الكومنولث بين تشارلز الثالث والملكة إليزابيث الثانية

دول الكومنولث، هي اتحاد سياسي يضم 54 دولة، كانت جميعها أقاليم سابقة للإمبراطورية البريطانية، وعندما جلست الملكة الراحلة «إليزابيث الثانية» على العرش البريطاني عام 1952، كانت بريطانيا ما زالت عظمى، وعلمها يرفرف على الكثير من المستعمرات في مختلف أنحاء العالم، فقد كانت الإمبراطورية البريطانية لا تغيب عنها الشمس، وذلك بالرغم من أن مستعمرة مثل الهند كانت قد نالت استقلالها، وكانت الهند حينذاك تعرف بـ «درة التاج البريطاني»، وفي خلال عشرين عاما من جلوس الملكة المتوجة على عرش المملكة المتحدة، حصل الكثير من المستعمرات على استقلالها.

وبحسب BBC، فقد قال السير «سوني رامفال»، وهو سكرتير عام المنظمة بين عامي 1975 و1990: “إن الملكة إليزابيث أولت الكثير من اهتمامها للمنظمة”، وقال عنها الرئيس النيجيري السابق «أولوسيغون أوباسانجو»: “إن الملكة إليزابيث ظاهرة عظيمة للكومنولث، إنها عنصر استقرار عظيم وسيدة رائعة”.

لكن، وعلى العكس من الملكة إليزابيث الثانية، فإن الملك الذي سيتولى أمور التاج البريطاني، هو تشارلز الثالث، وعلى ما يبدو، فإنه يواجه تحدي خفوت بريق التاج البريطاني في أعين الدول التي كانت خاضعة له بشكل رمزي، فقد قال فيما سبق، وفي خطاب كان موجه بحسب «الجزيرة» إلى مجموعة دول الكومنولث، أنه لا يعارض مغادرة أي دولة لمجموعة الدول الخاضعة للتاج البريطاني.

يشار إلى أن الملك تشارلز سوف يرث حكم العشرات من الدول، حيث إنه بالإضافة إلى الحكم الفعلي لدول المملكة المتحدة، والمتمثلة في (بريطانيا، ويلز، أيرلندا الشمالية، اسكتلندا) فهناك دول الكومنولث.

الدول التي لا تزال تحت التاج البريطاني

الكومنولث بين تشارلز الثالث والملكة إليزابيث الثانية

 

كان هناك قبل 70 عاما، ومع بداية حكم الملكة الراحلة 32 دولة خاضعة رمزياً لحكم المملكة المتحدة، وبالتدريج تراجع هذا العدد من الدول بشكل لافت للانتباه حتى وصل إلى 15 دولة فقط، وما زال هناك دولا تسعى للانسحاب من تحت حكم العرش البريطاني تدريجيا مثل دولة جامايكا أستراليا.

وحالياً، فإن الملك يوجد على رأس 15 دولة، منها جزر لا تنتمي إلى مجموعة الكومنولث، مثل: جزر الفوكلاند، وجبل طارق، ومنها الآخر من ينتمي إلى الكومنولث مثل: كندا، نيوزيلندا، جامايكا، البهاما، وغيرها من الجزر.

ما هو مستقبل الكومنولث في عهد تشارلز؟

يظهر في الصورة شخص ومكتب_ CHARLES III

ووفقا لـ BBC، فإن من يجلس على العرش البريطاني، لا يصبح تلقائيا على رأس الكومنولث، ولذلك لا يبدو المستقبل للمنظمة التي تعتبر فيها بريطانيا أكبر اقتصاد واضحاً، ويشكك البعض في مدى التزام الملك الجديد بالمنظمة، كما أنه لم يتضح حتى الآن، ما إذا كان وفاة الملكة سيعزز التيار الجمهوري في بعض البلدان التي تعتبر فيها الملكة رأس الدولة، أم لا؟.

وعلى سبيل المثال، فإن المناوئين للنظام الملكي في أستراليا، يجدون وفاة الملكة فرصة لإجراء استفتاء على تغيير الدستور، وكذلك الحال في جامايكا، لكن الأمر يبدو قليلا بالنسبة لدولة مثل نيوزيلندا.

وعلى نطاق آخر، فإن عضوية الكومنولث بالأساس، هي عضوية طوعية، وليست إجبارية، حيث أن هناك بعض البلدان، وخاصة في آسيا، قد تنسحب من المنظمة، وتبحث عن منافعها في منظمات أكثر نفوذاً، وذلك بعد أن أدرات بريطانيا ظهرها عن الاتحاد الأوروبي، لكن المؤكد، أن كل هذه الشكوك، كانت في عهد إليزابيث غير موجودة على الإطلاق، حيث أن جميع الدول، كانت تنظر إليها، على أنها القوة الشافية، ورمز للحب والقيادة والتسامح على مسرح العالم الكبير، بحسب BBC.

الدول التي انسحبت من تحت تاج بريطانيا

الكومنولث- Elizabeth during her visit to Montego Bay

لقد بدأت الانسحابات من تحت التاج البريطاني في بداية العقد السابع من القرن الماضي، وذلك بانسحاب دولة غويانا، والتي كانت تعرف باس «غويانا البريطانية»، ثم انسحبت بعد ذلك ترنيداد وتوباغو عام 1976، وتلتها دومينيكا عام 1978، وبعد ذلك انسحبت موريشيوس عام 1992، وانتهت بدولة باربيدوس عام 2021، وما زالت الاحتمالات بانسحاب المزيد متصاعدة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد