تصاعد معدلات الرهن العقاري بأمريكا لأعلى مستوى منذ 22 عاماً مسبباَ آثار اقتصادية واجتماعية

ارتفعت معدلات الرهن العقاري إلى ما يزيد عن 7% هذا الأسبوع، مسجلة أعلى مستوى لها منذ 22 عامًا، ومحطمة الحلم الأمريكي بالنسبة للكثيرين.

قفزة تاريخية

 وقفز متوسط ​​سعر الفائدة على الرهن العقاري لمدة 30 عامًا إلى 7.23% هذا الأسبوع، مقارنة بـ 7.09% الأسبوع الماضي، وهذه هي أعلى نقطة سعر منذ يونيو 2001 عندما كانت أسعار الفائدة عند 7.24٪، وتسببت ارتفاع أسعار الرهن العقارى (فائدة قرض التمويل العقارى) اليوم في تقليص عدد مشتري المنازل لأول مرة، بالاضافة لارتفاع أسعار الوحدات العقارية نفسها،  كما أن عدم القدرة على تحمل التكاليف الناتج عن كل ذلك يؤدي إلى اتساع فجوة الثروة بين هؤلاء الذين يملكون وحدات أو منازل بالفعل وأولئك الذين يظلون غير قادرين على تحمل كل تلك التكاليف الباهظة التى تحول بينهم وبين الحلم الأمريكى.

فجوة اجتماعية

وقال كبير الاقتصاديين لورانس يون، في الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين بأمريكا، حول معدلات الرهن العقاري: سوف يكون هناك فجوة اجتماعية ضخمة حيث يتمتع أصحاب المنازل باملاكهم، وحصولهم على دخل من المستأجرين نفسهم الذين لا يستطيعون تحمل أسعار الرهن العقارى المرتفع.

 كان حجم طلبات الرهن العقاري لشراء المنازل هو الأصغر منذ 28 عامًا وفقًا لجمعية المصرفيين للرهن العقاري حيث انخفض المؤشر المعدل موسميًا بنسبة 5% للأسبوع المنتهي في 18 أغسطس مقارنة بالأسبوع السابق، وكان أقل بنسبة 30% عن العام الماضي على أساس غير معدل.

  تراجع الشراء

 وقال دانييل هيل كبير الاقتصاديين في موقع ريلتور دوت كوم (realtor.com) مع ارتفاع أسعار فائدة الرهن العقاري إلى ما يزيد عن 7% وارتفاع تكاليف شراء المنازل مرة أخرى، تراجعت طلبات شراء المنازل على الرهن العقاري، مما يشير إلى أن بعض المشترين المحتملين على الأقل قد تم استبعادهم من السوق.

تعريف الرهن العقارى

والرهن العقارى بأمريكا أو ال mortgage هو ما نسميه نحن في مصر التمويل العقارى، غير أنه يُستخدم بشكل أوسع بأمريكا فتكلفة شراء منزل بالولايات المتحدة تعد باهظة جداً ولن تجد هناك أنظمة دفع بالتقسيط كما هو الحال بمصر، فيُعد الرهن العقارى احدى الركائز التي بُني عليها المجتمع الأمريكي ليصبح بشكله الحالى.

تراجع المعروض

ما يزيد الأمر سوءاً هو امتناع الملاك عن إعادة بيع منازلهم التى اشتروها سابقاً بنظام الرهن العقارى بتكلفة منخفضة للغاية، حيث أنهم سيضطرون لاستبدال معدل الرهن العقارى المنخفض بمعدل أعلى بكثير، مما ترتب عليه قلة المعروض عن الطلب وبالتالي فقد ساهم هذا في رفع أسعار المنازل أو الوحدات السكنية بأمريكا، ووفقاً لدراسة أجرتها الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين فقد أضاع المستأجرين الفرص مراراً وتكراراً حيث حصل أصحاب المنازل على 40 ضعف في صافى ثرواتهم منذ العام 2012 وحتى 2023 بعكس المستأجرين!.

خطاب باول مخيب للآمال

قد يكون الاستئجار أفضل في ظروف مختلفة ولكنه بالتأكيد لن يكون أفضل عندما تتجه الأُسر للاستئجار عوضاً عن الشراء بسبب ارتفاع تكلفة الاقتراض، وقد علق العديد آمالهم على خطاب باول في منتدى جاكسون هول آملين أن يُعلن الفيدرالى الامريكى انصرافه عن سياسة التشدد النقدى، ولكن أتى خطاب باول في جاكسون هول الجمعة الماضية بعكس ذلك حيث أفصح باول عن نية الفيدرالى مواصلة فترة إضافية من التشديد النقدى لاحتواء ما تبقى من آثار التضخم، حري بالذكر أن فائدة الفيدرالى الحالية 5.5% وتعد هى العامل الرئيسى لارتفاع فائدة قروض التمويل العقارى أو ما يسمى بالرهن العقاري.

فهل لا يزال الحلم الأمريكي حى أم  أن قرارات الفيدرالي حطمت ما تبقى من آمال الامريكيين !


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد