والد الشهيد محمد الدرة يكشف عن معاناته وباقي أفراد أسرته مع دخول الحرب في غزة ليومها الـ 36 ويوجه رسالة لإسرائيل

مأساوية هي اللحظات التي يمر بها أهل فلسطين المحتلة منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث يتعرضون لقصف مكثف استهدف منازلهم ودور عبادتهم ومدارسهم ومستشفياتهم وحتى أماكن الإيواء الدولية، تحت رحمة رصاص الاحتلال وصواريخه التي تصل إلى كل مكان، تتعرض أجسادهم الهزيلة للدمار والتمزيق.

جمال الدرة والد الطفل الشهيد محمد الدرة

جمال الدرة والد الطفل الشهيد محمد الدرة ومصدر الصورة من تصميمي

لمدة 36 يومًا، يتحمل أهل فلسطين وقع القصف الإسرائيلي الذي لا يفرق بين صغير وكبير، ولا بين شاب ورضيع، يكون الجميع متساوين أمام رصاص وصواريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي، وربما يكون أحد الأسر الذين تأثروا بشدة من العدوان الأخير، هي أسرة الشهيد الراحل محمد الدرة، حيث يتكرر السيناريو نفسه بعد 23 عامًا، حيث يودع جمال الدرة شقيقه وابنته الوحيدة وشقيقه الآخر وشقيقة زوجته و8 من أبناء عمومته.

جمال الدرة يكشف كيف نجا من موت محقق

وفي حديثه عن الوضع الراهن في قطاع غزة، كشف جمال الدرة والد الشهيد، أن الأمور تتعقد بشكل متزايد، حيث لا يوجد مأوى آمن من هول القصف والهجمات التي تحدث بشكل جماعي، المنازل تتعرض للقصف مباشرة على رؤوس ساكنيها، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن، موضحاً أنه نجا من الموت بأعجوبة إلهية وتعرض مع عدد من أُراد أسرته لإصابات طفيفة خرجوا بسببها من منازلهم.

رسالة جمال الدرة لإسرائيل

يعبر جمال الدرة عن رفض الشعب الفلسطيني لهذه الجرائم التي ارتكبها الاحتلال، مشيرًا إلى أنهم لن يسامحوا إسرائيل على ما فعلته بهم، واصفاً الوضع بأنه يشبه زمن الهولوكوست، حيث يقومون بإحراق كل شيء تقع أعينهم عليه، ومع ذلك، يشدد على أن شعبهم لن يتخلى عن أرضهم، وأن فلسطين هي قضيتهم وسينتصرون مهما طال الزمن ومهما سقط من شهداء.

كان محمد الدرة طفلًا فلسطينيًا يبلغ من العمر 12 عامًا، قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي في 30 سبتمبر 2000، خلال انتفاضة الأقصى، وكان يسير مع والده جمال في شارع صلاح الدين في مدينة غزة، عندما بدأ إطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلي، فاحتمى جمال بابنه خلف برميل اسمنتي، لكن الرصاص اخترق البرميل وأصاب محمد في رأسه.

محمد الدرة مع والده
محمد الدرة مع والده مصدر الصورة موقع الجزيرة

وثقت الكاميرا لحظات استشهاد محمد الدرة، وهي اللحظات التي حولته إلى أيقونة للانتفاضة الفلسطينية الثانية، حيث كانت جريمة قتله صادمة للعالم أجمع، وأثارت موجة من الغضب والاستنكار، خاصةً وأن الطفل ووالده كانا عازلين ولم يقوما بأي أعمال عدائية تجاه قوات الاحتلال حينها، وقد أدانت العديد من الدول والحكومات الجريمة، واتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم حرب.

ومع بداية العملية الإسرائيلية في قطاع غزة، التي تأتي رداً على عملية طوفان الأقصى التي قامت بها الفصائل الفلسطينية يوم ٧ أكتوبر الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن الم ١١ ألف شهيد من بينهم ٤ الاف من الأطفال، تعود إلى الأذهان مشاهد محمد الدرة ووالده، التي كانت دليلاً مبكراً أن جيش الاحتلال يتلذذ بقتل الأطفال الأبرياء وأن تلك الأفعال الإجرامية ليست وليدة اللحظة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد