ساعات صعبة عاشها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، بعد تظاهر الآلاف في أنحاء إسرائيل الليلة الماضية في العديد من الأماكن، موجهين له وابلًا من الاتهامات الكبيرة، ومطالبين بسرعة إقالته وتركه لمنصبه، تزامنًا مع الحرب الشاملة التي يقودها الجيش الإسرائيلي مع حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث تدخل يومها الـ 85 دون تحقيق أي من أهداف أو إنجازات على الأرض، سوى قتل الآلاف وتدمير المنازل والبنية التحتية للقطاع وتشريد مئات الآلف.
تظاهر آلاف الإسرائيليين ضد نتنياهو
ووسط غضب كبير يعم الشارع الإسرائيلي بسبب الفشل الأمني الكبير والإخفاق السياسي الغير المتوقع الذي لم تتعرض له تل أبيب منذ 1973 أي قبل 50 عامًا من الآن، تجمعت حشود عفيرة في العاصمة الإسرائيلية وأماكن أخرى، من أجل الاحتجاج على نتنياهو، بينما تجمهر آخرون خارج مقر إقامة رئيس الوزراء الخاص في مدينة قيسارية شمالي إسرائيل، حيث لم يكتفي المتظاهرين بالإقالة فقط، بل ذهب البعض إلى ضرورة محاكمته على فشله في إدارة شئون البلاد.
ومن جانبها نقلت صحيفة هآرتس العبرية الأكثر انتشارًا، تصريحات وُصفت بالصادمة من قبل اللواء احتياط جاي تسور من قلب الاحتجاج، قال فيه: سألت نفسي: لماذا الاحتجاج الآن؟ خلال فترة الحرب بينما جنودنا متحدون على الجبهة؟”، مردفًا: “بالنسبة لي الجواب بسيط: هذا واجبنا تجاه الأجيال المقبلة، لأن من أضعفنا وضحى بنا من أجل احتياجاته السياسية وحبه للسلطة، لا يصلح أن يقودنا إلى النصر”.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن نتنياهو فشل فشلًا ذريعًا في إدارة المعركة من حركة حماس، فالبرغم من مرور 3 أشهر تقريبًا على عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، إلا أن إسرائيل لم تحقق أهدافها في القضاء على حماس أو تحرير الرهائن الذين تحتجزهم الحركة في قطاع غزة، إلا أنها أوهمت المواطنين بنصرًا إعلاميًا فقط، وبدلًا من ذلك، عمدت إلى تدمير القطاع بضربات جوية عنيفة، فقتلت الآلاف من المدنيين، وهو ما ترتب عليه سحب التعاطف العالمي مع تل أبيب الذي كان قد نشأ عقب هجمات 7 أكتوبر.
ومن ناحية أخرى، ألقى نتنياهو خلال الساعات الماضية بيانًا جديدًا، أشار فيه إلى أن الحرب في ذروتها الآن، نقاتل على كل الجبهات من أجل تحقيق النصر، لكنه سيتطلب وقتًا، مؤكدًا أن الحرب ستستمر لأشهر عديدة أخرى، في الوقت الذي طالب فيه بضرورة أن يكون محور فيلادلفيا الواقع بين مصر وإسرائيل تحت السيطرة الكاملة، وسط تقارير إلى اقتراب تل أبيب من التحضير لعملية واسعة من أجل السيطرة على المحور بشكل كامل خلال الفترة المقبلة، لكن بعض التقارير أشارت إلى أنه أمر قد يكون صعبًا.
