تقارير تُحذر من خطر تراكم النفايات الإلكترونية: إشارة إنذار عالمية

النفايات الإلكترونية، هذه المشكلة المتنامية في عصر التقنية الحديثة، قد تكون الأزمة التي نتجاهلها.

وفقًا لتقرير حديث من شركة “ماتيريال فوكس”، كانت بريطانيا وحدها مسؤولة عن التخلص من نحو نصف مليار جهاز إلكتروني في السنة الماضية.

تقرير هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” يشير إلى أن الأجهزة الصغيرة التي تم التخلص منها، مثل الكابلات، والمصابيح، والسجائر الإلكترونية القابلة للاستخدام مرة واحدة، تمثل خطرًا جديًا على البيئة.

المفارقة في هذا التقرير تكمن في ظهور “التكنولوجيا السريعة”، وهو مصطلح يعكس فكرة الموضة السريعة، مشيرًا إلى الأجهزة الإلكترونية التي تصبح قديمة أو خارج الاستخدام بسرعة فائقة، ما يتسبب في تراكم النفايات بشكل متزايد.

من المدهش أن المنزل البريطاني العادي يخزن حوالي 30 جهازًا إلكترونيًا غير مستخدم، تتراكم عليها الغبار بسرعة.

ما يجعل هذه الأجهزة خطرًا متزايدًا هو أنها تحتوي على مواد خام قيمة يمكن استردادها.

في العام الماضي وحده، تم التخلص من 471 مليون قطعة تكنولوجية في المملكة المتحدة، بما في ذلك سيجارات إلكترونية، ومصابيح LED، وكابلات، ووحدات USB، وغيرها.

ورغم القيمة المادية لهذه الأجهزة التي تبلغ متوسطها 4 جنيهات إسترلينية للقطعة الواحدة، إلا أن الكثير من المستهلكين يعتبرونها قابلة للتخلص.

سكوت بتلر، المدير التنفيذي لشركة “ماتيريال فوكس”، يشير إلى أن العديد من المستهلكين قد لا يدركون قيمة الأجهزة التي يتخلصون منها، ويضيعون فرصة إعادة تدويرها لاستخراج المواد القيمة الموجودة بها.

لكن هذه المشكلة ليست حكرًا على بريطانيا فقط. على مستوى العالم، يتخلص المستهلكون من حوالي 9 مليارات كيلوغرام من الأجهزة الإلكترونية سنويًا، وهي تشمل الكابلات، والألعاب، وغيرها من الأجهزة التي لا يعتبرونها، في الغالب، نفايات إلكترونية.

التحدي الآن هو توعية المستهلكين بأهمية إعادة تدوير هذه الأجهزة واستخراج المواد القيمة منها، قبل أن تصبح كوكبنا غارقًا في نفايات إلكترونية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد