بعد انقضاء صيف الحرائق، والحرارة المرتفعة في أمريكا يأتي شتاء الأعاصير، والفياضانات، والبرودة القاتلة، والريح العاتية

بعد صيف استثنائي في أمريكا يأتي أيضاً شتاء استثنائى حيث العواصف تضرب ولاية كاليفورنيا الأمريكية فالولاية تتعرض لأعاصير، وريح عاتية، ودرجات حرارة شديدة الإنخفاض، كل تلك العوامل القاسية تجمعت في ولاية كاليفورنيا مما جعل الولاية تكاد تختفي في مشهد، وكأن نهاية العالم ستبدأ من أمريكا، فما يحدث الأن في أمريكا أشبه بحالة الحرب، ولكنها حرب من نوع آخر ألا وهى حرب الطبيعة التى بدأت بالقاء بعض من أسلحتها التدميرية على تلك الولاية من أمريكا مما دفع الرئيس الأمريكي بايدن بفرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، كما حث المواطنين على عدم الخروج إلى الشوارع مهما كانت الأسباب، فقد ألقت الطبيعة بقنبلة الإعصار التى نشرت الخراب، والدمار في كافة الأنحاء من البلاد، والتي استهدفت كل ما هو حى أو جماد حتى الحيوانات لم تسلم منها فالكثير من الحيوانات تجمدت، كما اقتلعت الأشجار من جذورها، فإن كانت هذه حرب الطبيعة فستكون حرب من طرف واحد بينما الطرف الآخر يقتصر دوره على التفكير في النجاة إذ ليس لديه أسلحة الرد، ويبدوا أن ساحة الأحداث لتلك الحرب ستبقى نشطه طوال مدة هذا الشتاء إذ أن عاصفة القرن السابقة ما لبثت أن هدأت حتى أعقبتها تلك القنبلة الإعصارية التالية، ولكن هذه المرة في كاليفورنيا، وكأن هناك ثمة توعد بعدم ترك الشوارع الأمريكية تعيش لحظات هدوء مع حرمان عشرات الآلاف من الأسر من الكهرباء، بالإضافة إلى إغلاق العديد من الطرق، وبالإضافة أيضاً إلى حدوث الكثير من حالات الوفيات بين السكان، والمواطنين، ومن جانبها فقد حذرت هيئة الأرصاد من فيضانات مباغتة في المناطق الساحلية وسط توقعات بأنها سوف تتسبب في المزيد من الخسائر المادية، والبشرية، كما أعلن حاكم كاليفورنيا “جافن نيوسوم” حالة الطوارئ لإفساح المجال لخدمات الدفاع المدني، والإسعاف، كما طلب من الحرس الوطني التدخل في حال حدوث دمار غير متوقع جراء تكوين ظاهرة النهر الجوي التى أشارت إليها هيئة الأرصاد، وهذه الظاهرة هى عبارة عن شريط ضيق في الغلاف الجوي يشبه النهر، ومحملاً بكميات كبيرة من الرطوبة من الخطوط المدارية، والخطورة تكمن في خفض الضغط بشكل سريع، ومباغت مما ينتج عنه ريح شديدة، وعاتية لا تبقي شيء وراءها، وشبهت حاكمة ولاية نيويورك هذا الوضع بأنه أشبه بالحرب كما قالت للصحفيين “من المؤكد أن تلك العاصفة تعد عاصفة القرن الأخطر في تاريخ أمريكا” والجدير بالذكر أن تلك الأحداث أدت إلى إلغاء نحو عشرون ألف رحلة جوية كما تسببت في حدوث ما يقرب من ستين الف حادث سيارات نتج عنه الكثير من الوفيات، هذا، ويعد شمال كاليفورنيا، لاسيما محيط سان فرانسيسكو، وساكرامنتو من المناطق الأكثر عرضة لتلك التغيرات المناخية، وقد صدرت أوامر بإخلاء منطقتي سانتابربارا وسانتاكروز في جنوب سان فرانسيسكو، وأغلقت المدارس، والمطاعم، والحانات، مع حث المواطنين على العمل من المنزل تحسباً للكوارث القادمة، وقد تم إنشاء غرفة للعمليات الطارئة في سان فرانسيسكو، وفي إجراءات احترازية فقد تم إجلاء المناطق الأكثر عرضة تحسباً للموجة التالية، والتي تشير الإحصاءات بأنها ستكون الأشد، والأقوى من الموجات السابقة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد