قليلة  قضينا ثمانية أيام في المستشفى وخرجنا منها علي أمل أنها الاسهل والأبسط ولم يمر علي خروجه من المستشفى يومان فقط لتقابلنا المضاعفات اياها بتاعت آخر الكتاب، فنجري بسرعة على الطوارئ بسخونيه وقيء متواصل لساعات طويلة، فيحجزوا زوجي في المستشفى مرة أخرى ونكتشف ان هناك بعض الناس الذي قد يحدث لهم التصاقات وآلام شديدة وقيء مستمر… وأضف الي ذلك السخونيه طالع نازل وكومبو المضاعفات التي نواجهها يوميا ونواجهها بتلك المسكنات الفشنك التي سرعان ما تكشف عن ضعفها أمام وحش الألم اليومي..  لا أتخطي مرض عماد بسلاسة فكل كلمة آه تنهش في وتؤلمني وتبكيني بشكل يومي أحيانا أقف أمامه عاملة فيها البت الجامدة ولكنه يعرف جيدا إني أهبل وأضعف بل وأكثر فشنك من تلك المسكنات…  يقول لي دائما انتي سندى وضهري أنا مش عارف كنت عملت ايه من غيرك وهو لا يعرف أني لاشيء بدونه وإنني مسنوده عليه فهو البنيان القوى الذي طالما رأيته قويا صارما حازما يحنو ويحتوي وينشلني من عبطي الدائم في كثير من الأمور… ورغم مرضه وتعبه فهو سبب قوتي ووقوفي صامدة قوية… هو عماد حياتي وعامود بيتي والقامة التي نحتمي بها أنا وأولادى»

طلبت من محبيها قراءة سورة يس بنية شفاء زوجها

«خلصنا تلات أربع كتب مضاعفات يا عمدة عاوزين نقطع أم الكتب دى بقي ونرميها أو نحرق أبوها ومترجعش تاني ابدا …كل الناس بتقولي خليكي جامدة قدامه اوعي تضعفي بس هو اكتر واحد عارف المدام بصراحة أنا بعيط منه كتير وهو اللي بيطبطب عليا، طيب أنا فيصت يا عماد خف بقي خف بقااااااااااااااا»

كما طلبت من محبيها قراءة سورة يس بنية شفاء زوجها، فقالت:

«امبارح كان يوم عصيب طلبت فيه من كل حبايبي يقرأوا سورة يس بنية شفاء عماد والنهارده بفضل الله وفضل القرآن الكريم أحسن شوية من امبارح يا رب يا شافي يا معافي اشفي جوزى وحبيبي وشريك حياتي وأبو ولادى وصاحبي وحياتي كلها اللهم اشفيه هو وكل مريض شفاءا لا يغادر سقما ولا ألما ولا وجعا ولا مرضا… ادعوا لعمده ابن كريمة وادعوا لطنط كريمة ربنا يشفيهم ويعافيهم هم وكل مرضانا يا رب #دعاء_فاروق»

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد