دراما رمضان ٢٠٢٣ بدون « الإختيار وهجمة مرتدة » والخبراء لماذا توقفت العجلة عن الدوران

الدراما الوطنية لها تاريخ كبير منذ إنتاج أفلام حرب أكتوبر التي كان ينتظرها الجميع بشوق حتى يشاهدون عظمة بطولات رجال الجيش والشرطة وصقور المخابرات العامة المصرية، فأعمال هؤلاء الأبطال خالدة في وجدان كل عربي بمختلف الفئات والأعمار والأجناس.
لا أحد ينسى الملحمة البطولية التي جسدها مسلسل رافت الهجان عن واحدة من أعظم البطولات التاريخية لرجال المخابرات العامة، في الشوارع العربية تكاد تكون خالية في أوقات عرض حلقات المسلسل عبر شاشة التلفزيون المصري، والريس زكريا في مسلسل جمعة الشوال للزعيم عادل إمام، فأعمال هؤلاء الأبطال أخلت الشوارع في ميعاد عرضها لتعلق الجمهور بمشاهدتها.
واستعادت السينما والدراما المصرية تلك الأعمال مرة أخرى عبر عدة أعمال مهمة، أولها كان فيلم “الممر” الذي أحدث حالة جعلت المتلقي يرصد ويفكر في أحداث لم ينتبه لها من قبل، فنحن لسنا بصدد الحديث عن أحداث توثيقية، ولكنها تقدم بشكل درامي مع بعد فني فيه عنصر جذب وتشويق.
وفي الفترة الماضية تصدر مسلسل “الأختيار” ومسلسل هجمة مرتدة المشهد بين الأعمال الدرامية في الماراثون الرمضاني، والذي جعل الجميع ينتظر مسلسل الأختيار في شوق ولهفة لمعرفة ما يحملونه الضباط والجنود لحماية وطنهم الغالي، ومنذ ثلاثة أعوام تعودنا علي حلول الموسم الدرامي الرمضاني بأكثر من عمل وطني، وليس من باب الصدفة يكون هو العمل الذي توجه له كافة الأنظار بنجاح منقطع النظير وغير قابل للمنافسة مع الأعمال الأخرى، بداية من الجزء الأول لمسلسل “الاختيار” بطولة أمير كرارة الذي تناول السيرة الذاتية للشهيد أحمد منسي مرورا بالجزء الثاني بطولة كريم عبد العزيز وأحمد مكي والثالث بطولة الرباعي ياسر جلال وكريم عبد العزيز وأحمد عز وأحمد السقا، بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل ” هجمة مرتدة ” للفنان أحمد عز عام 2021 و” العائدون ” العام الماضي للفنان أمير كرارة.
ونرصد من خلال تلك السطور آراء النقاد والخبراء حول تأثير الدراما الوطنية على الشعب المصري.

طارق الشناوي: الاختيار يكمل مسيرة رأفت الهجان
يقول الناقد الفني طارق الشناوي إن الدراما الوطنية تلعب دورا هاما خلال مراحل حياتنا ودخلت وجداننا وخاصة مسلسل رأفت الهجان الذي أظهر عظمة المواطن المصري ودور المخابرات الذي لا يقل كفاءة عن أي جهاز مخابرات عالمي، واليوم جاء مسلسل الأختيار لاستكمال مسيرة رأفت الهجان من الجانب الجماهيري والإبداعي، ونجاح الجزئين الأول والثاني جعل الجميع يترقب وينتظر بتشوق الجزء الثالث منه ومشاهدة جميع الحقائق التي تحفز الانتماء وحب الوطن لدى الشباب والأطفال الناشئين لأنهم المستقبل ولابد من زرع حب الوطن بوجداني وهذا من خلال الدراما لأنها تؤثر عاطفيا في الجمهور، وذلك يرجع لدور الدولة العظيم التي سمحت لنقاش هذه المعارك والأخبار التي نسمعها ونشاهدها في التليفزيون، فالدراما الوطنية جعلت الأسر والشباب وجميع الفئات العمرية يعيشون الحالة الذي يعيشها الضابط والجندي وتقديم دمائهم وفدائهم لأهلهم وحماية الوطن وشعورهم بالامن والإستقرار داخل منازلهم.
خيرية البشلاوي: الدراما الوطنية وعي وثقافة… تزيد من الانتماء وحب الوطن
الناقدة الفنية، خيرية البشلاوي، تقول إن الدراما الوطنية تزيد من حب الوطن والانتماء وتؤثر بشكل كبير على وعي وثقافة المصريين وخاصة من خلال فيلم الممر ومسلسل الاختيار وإنها أثبتت للجميع أن بدون الجيش والشرطة والمخابرات لا يوجد حماية للوطن وخاصة أنهم يقومون بأعمالهم بفدائية ووطنية في ظروف صعبة، وتحتاج الدراما الوطنية لإرادة سياسية لإعطائها قدر كبير من العناية لتجعل الناس يعيشون الحالة والحرب الذي يعيشها الجنود والضباط من أبطال الجيش والمخابرات، ولا يخلق هذا الإحساس لدى الجمهور غير الدراما الوطنية وأيضا الدراما التاريخية.
وأضافت: نحتاج لأعمال وطنية كثيرة لتغذية الضمير الجمعي والوجدان والعاطفة الوطنية وخاصة في أن هناك نسبة كبيرة من الأمية الثقافية، ويكون أصحابها عرضة لعمليات غسل العقول، فلابد بجانب الدراما الوطنية عمل ندوات تثقيفية لهذه الفئة التي تعاني من الجهل لتبسيط وتسهيل وصول المعلومة لديهم وتلقيها بكل حب في تغيير فكرهم ونمط حياتهم.
إلهام شاهين: الدراما الوطنية تٌغير فكر الشباب تجاه وطنهم
تقول الفنانة إلهام شاهين، إن الدراما الوطنية لها تأثير كبير على المجتمع، خاصة إن الكثير من الناس لن يهتم الآن بقراءة الكتب والجرائد ولكنه يلجأ لمشاهدة الأعمال الدرامية، لافتة إلى أن مسلسل الاختيار قد أوضح مساوئ الفكر المتطرف وكيفية التعامل معه، كما سلط الضوء على الفكر السليم من خلال الجنود الذين لا يهابون الموت، وأنهم يضحون بأرواحهم مقابل ألا يمس أي شر وطنهم.
أسماء أبو اليزيد: الدراما الوطنية تشكل الوعي الوطني لدى جميع المراحل العمرية
قالت الفنانة أسماء أبو اليزيد إن الدراما الوطنية لها تأثيرا جميلا في النفوس ولديها القدرة على تغيير أشياء كثيرة وتظهر الحقيقة للنور، وأن الفن مهم جداً سواء في تقديم أعمال وطنية أو أعمال أخرى وأنه رسالة لها هدف معين في إيقاظ بعض الناس من غفلتهم وتفكيرهم المضلل بأشياء لا صحة لها من الأساس.
نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي: فاتورة الأمان ضريبتها أرواح جنودنا وضباطنا
تحدث أشرف ذكي نقيب المهن التمثيلية إن الأعمال التي تتناول تاريخ بطولاتنا وتضحيات الجيش والشرطة استطاعت أن تشكل أفكار الشباب وعلمتهم الإنتماء وحب الوطن واستطاعت هذه الأعمال الوطنية تشكيل وجدانهم وطريقة الانتماء لوطنهم، وعرفوا الجميع ان فاتورة الأمان الذي يعيش فيه الجميع ضريبتها ارواح جنودنا وضباطنا فكل الشكر والتقدير علي الحماية والاستقرار والامن والامان الذي نعيشه من خلال الشرطة والجيش الذين لا ينامون لحمايتنا وكل الشكر للدولة الذي لولاها لما لكانت هذه الاحداث تظهر للجميع ومعرفة الحقيقة دون خلط الحقائق أو تشويش.
حمدي بخيت: تاريخ شعب صوت وصورة.. الدراما الوطنية تثبت وتعمق الهوية الوطنية في مواجهة الإرهاب والتطرف
أوضح حمدي بخيت المحلل الاستراتيجي والعسكري إن الدراما الوطنية شيئا مهما للغاية لأنها تسجل تاريخ شعب بالصوت والصورة، ولابد ان تكون امينة وان تقدم الأحداث كما هي بدون مبالغة واعطاء كل ذي حقا حقه وان تقدم بشكل راقي، وخاصة إنها تساعد علي تثبيت وتعميق الهوية الوطنية وتجعل الإنسان سلاحا مسلحا للوقوف ضد الأعمال الإرهابية وحرب المعلومات، ويوصي بخيت دائما ان تذكر الأشياء على حقيقتها بدون مبالغة واسفاف وتهويل في تقديم الأعمال الدرامية الوطنية لان التاريخ امانة ينشئ عليه اجيال قد يكونوا هم قيادات المستقبل، وقد اهتمت الدولة بالدراما الوطنية لكي توعي الاسر والشباب بالقوة الامنية والعسكرية وزرع الانتماء وحب الوطن داخل الوجدان.
ماجدة موريس: الدراما الوطنية..أعادت للأذهان مفهوم الدراما الجادة
وأوضحت الناقدة الفنية ماجدة موريس، أن الدراما الوطنية للأسف غائبة عن المشهد الرمضاني القادم 2023، بعد أن شاهدنا كثير من المسلسلات الوطنية، حيث أن تواجد هذه النوعية من الدراما مهم للغاية، لاسيما أن ظهور أجيال جديدة وفي نفس الوقت بلادنا تتعرض لهجوم وعداء علينا لذلك لابد من وجود أعمال وطنية تفسر بعض أحداث التاريخ المصري وتعمل على تنمية الانتماء الوطني وذلك مهم جدا، وغيابه أرى فيه تقصير حقيقة وكان مهم ان تتواجد أعمال درامية وطنية في رمضان الذي يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة دائما، فجميعها أعمال درامية التف حولها المشاهد وأعادت إلى الأذهان مفهوم الدراما الجادة التي من شأنها تقويم الأجيال الجديدة والارتقاء بالمجتمع، وبرهن الجمهور على ذلك من خلال وضعها علي القمة وخارج المنافسة مع الأعمال الأخرى، مهما كانت جودتها أو حجم النجوم والأسماء المشاركين بها، لدرجة الانتظار من عام لآخر للتعرف على شكل الحكاية الجديدة لمسلسل الاختيار، أو مشاهدة ملفات الأعمال الوطنية الأخرى.
المفاجأة هي غياب هذا النوع من الأعمال خلال موسم دراما رمضان للعام الجاري 2023، والسبب غير مفهوم، فعلي صعيد النجاح والأرباح لا شك أن هذه الأعمال كانت الأعلى نجاحا في الأرباح خلال السنوات الماضية، فلماذا توقفت العجلة عن الدوران خلال موسم 2023.
علي الرغم من أن هناك العديد من القصص والسيناريوهات للعديد من أبطالنا الشرفاء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حماية الوطن، ومؤكد قدرة العديد من المؤلفين إلى تحويل سيرتهم الذاتية إلى أعمال درامية، ورغبة النجوم في تجسيد شخصياتهم وكتابة فصل جديد من التاريخ في مشوارهم الفني، ولذلك يبقي سبب الغياب غامضا وغير مفهوم، وخاصة في ظل رغبة الجميع سواء جمهور نقاد وإعلاميين وفنانين هي مشاهدة النماذج المشرفة والأعمال الوطنية الجادة على الشاشة خلال الموسم الرمضاني، ولكن مؤكدا من أن هناك أعمال إذا تم الاستغناء عنها عوضا بأعمال مثل الاختيار والعائدين وهجمة مرتدة سيكون الموسم أفضل وأكثر نجاحا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد