في الإعلام العبري.. الهدنة خسارة لإسرائيل وانتصار لـ «حماس»

في صورة إعلامية قاتمة، وتحليلات عسكرية كاشفة لمعاني الهزيمة، انكشفت مشاعر الخوف والذعر، وغابت معاني الرضا وعبارات القوة، وحضرت الهواجس من سيرورة الهدنة مع حماس، وعلت مشاهد الحسرة في التقارير الصحفية الإسرائيلية، حيث وصفت أبرز الصحف الإسرائيلية، الخميس، أن إسرائيل قد ذاقت “طعم الخسارة”، ولم يتم وصف الهدنة مع حماس بالإنجاز.

“ننتظرهم.. عائلات المحتجزين تتوقع البشارة”

هكذا كان اختيار صحيفة «يديعوت أحرنوت» في محاولة من الكاتب الإسرائيلي ”بن دور يميني” في مقالة له  حول الهدنة بين إسرائيل وحماس، وتناول المشاعر المختلطة للإسرائيليين، حيث قال “لا مكان يوجد للفرح، وهذا مؤكد بعد الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر”.

وأشار يميني في مقالته إلى حزن الشعب من عدم تحرير الرهائن جملة واحدة قائلاً “لا مكان للفرح ما دام في استطاعة حماس مواجهة الجيش الإسرائيلي عسكريا وقصف الصواريخ، لقد تم الوصول إلى اتفاق جزئي يبقي على العديد من الأسئلة”.

انتصاراً ساحقا بمعركة “طوفان الأقصى”

هكذا وصف المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل الوضع الحالي من وجهة نظره، واعتبر هرئيل أن يحى السنوار يعتبر أن الحرب الحالية هي امتداد لجولات قتالية سابقة خاضتها حماس ضد إسرائيل في الماضي وقد حققت انتصارً ساحقا في معركة “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي.

جاء ذلك في مقالة بعنوان “إطلاق سراح المحتجزين لن يؤدي إلى فرحة كبيرة.. تنتظرنا أيام عصيبة”.

وبغض النظر عن نتائج الحرب، فإن السنوار يعتبر “صلاح الدين الجديد المنتصر على الصليبيين اليوم”، وهي العقيدة التي لا تتبدل عند حماس والسنوار.

أمام الإسرائيليين الآن بضعة أيام مثيرة للأعصاب

ولخص هرئيل الواقع بالداخل الإسرائيلي قائلاً “كما تم قبل ذلك في صفقة شاليط المثيرة، عاش المحتجزون فترة عصيبة أثناء الهجوم الذي جاء فجأة، والحرب المفاجئة على غزة، والكثير منهم سيتركون أفراد عائلاتهم كرهائن في جحيم غزة”.

ومن خلال الهدنة الإنسانية، وصفقة تبادل الأسرى الأولية لن يتحقق ما يريده الإسرائيليين بحسب وجهة نظر المحلل العسكري هرئيل، والذي يتضمن تدمير حكم حماس في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن لديها، ونوه إلى أن إسرائيل وافقت على التوقيع على مضص، ومن دون إجماع ووسط اختلافات بشأن وقف إطلاق النار المؤقت بالنسبة للمرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى التي تؤهل بشكل مبدأي الإفراج عن 50 أسير من النساء والأطفال، لكن لا التزام بالإفراج عن جميع الرهائن.

تخوفات إسرائيلية

وتستمر “هآرتس” في سرد وقائع النفوس داخل إسرائيل، وما يتردد في الشارع الإسرائيلي من تخوفات، حيث يخمن البعض أن تقوم حماس باستهداف القوات الإسرائيلية البرية أثناء وقف إطلاق النار بطريقة من شأنها أن تؤدي إلى انهيار التهدئة والهدنة، وتوقف عملية إطلاق سراح المختطفين من قبل حماس، وبخاصة إذا استطاعت إعادة ترتيب أوراقها وتنظيم صفوفها.

وكثر الحديث في الصحف الإسرائيلية عن “الهدنة والصفقة”، وتباينت الأراء واختلفت حول تقييم المخاطر، والتداعيات المترتبة على وقف إطلاق النار على سير المعركة والحرب البرية في غزة بوقت يعيش السنوار على نغمة “الجولات القتالية”.

إسرائيل من الداخل.. صحف إسرائيلية ترصد المخاوف والتوقعات
صحف إسرائيلية ترصد الحالة الشعورية للإسرائيليين بعد الهدنة

ما الذي تريده حماس؟ “أهداف حماس”

وبناء على ما جاء من مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، فإن التحليلات العسكرية للإسرائيليين تقول أنه من المشكوك فيه أن حماس توقعت مثل هذا التراجع في خط الدفاع الإسرائيلي في حرب السابع من أكتوبر، ولقد أبقى الإنجاز الذي تم تحقيقه على جزء كبير من أوراق المساومة.

مصلحة حماس

وعادت صحيفة “يديعوت أحرنوت” لتقول أن الهدنة والصفقة تصب في مصلحة حماس التي تبدأ في الاستعدادات لتستغل الوقت في إعادة ترتيب قواتها للجولات المستقبلية، دون أن يكون لإسرائيل أفق بكل ما يتعلق بجميع المحتجزين ضمن صفقات مستقبلية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد



جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.