رئيس وزراء إسرائيل الأسبق: لا يمكن القضاء على “حماس”.. ماذا يقصد؟ وما نتائج دخول حزب الله في الحرب؟

أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، في مقابلة حصرية، عن رأيه فيما يتعلق بحركة “حماس” والتحديات التي تواجهها إسرائيل، حيث أشار إلى أن القضاء الكامل على “حماس” يعتبر أمرًا غير ممكن.

وأكد باراك على أن بنيامين نتنياهو لو كان في دولة بوضع طبيعي لاستقال بعد هجوم الحركة المفاجئ في الأيام الأخيرة.

باراك أكد أهمية وجود وزير الدفاع الحالي يوآف غالانت جنبًا إلى جنب مع وزير الدفاع السابق بيني غانتس ورئيس أركان الجيش السابق غادي آيزنكوت، مما يمكن للجنود الميدانيين أن يشعروا بالاطمئنان والهدوء.

ماذا يقصد إيهود باراك بـ “لا يمكن القضاء على حماس”؟

وفي السابع من أكتوبر، نفذت “كتائب القسام”، الذراع العسكري لحركة “حماس”، هجومًا مباغتًا على المستوطنات والبلدات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط أكثر من 1300 قتيل و3968 جريح، وأسر حوالي 200 آخرين، وفقًا لمصادر رسمية إسرائيلية.

وعندما تحدث باراك عن أهداف الحرب، أكد أن القضاء على حماس بشكل كامل ليس ممكنًا، حيث تعتبر حماس حركة ذات طابع إيديولوجي وجزء من أحلام وعقول الناس. وأشار إلى أن المهمة العملية التي يجب تحقيقها هي القضاء على قدرات حماس العسكرية في قطاع غزة، وهي مهمة تعقيدية تتطلب التركيز الكامل من الجانب الإسرائيلي.

وأضاف باراك أنه يأمل في استعادة السلطة الفلسطينية أو أي كيان آخر إلى قطاع غزة، وأن حماس لا يجب أن تكون جزءًا من حكومة غزة.

وأشار باراك أيضًا إلى طلب الولايات المتحدة لتجديد إمدادات المياه إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل ليست لديها خيارات، وأن دعم أمريكا لإسرائيل في هذا الأمر هو أمر نادر وله ثمن.

ما نتائج دخول حزب الله في حرب مع إسرائيل؟

فيما يتعلق بفتح جبهة أخرى في الشمال مع حزب الله اللبناني، أعرب إيهود باراك عن عدم وجود مصلحة لإسرائيل في ذلك وأكد عدم توصيته لحزب الله بفتح جبهة ثانية. وأشار إلى أنه قد يتم دفع حزب الله من قبل إيران لفتح جبهة ثانية، وأن تبادل إطلاق النار الذي يحدث حاليًا يمكن أن يؤدي إلى تدهور الأوضاع.

وأكد باراك أن التركيز يجب أن يكون على قطاع غزة وليس على التوسع في الشمال، حيث أشار إلى أن حماس ليست في الشمال بل في غزة، وبالتالي فإن السعي للتصدي لها يجب أن يركز على غزة.

تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترًا شديدًا بين حزب الله وفصائل فلسطينية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

ووصف باراك الهجوم الذي نفذته حماس والفصائل الفلسطينية بأنه الأخطر في تاريخ إسرائيل، حيث تسبب في خسائر كبيرة ووفاة العديد من المدنيين.

ولعل أبرز النتائج من دخول حزب الله، هو ما أكده باراك بأن إسرائيل استجابت بسرعة لهذا الهجوم المؤلم وحشدت قوات الاحتياط، وأن الولايات المتحدة قد أرسلت حاملة طائرات وسترسل أخرى، وتلقت إسرائيل دعمًا واسعًا من العالم، وتم تشكيل حكومة طوارئ في إسرائيل.

لماذا دعا نتنياهو لـ”حكومة طوارئ” تجمعه بقادة المعارضة؟

بناءً على اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تم عقد اجتماع بينه وبين وزير الدفاع السابق بيني غانتس يوم السبت الماضي. تم خلال الاجتماع مناقشة الوضع الأمني في ضوء الهجوم الذي شنته حركة حماس. وفي أعقاب الاجتماع، دعا غانتس فصيل معسكر الدولة إلى الاجتماع وأعرب عن استعداده لدعم أي إجراء أمني مسؤول وحازم تتخذه الحكومة.

اقترح نتنياهو تشكيل حكومة طوارئ موسعة تضم زعيم المعارضة يائير لابيد وغانتس، وذلك بناءً على نموذج حكومة ليفي إشكول التي شكلتها إسرائيل قبل حرب عام 1967. وقد أعربت حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، عن رغبته في تشكيل حكومة طوارئ بنفس الطبيعة.

من جانبه، أعلن زعيم المعارضة يائير لابيد استعداده للانضمام إلى حكومة طوارئ مختصرة ومهنية، ولكنه أكد أنه سيكون من المستحيل العمل مع “التكوين المتطرف في الحكومة الحالية”. وأشار لابيد إلى أن إسرائيل في حالة حرب وتواجه تحديات أمنية كبيرة تتطلب قيادة محترفة وذات خبرة.

من جانبه، ينظر غانتس بإيجابية إلى فكرة الانضمام إلى حكومة طوارئ لمدة الحرب، والتي ستركز بشكل أساسي على التحديات الأمنية. ويشعر غانتس ولابيد بالقلق بشأن قدرة أعضاء الحكومة على إدارة الحرب، خاصة إذا تطلب الأمر توسيع العمليات إلى الضفة الغربية والحدود الشمالية.

يأتي هذا الاقتراح في سياق التوترات الأمنية المستمرة في المنطقة، وتصاعد التوتر بين إسرائيل وحماس. ومن المهم أن نلاحظ أن مشاركة زعماء المعارضة في حكومة طوارئ يعكس رغبة في تحقيق الاستقرار والتضامن الوطني في وجه التحديات الأمنية الحالية.

ما أهداف تشكيل حكومة الطوارئ؟

بعد الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له إسرائيل يوم السبت، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن تشكيل حكومة وطنية جديدة تضم جميع الأحزاب السياسية في البلاد، بهدف مواجهة الأزمة الحالية وتعزيز الوحدة الوطنية.

ووفقاً للخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إيرينا تسوكرمان، فإن هذه الحكومة الوطنية الجديدة لها أربعة أهداف رئيسية، هي:

  • إظهار جبهة موحدة في مواجهة التهديدات الخارجية.
  • وضع حد للانقسامات الداخلية التي قد تؤثر على عملية الأمن والاستخبارات.
  • تنسيق الإدارة الفعالة بين الأحزاب السياسية.
  • إعطاء الأولوية للتحديات الأمنية.

وأضافت تسوكرمان أن هذا الإجراء المؤقت سيستمر طوال فترة حالة الطوارئ، وبعد ذلك ستعود الحكومة إلى وظيفتها العادية في الائتلاف والمعارضة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد