“قد تستغرق 80 عامًا “..تقرير أممي: إعمار غزة مهمة لم يتعامل معها العالم منذ الحرب العالمية الثانية

أكدت الأمم المتحدة، اليوم “الخميس”، أن تكلفة إعادة إعمار غزة يُقدر ما بين 30- 40 مليار دولا، مشيرة إلى حجم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة، بعد سبع أشهر من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وصرح الأمين العام المساعد للأمم المتحدة عبد الله الدردري، في مؤتمر صحفي مشترك في عمان مع مدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم الإنمائي، أن تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأولية لإعادة بناء كل ما دمر في قطاع غزة تتجاوز ال 30 مليار دولار وتصل إلى 40 مليار دولار، حَسَبَ ما ذكرت وكالة رويترز.

وأشار الدردري إلى حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة مضيفًا إلى أنها مهمة لم يسبق للمجتمع الدُّوَليّ أن تعامل معها منذ الحرب العالمية الثانية.

قصف غزة_ المصدر : يوتيوب

وأفاد تقرير أصدرته الأمم المتحدة اليوم، أن إعادة إعمار المنازل في قطاع غزة يمكن أن تستمر إلى القرن المقبل إذا سارت الوتيرة بتوجه إعادة الإعمار نفسها في الصراعات السابقة.

سطح القمر

وقد تسبب القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي إلى خسائر بمليارات الدولارات، وأدى إلى تحول عديد من المباني الخرسانية المرتفعة في القطاع المكتظ بالسكان إلى أكوام من الركام، حتى إن أحد مسؤولي الأمم المتحدة علق على الدمار أنه جعل قطاع غزة مثل “سطح القمر”.

تشير البيانات الفلسطينية إلى أن نحو 80 ألف منزل دُمرت منذ أكتوبر الماضي.

وأوضح التقرير الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن غزة بحاجة إلى قرابة 80 عامًا لاستعادة جميع الوحدات السكنية المدمرة بالكامل.

إعمار غزة مهمة لم يتعامل معها العالم منذ الحرب العالمية الثانية_ مصدر الصورة: موقع رام الله

أفضل السيناريوهات

وأشار التقرير إلى أفضل السيناريوهات الممكنة، وهي ستكون في حالة تسليم مواد البناء بشكل أسرع 5 مرات مما كان عليه الأمر في الأزمة السابقة عام 2021، حيث سيتيح ذلك إعادة الإعمار بحلول عام 2024.

كما قدم التقرير الأممي سلسلة من التوقعات بشأن الأثر الاجتماعي والاقتصادي للحرب، مع توقع عقود من المعاناة المستمرة.

معدلات غير مسبوقة

ومن جانبه قال مدير  برنامج الأمم متحدة الإنمائي أخيم شتاينر، إن المعدلات غير المسبوقة من الخسائر البشرية، والدمار الجسيم، والزيادة الحادة في الفقر في مثل هذه المدّة القصيرة، ستؤدي إلى أزمة إنمائية خطرة تهدد مستقبل الأجيال القادمة.

وفي حالة استمرا الحرب 9 أشهر، فمن المتوقع أن يزداد الفقر بين سكان غزة من 38.8 في المئة نهاية عام 2023 إلى 60.7 في المئة، مما يجر جزءًا كبيرًا من أبناء الطبقة الوسطى إلى ما دون خط الفقر، حسبما ذكر التقرير.

في الركام ألغام

ومن جانبه قال مسؤول عمليات نزع الألغام  في الأمم المتحدة عن قطاع غزة، مونغو بيرتش، أن كَمّيَّة الأنقاض والركام التي يتوجب إزالتها في غزة أكبر مقارنة بأوكرانيا، موضحًا، أن جبهة القتال في أوكرانيا تبلغ 600 ميلًا (نحو 1000 كيلومتر) في حين أن غزة لا يزيد طولها عن 25 ميلًا وهي كلها جبهة قتال.

وإن كانت المشكلة لا تقتصر على حجم الأنقاض البالغ 37 مليون طن، أو 300 كيلو جرام لكل متر مربع، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة في منتصف أبريل، ولكن تكمن في الاعتقاد بأن هذه الأنقاض تحتوي على عدد كبير من القنابل غير المنفجرة، وسيكون تنظيفها أكثر تعقيدًا بسبب المخاطر الأخرى المحتملة.

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد