تصاعد التوترات بين مصر وإسرائيل بسبب معبر رفح ومحور صلاح الدين

أصدر مجلس النواب المصري بيانًا حمّل فيه جميع الأطراف المعنية وخاصة الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد للأحداث وتقويض المفاوضات التي تهدف إلى حل سلمي، كما أعربت وزارة الخارجية المصرية عن استنكارها للتطورات الحالية.

تصاعد التوترات بين مصر وإسرائيل بسبب معبر رفح ومحور صلاح الدين

محور فيلادلفيا "صلاح الدين"

وفي جلسة البرلمان العامة التي عقدت يوم الثلاثاء فقد أعلن الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، بأن البرلمان يتابع عن كثب التطورات في الأراضي الفلسطينية، ووصف العدوان الإسرائيلي بأنه “كابوس إنساني”، مؤكدًا أن المجلس يولي اهتمامًا كبيرًا لتطورات الساعات الأربع والعشرين الماضية التي شهدت تطورات متنوعة.
وقد أشار البرلمان إلى أن حركة حماس قبلت وقف إطلاق النار في قطاع غزة كجزء من الجهود المصرية الكبيرة والوساطة القطرية، وذلك لتهدئة الوضع الإنساني المأساوي الذي يعاني منه سكان قطاع غزة منذ أكثر من مائتي يوم.

 


وعلى الرغم من ذلك فقد قامت الحكومة الإسرائيلية بتحذير سكان الأحياء الشرقية في مدينة رفح الفلسطينية بضرورة إخلاء منازلهم فورًا والتوجه إلى وسط قطاع غزة، تهديدًا بقيامها بعملية هجومية برية على المدينة، تبعها غارات جوية على المنطقة الشرقية وقصفها بقنابل نارية.

 

جيش الاحتلال اقتحم معبر رفح من الجهة الفلسطينية ورفع العلم الإسرائيلي
جيش الاحتلال اقتحم معبر رفح من الجهة الفلسطينية ورفع العلم الإسرائيلي


وقد ناشد البرلمان المصري المجتمع الدولي بالخروج من حالة الصمت المخزي واتخاذ إجراءات تمنع ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وحث إسرائيل على اتباع سياسة السلام لتحقيق حل سلمي وعادل للقضية الفلسطينية.

 

دبابات تابعة للجيش المصري على الجانب المصري من معبر رفح
دبابات تابعة للجيش المصري على الجانب المصري من معبر رفح


ومن جهة أخرى فقد أدانت وزارة الخارجية المصرية العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، والتي أدت إلى سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
ويمتد “محور فيلادلفيا” على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، ويعد شريطًا أرضيًا ضيقًا لا يتجاوز عرضه بضع مئات من الأمتار، ويمتد لمسافة تصل إلى 14.5 كيلومتر.
ويبدأ المحور من البحر الأبيض المتوسط ويمتد إلى معبر كرم أبو سالم التجاري، الذي يعد نقطة تقاطع ثلاثي الاتجاهات بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة، ويقع المحور بالكامل في المنطقة المنزوعة السلاح التي نصت عليها معاهدة السلام.

 

من معبر كرم أبو سالم
من معبر كرم أبو سالم


ويعتبر طريق صلاح الدين “محور فيلادلفيا” واحدًا من أقدم الطرق في العالم، حيث مرت عليه جيوش مصر القديمة والإسكندر الأكبر والصليبيون خلال محاولاتهم الاستيلاء على بلاد الشام.
ويشكل “محور فيلادلفيا” منطقة عازلة وفقًا لما نصت عليه معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، ويخضع المحور لشروط ومعايير العبور من الأراضي الفلسطينية إلى مصر، حيث تنص المعاهدة على وجوب نشر قوات مصر في المنطقة لتأمينها وفقًا لبروتوكول تم توقيعه مع إسرائيل.

وفي عام 2005 عندما انسحبت القوات المحتلة الإسرائيلية والمستوطنون من قطاع غزة، اضطرت إلى الانسحاب أيضًا من “محور فيلادلفيا” ومن معبر رفح، وتم تحويل مهمة الإشراف عليهما إلى السلطة الفلسطينية، ومع وجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي.

 


وقد سيطرت حركة حماس على معبر رفح، وأنهت بذلك وجود السلطة الفلسطينية فيه عام 2007 إثر سيطرتها العسكرية على القطاع.
وعلى طول الحدود بين القطاع ومصر تنتشر مبان سكنية مشيدة على خط جغرافي واحد، وتسمى هذه المنازل “منازل الخط الأول”، وتقع في مدينة رفح التي تفصل بين غزة وسيناء.
وفي يناير 2008 فقد قام مسلحون فلسطينيون بتدمير أجزاء من الجدار الحدودي، مما أدى إلى تدفق آلاف من سكان  قطاع غزة إلى الأراضي المصرية للبحث عن الطعام.
وبعد أحداث يناير 2011 فقد خففت مصر القيود على حدودها مع قطاع غزة، مما سمح لمزيد من الفلسطينيين بالعبور بحرية لأول مرة منذ أربع سنوات، وبعدها واصل الجيش المصري جهوده في تدمير أنفاق غزة خاصة من عام 2013 حيث عزز الجيش المصري قواته على الحدود ودمر الأنفاق عن طريق إغراقها، وكان هذا ضمن إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي في قضائه على الإرهاب.

وقد تمت خلال الشهور الماضية تطورات هامة في الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة، حيث قامت مصر بتحصين وتعزيز السياج الفاصل بينها وبين القطاع، وتحديدًا في محور صلاح الدين أو فيلادلفيا.

 

محور فيلادلفيا
محور فيلادلفيا


وفي ديسمبر 2023 فقد أنهت السلطات المصرية عملية تعزيز السياج الحدودي بجدار خرساني وسواتر ترابية، وأعادت بناء أبراج المراقبة المحاذية غربًا داخل الأراضي المصرية.
ومع ذلك تخطط القوات الإسرائيلية للعودة واستعادة السيطرة على غزة بعد انسحابها الأحادي من المنطقة في عام 2005، وذلك في إطار “خطة فك الارتباط”.
وحتى الآن تسيطر إسرائيل على جميع المعابر الحدودية لقطاع غزة باستثناء منطقة الحدود الجنوبية المعروفة باسم “محور فيلادلفيا” أو طريق صلاح الدين.
وتتوقف أي خطوة إسرائيلية في هذا الاتجاه على احترام الاتفاق السلمي الموقع بين مصر وإسرائيل في عام 1979، حيث تعارض مصر بشدة أي محاولة من الاحتلال تعرض شروط السلام للخطر.
وبعد رفض مصر الكامل لأي خطط إسرائيلية تستهدف السيطرة على محور صلاح الدين، فقد تراجع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن تصريحاته السابقة.
وقد أكد نتنياهو أنه لم يتخذ قرارًا بعد بشأن السيطرة العسكرية على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، والمعروف باسم “محور فيلادلفيا” أو طريق صلاح الدين.

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد