من خسر ومن فاز؟ وكيف تغير العالم؟ بعد أسبوعان على طوفان الأقصى

هذه غزة قبل السابع من أكتوبر، وتلك غزة  اخرى بعد السابع من أكتوبر. بين قطاع وضفة مر أسبوعان من الخراب والدمار. القنابل والصواريخ انهمرت كالمطر على الفلسطينيين لم تفرق بين الأطفال والنساء والشيوخ ودمرت كل شيء في طريقها تاركة وراءها قتلى وجرحى وبيوت هدمت واقتصادا ينزف وفى نفس اللحظة الكل حزين  لأجل هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين فقدوا بيوتهم وذويهم أو فقدوا حياتهم فثلث الضحايا الفلسطينيين، أطفال الشوارع في غزة تحولت إلى مقابر جماعية، فهنا لا تجد سوى القنابل والقتلى والصواريخ الإسرائيلية جعلت الخسائر في الأرواح والممتلكات تتجاوز كل المواجهات السابقة نصف سكان غزة هربوا من منازلهم خوفا من الموت، فيما ترتفع أصوات الناجين والناشطين والمجتمع الدولي يطالبون بوقف هذه الجحيم الذي يعيشه أهل غزة وإنهاء هذا العذاب الذي لا يمكن تحمله أكثر من ذلك.

طوفان الاقصى

صورة توضيحة لخريطة قطاع غزة المصدر: الجزيرة مع تعديل نجوم مصرية

ماذا بعد الحرب ؟

عدة سيناريوهات محتملة لما بعد الحرب أيا كان منها سيتحقق فهو شيء ، وهنا نروي لك كيف عاشت فلسطين في الجحيم الإسرائيلي أسبوعين وما خسره كل طرف وما القادم؟ مع اقتراب الحرب من دخول أسبوعها الثالث على التوالي، فإن الخسائر والأضرار المالية والاقتصادية تبدو هائلة جدا البنية التحتية والسكانية تضررت بصورة تفوق في مجملها ما حدث في جميع جولات التصعيد والحروب السابقة، حصر الأضرار يشمل أعداد القتلى والجرحى والدمار في الوحدات السكنية والمنشآت والمرافق العامة والخسائر الاقتصادية، فضلا عن الواقع الإنساني الذي لم يسبق له مثيلا خلال التصعيدات السابقة بمنع كل الإمدادات الحياتية والمعيشية والطبية راح ضحية الحرب حتى لحظة إعداد هذا التقرير أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة فلسطيني وأكثر من ثلاثة عشر ألف جريح بينهم أطفال ونساء وفق آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية في حين تجاوز عدد النازحين حاجز المليون وهو نصف عدد سكان غزة تقريبا خلال الأيام الأولى للتصعيد الإسرائيلي على غزة، تعمدت تل أبيب استهداف الأبراج السكنية والتجمعات في قلب مدينة غزة، التي تشهد ارتفاعا في أسعار الشقق السكنية، حيث يتراوح سعر الشقة الواحدة ما بين سبعين إلى مئة ألف دولار.

طوفان الاقصى
صورة توضيحة للدبابة من نوع الميركفا المصدر:العربية

 

ماذا خسر القطاع؟

 

ويعكس ذلك تعمد إسرائيل توجيه ضربة اقتصادية كبيرة للقطاع يصعب من خلالها إعادة الإعمار خلال فترة زمنية وجيزة. وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة أكد أن التقديرات الحالية تشير إلى وجود مئة ألف وحدة سكنية متضررة بشكل متوسط وتفيض، بالإضافة إلى سبعة آلاف وحدة سكنية مدمرة بشكل بالغ، بحيث أصبحت غير صالحة للسكن وتحتاج إلى إعادة تأهيل لتعود صالحة للسكن.

تظل هذه الأرقام أولية وغير نهائية، ومن المحتمل أن تكون أضعاف هذه الإحصائيات في ظل عدم تمكن الطواقم الحكومية من حصر جميع المناطق وصعوبة الحصر في الكثير من المناطق مثل بيت حانون جراء استمرار الاستهداف المكثف للمناطق السكنية وعادة ما تعقد مؤتمرات لإعادة إعمار المناطق المنكوبة جراء الحروب كما حدث في القطاع عام ألفين وأربعة عشر حينما عقد مؤتمر القاهرة، إلا أن هناك خشية من ألا يتم هذا الأمر في ضوء اتساع رقعة النزاعات في العالم، ما سيبقي القطاع منطقة غير قابلة للعيش بتاتا.

الخسائر الفلسطينة

خسائر هذه الحرب فاقت جميع أضرار وخسائر الفلسطينيين في كل الحروب، وجولات التصعيد التي شنتها إسرائيل على القطاع والتي استمرت قرابة مئة يوم في الفترة ما بين ألفين وثمانية وحتى ألفان وواحد وعشرون يرافق هذا الواقع الإنساني الكارثي تراجعا واضحا في المواقف الدولية تجاه ما تفعله إسرائيل، إذ يواصل الإسرائيليون غاراتهم والقصف المكثف على كامل قطاع غزة في ظل ضوء أخضر أميركي وغربي يوم الثلاثاء الماضي، ارتكبت القوات الإسرائيلية حادثة مروعة راح ضحيتها أكثر من خمسمئة فلسطيني، إثر قصف صاروخي استهدف ساحة مستشفى الأهلي المعمدان في حي الزيتون بمدينة غزة.

المواقف العربية والدولية

وخرجت مظاهرات عارمة في العديد من مدن وعواصم دول العالم، خاصة في العالم العربي للتنديد بما فعلته إسرائيل بفلسطين التي نددت أيضا الدول العربية والمنظمات الدولية والحقوقية واصفين إياها بالوحشية. ففي هذا اليوم لم تكن هناك إحصائية للجرحى، فالجميع فقد حياته على يد إسرائيل.
خسائر فادحة في إسرائيل قتل ما لا يقل عن ألف وأربعمئة شخص بينهم ثلاثمئة وستة جنود وجرح ثلاثة آلاف وثمانمئة أخريين منذ هجمات الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر، إلى جانب مئتين وثلاثة أسرى بيد الفصائل، وفق بيانات تل أبيب. كما دقت وسائل إعلام إسرائيلية ناقوس الخطر بتسليط الضوء على الخسائر الفادحة التي ضربت اقتصاد إسرائيل إثر عملية طوفان الأقصى وتداعياتها التي طال العديد من القطاعات.

خسائر الطرف الاخر

حذرت صحيفة هارتس الإسرائيلية من كارثة تلوح في الأفق. فالحرب وتبعاتها وجهت ضربة قوية لقطاع التكنولوجيا في تل أبيب. فشركات مثل جوجل ومايكروسوفت وأبل وغيرها من الشركات الكبرى تمتلك في إسرائيل مراكز أبحاث، وتطوير هذا القطاع يكاد يتوقف بسبب استعداد أعداد كبيرة من الموظفين للالتحاق كجنود احتياط لدعم سلاحي الطيران والهندسة بالجيش الإسرائيلي. ذلك بعدما استدعت إسرائيل أكثر من ثلاثمئة ألف جندي في أكبر عملية استدعاء للاحتياط منذ حرب ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين.

خسائر إسرائيل
صورة للاحتجاجات داخل إسرائيل ضد حكومة نتيناهو المصدر: العربية

وفي قطاع الطاقة خسارة تقدر بملايين الدولارات يوميا نتيجة تقلص حاد في استخراج الغاز بشرق المتوسط وضعف الثقة بالشيك الإسرائيلي. وتراجع سعر صرف الشيكل إلى أدنى مستوى له أمام الدولار منذ ألفين وخمسة عشر، إذ وصل سعر الدولار الواحد إلى أربعة شيكل ، وسط قلق المستثمرين بشأن الحرب التي تخوضها إسرائيل. وقبل أيام قدر بنك هوب عليم، أكبر بنوك إسرائيل، كلفة الخسائر الأولية التي تكبدها الاقتصاد في الأيام الأربعة الأولى من طوفان الأقصى والهجوم الإسرائيلي على غزة بنحو سبعة وعشرين مليار شيكل، أي ما يقارب من سبعة مليارات دولار.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد