مواجهة الآراء في نيويورك.. تظاهرات سلمية تجمع بين مناصري فلسطين وإسرائيل في تايمز سكوير

بعد الهجمات التي شنتها حركة حماس على إسرائيل ورد الدولة العبرية على هذه الهجمات، اجتمع آلاف الأشخاص في نيويورك يوم أمس الأحد 8 أكتوبر لدعم ضحايا الهجمات الإسرائيلية واستنكار العملية العسكرية، في الوقت نفسه تظاهر آلاف آخرون وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية احتجاجًا على “العنف” الإسرائيلي.

تظاهرات الفلسطينيين والإسرائليين المصدر قناة LeHuffPost على يوتيوب عدل عليها المحرر أبو عاصم إبراهيم

في ساحة تايمز سكوير الشهيرة في نيويورك، واجه مناصرو الجانبين بعضهم البعض، مما أدى إلى تبادل شعارات تعكس النزاع والحرب التي أعلنتها إسرائيل الآن ضد سكان غزة كما يمكن رؤيته في الفيديو التالي:

حكومة الولايات المتحدة أدانت هجمات حماس بشدة. “حماس قاسية وخائنة” و”عار عليكم” هذه بعض الشعارات التي هتف بها مناصرو إسرائيل في تايمز سكوير أمام دعاة الشعب الفلسطيني، بدورهم قام مناصرو الفلسطينيين بترديد شعارات من قبيل “المقاومة مبررة”.

بهدوء توجه بعض المحتجين الفلسطينيين إلى القنصلية الإسرائيلية العامة في الجادة الثانية ثم إلى مقر الأمم المتحدة على ضفة نهر إيست، حيث عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة استثنائية، حيث دعت الولايات المتحدة الحليفة العسكرية لإسرائيل، جميع الدول الأعضاء إلى “الاستنكار القوي” للهجوم الذي شنته حماس.

ووفقًا لوسائل إعلام كانت موجود على الساحة، اتبع المحتجون المناصرين لإسرائيل من قطاعات الرصيف المقابلة مسار المظاهرة للمحتجين الفلسطينيين، ووصفوهم بـ “الإرهابيين”، كان الفصل بين الجماعتين اللتين لم تلتقيا أبدًا يفصلهما حاجز أمني كبير.

أكبر جالية يهودية خارج إسرائيل

أدينت التظاهرة التي نظمها مناصرو الفلسطينيين أيضًا من قبل عمدة نيويورك إيريك آدمز، الذي وصفها بأنها “مثيرة للاشمئزاز”، وفقًا لشبكة CBS، وأعرب عن اعتراضه القوي على أي شكل من أشكال الاحتفال بالعنف، أما حاكمة ولاية نيويورك الديمقراطية كاثي هوكول، فقد وصفت التظاهرة المناصرة للفلسطينيين بأنها مقيتة ومنحرفة أخلاقيًا وأعربت عن فخرها بأن أكبر جالية يهودية خارج إسرائيل تعيش في ولايتها.

ومن جانبه قال منير عطلة، عضو حركة الشباب الفلسطينية التي نظمت التظاهرة: “نحن هنا تعبيرًا عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني الذي يحارب منذ 75 عامًا ضد الاستعمار الإسرائيلي وعنف المستوطنين وحصار غزة لمدة 16 عامًا، وأضاف من غير الممكن أن ننظر إلى ما حدث من دون مراعاة السياق، وقال أن النظام الإسرائيلي مبني على العنف وعلى الرغبة في محو وإبادة الفلسطينيين.

فيما عبرت منظمات يهودية سلمية من اليسار مثل “صوت اليهود للسلام” و”IfNotNow” عن دعمها لقضية الشعب الفلسطيني وسارت حتى بروكلين، حيث توجد مناطق يهودية بارزة في نيويورك، لتصل إلى منزل تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، للمطالبة بوقف التمويل العسكري الأمريكي لإسرائيل.

على الرغم من عدم إمكانية إجراء تعداد رسمي يعتمد على الديانة في الولايات المتحدة، إلا أن البلاد تضم أكبر عدد من اليهود في العالم بعد إسرائيل، ووفقًا لمركز بيو لأبحاث الرأي العام كان هناك في عام 2020 ما يقرب من 5.8 مليون يهودي في الولايات المتحدة، سواء كانوا ممارسين للديانة أم لا.

تمثل المشهد في تايمز سكوير في نيويورك بمواجهة بين مناصري القضية الفلسطينية والمؤيدين لإسرائيل بعد هجمات حماس على إسرائيل ورد الدولة الإسرائيلية على تلك الهجمات، حيث أقيمت تظاهرات سلمية تبادل المشاركون فيها شعارات تعبر عن آرائهم المتضاربة، وشارك آلاف الأشخاص في هذه التظاهرات وسط إجراءات أمنية مشددة لمنع الإحتكاك بينهم، ومشاركت جماعات يهودية سلمية من اليسار أيضًا في التظاهرات لدعم القضية الفلسطينية والمطالبة بوقف التمويل العسكري الأمريكي لإسرائيل، تعكس هذه التظاهرات التوترات والانقسامات المتصاعدة في العلاقة بين فلسطين وإسرائيل وكيف تتفاعل هذه القضية مع الجاليات المتواجدة في الولايات المتحدة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد