دعا قادة البلدان العربية والإسلامية في بيانهم الختامي للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عقدت في العاصمة السعودية “الرياض” اليوم، إلى الوقف الفوري للحرب في قطاع غزة، مؤكدين أنهم لن يقبلوا وصف الحرب الانتقامية الإسرائيلية بأنها دفاع عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة.
قادة الدول العربية والاسلامية في قمة الرياض الطارئة - المصدر: جوجل وتم التعديل بواسطة محرر نجوم مصرية
دعا القادة أيضاً إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وشددوا على ضرورة إدخال قوافل المساعدات الإنسانية من العالم العربي والإسلامي والدولي إلى هذه المنطقة التي وصفوها بـ”المنكوبة”.
وعبّرت القمة في بيانها الختامي عن إدانتها للهجوم الإسرائيلي على غزة، والجرائم والمجازر الوحشية والغير آدمية التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وفيما يعد خطوة تصعيدية غير مسبوقة، طالب زعماء العرب والمسلمين من خلال البيان الختامي للقمة، جميع دول العالم، بوقف توريد الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، من أجل إجبارها على وقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
إدانات عربية ومطالب بوقف فوري للحرب
وناشد زعماء وقادة دول عربية وإسلامية المجتمع الدولي بضرورة إيجاد حل يسمح بوقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة، وذلك في خطابات ألقوها خلال انطلاق فعاليات القمة في الرياض هذا السبت.
حيث دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى توفير ممرات وأماكن آمنة للمدنيين في قطاع غزة، وتعليق “العمليات العسكرية” فوراً ودون أي طلبات مشروطة.
وأكد ولي العهد السعودي، رفض بلاده الشديد للعدوان على غزة وأكد أيضاً رفضنا القاطع للحرب الوحشية التي يتعرض لها إخوتنا في فلسطين. كما طالب بضرورة فتح ممرات إنسانية فورية لإغاثة سكان القطاع.
وتم تنظيم القمة العربية الإسلامية المشتركة الطارئة اليوم السبت 11 نوفمبر في العاصمة السعودية الرياض، للبحث في التطورات التي تحدث في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية والصراع الإسرائيلي الذي استمر لمدة 36 يوما.
الاردن يطالب بتوفر ممرات آمنة للمدنيين
وفي كلمته، طالب ملك الأردن عبد الله الثاني يجب أن تبقى الممرات الإنسانية في قطاع غزة مؤمنة ومفتوحة بشكل دائم لتوصيل المساعدات، موضحاً أن منع إسرائيل إدخال الماء والغذاء والدواء لسكان غزة هو جريمة حرب، وأن العالم سيدفع ثمن عجزه عن حل القضية الفلسطينية.
من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن قوات الاحتلال بدأت حرب ليس لها مثيل في إبادة الفلسطينيين، وتجاوزت كل الحدود المسموح بها، محملاً سلطات الاحتلال وأنصارها المسؤولية الكاملة عن مقتل جميع الأطفال والنساء في هذه الحرب التي وصفها بالظالمة.
وتابع الرئيس الفلسطيني أن الولايات المتحدة، من خلال دعمها الكامل للاحتلال، تتحمل المسؤولية معه عن عدم التوصل إلى حل سياسي للأزمة” وطالب بحماية دولية وتبني حل يُنفّذ وفقاً للشرعية الدولية ومبادرة الدول العربية.
وفي كلمته، قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن المجتمع الدولي لم ينجح في اتخاذ إجراءات لوقف عمليات القتل الجماعية ووضع حد للحرب العدوانية، مستعجباً من أن بعض الدول ارتفعت مناعتها تجاه استهداف المدنيين وقصف المستشفيات والملاجئ.
متسائلاً، من يمكنه تصور أن المستشفيات ستتعرض للقصف بصورة علنية في القرن الحادي والعشرين؟، وحتى متى سيستمر المجتمع الدولي في معاملة إسرائيل كأنها خارجة عن نطاق القانون الدولي؟، كما قال أيضاً أن النظام الدولي يتخاذل أمام نفسه قبل أن يتخاذل أمامنا، عن طريق السماح بقصف المستشفيات والأحياء والمخيمات، وأضاف أيضاً “موقفنا ثابت في تأييد صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة”.
في خطابه أمام القمة، طلب ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بإنشاء دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأكد أن المأساة في غزة ناتجة عن عدم سعي المجتمع الدولي لإيجاد حل دائم للمشكلة الفلسطينية.
وصرح الصباح أن جرائم إسرائيل في قطاع غزة تهدد بتأثيرات سلبية على أمن واستقرار المنطقة والعالم بشكل عام، وأشار إلى أن إسرائيل تقوم بتنفيذ عقاب جماعي لا يمكن تبريره بأي طريقة مقبولة.
أكد بشدة أن الخطوة الأولى لتحقيق السلام في المنطقة هي حل القضية الفلسطينية بشكل شامل ونهائي، وأعلن أن هذه القضية تعتبر أولوية في سياسة الكويت الخارجية.
أردوغان يدعو إلى محاسبة إسرائيل
وفي السياق ذاته، طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بمحاكمة إسرائيل ومحاسبتها على الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها في غزة، وأضاف أنه يجب على مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية أن يبحثا في تلك الجرائم.
قال أردوغان إن الألفاظ غير قادرة على وصف الأحداث الوحشية التي تحدث في غزة، حيث يستهدف المدنيون والمستشفيات ودور العبادة والمدارس، واتهم إسرائيل بمحاولة الانتقام لأحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن طريق قتل الأبرياء والأطفال والنساء.
وتابع، غزة التي تعاني من نقص المساعدات الإنسانية تشبه جهنم، ويتعيّن علينا بذل الجهود لمحاسبة إسرائيل على جرائمها، لقد رأينا أمهات يحتضنُّ أطفالهن الذين فارقوا الحياة، وآباء يبحثون عن أفراد عائلاتهم بين أنقاض وحُطام، يُشكّل 73% من الذين فقدوا حياتهم في غزة والضفة الغربية من النساء والأطفال.
كما انتقد الرئيس التركي موقف الدول الغربية تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة، وأشار إلى أنهم لم يتخذوا أي إجراء لوقف إطلاق النار، وأكد أن “من يصمت عن الظلم فهو شريك فيه”.
وأضاف أيضًا أن القوى الغربية وخاصة الولايات المتحدة تدعي حماية حقوق الإنسان، ولكنها للأسف تغفل عن ذلك عندما يتعلق الأمر بتصرفات إسرائيل.
وطالب أردوغان بالاستمرار في توفير المساعدات الإنسانية بشكل متواصل والتأكيد على توصيل الوقود إلى المستشفيات في هذا القطاع المحاصر.
الرئيس الإيراني يدعو لاتخاذ قرار تاريخي
في خطابه في القمة، طلب إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني، من الحضور اتخاذ قرار تاريخي وحاسم بشأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، مشدداً على أهمية أن تلعب منظمة التعاون الإسلامي دوراً صحيحاً في تجسيد مفاهيم الوحدة والانسجام.
وقد صرح رئيسي قائلاً “نحن نجتمع اليوم نيابة عن الأمة الإسلامية لمساعدة الشعب الفلسطيني، وهذا هو يوم تاريخي لحماية المسجد الأقصى”.
وأوضح أن الاحتجاجات الضخمة في مختلف أنحاء العالم تؤكد حقيقة أن الشعوب تدافع عن فلسطين، مع التأكيد على أن غزة أصبحت الآن أكبر سجن في العالم بسبب الحصار القاسي الذي تفرضه عليها.
الجدير بالذكر أن إسرائيل بدأت حرباً واسعة النطاق على قطاع غزة منذ 36 ويماً وحتى الآن، تلك الحرب التي نتج عنها استشهاد 11،078 فلسطينيا، منهم 4،506 طفلاً و3،027 من النساء و678 مسنا، وقد أصيب 27،490 شخصا بجروح مختلفة، وفقا لمصادر رسمية، بالإضافة إلى الأضرار المادية الكبيرة بقطاع غزة.
