الفنانة هند صبري تتوّج بجائزة “فاطمة الفَهْرِيَّة” للدفاع عن حقوق المرأة

تحصّلت الفنانة التونسية هند صبري على جائزة “فاطمة الفهريّة للنهوض بتكوين النساء، وتحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين”، وذلك في إطار فعاليات برنامج تظاهرة “تونس عاصمة للمرأة العربية”.

تتويج هند صبري بجائزة فاطمة الفهرية

وتمّ تتويج الفنانة هند صبري، بالنسخة الثالثة لهذه الجائزة، من طرف وزيرة المرأة نزيهة العبيدي، بمتحف باردو، بالعاصمة التونسية، بحضور عديد الشخصيات المعروفة بدفاعها عن المرأة، والنهوض بتكوين النساء.

 

جائزة لضفّتي المتوسط

 

قالت وزيرة المرأة نزيهة العبيدي، إنّ: “هذه الجائزة أحدثت قصد تكريم نساء من ضفّتي المتوسط تألقن في مجالات التكوين، والبحث، والإبداع، وحققن إنجازات علمية، أو تقلّدن مسؤوليات مهمّة في المجتمع، وكنّ رائدات في عدة مجالات بغاية النهوض بتكوين النساء ونفادهن إلى المسؤولية المهنية”.

تتويج الفنانة هند صبري بجائزة فاطمة الفهرية

 

وأوضحت العبيدي في اختتام تظاهرة “تونس عاصمة للمرأة العربية”، أنّ “هذه الجائزة تعدّ تثمينًا للإنجاز الحضاري لفاطمة الفهريّة، القيروانية الأصل، والتي كرّست كامل ثروتها لبناء أول جامعة في العالم، وهي “جامع القرويين”، بعد جامعة الزيتونة، وذلك سنة 859 ميلاديًا، وللإشادة بالدور الريادي للمرأة التونسية عبر التاريخ من جهة، وستكون لها مساهمة فعالة في البحث العلمي، وستحثّ على مزيد العطاء، والبحث، وترسيخ قيم المبادئ والفكر من جهة ثانية”.

 

ماذا قالت هند صبري عن تتويجها؟

 

خلال تتويجها

 

تفاعلت الفنانة هند صبري مع تتويجها بهذه الجائزة، في دورتها الثالثة، فدوّنت على صفحتها الرسمية، على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “فخر كبير، أن أحصل على جائزة فاطمة الفهرية، لتمكين المرأة من التكوين، في المتحف الوطني بباردو بالعاصمة التونسية، ومن يدي أستاذتي، السيدة نزيهة العبيدي وزيرة المرأة والطفولة والأسرة، وكذلك برنامج( MED 21)، والجامعة المركزية بتونس”.

 

ماذا قالت عن التتويج؟

 

وأضافت هند صبري: “.. وزادني فخرًا أن أكون ضمن قائمة من الفائزين، تضم أول وزيرة عدل في تاريخ فرنسا السيدة إليزابت چيچو، والمناضلة المغربية نجوى شنا، والسيدة آمال جلولي بن بشر، والمرحوم المناضل الأكبر الحبيب بورقيبة الذي ناضل أيضًا من أجل تمكين نساء تونس”.

 

قائمة المتوّجين

 

تضمّنت قائمة المتوّجين بجائزة فاطمة الفهريّة في نسختها الثالثة، والتي نشرت بالصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لوزارة المرأة، في تونس، كلًّا من:

* المتوّجة عن الضفة الشمالية للمتوسط (فرنسا): السيدة إليزابيث جيجو، مسئولة رفيعة المستوى، وسياسية فرنسية، وعضو في الحزب الاشتراكي الفرنسي، ورئيسة مؤسسة آنا ليند (مؤسسة حكومية دولية تضمّ منظمات المجتمع المدني على ضفّتي البحر الأبيض المتوسط لبناء الثقة، وتعزيز التفاهم المتبادل).

تتويج الفنانة هند صبري

 

* المتوجّة عن الضفة الجنوبية للمتوسط (المغرب): السيدة عائشة الشنا، ناشطة اجتماعية مغربية، ومدافعة عن حقوق المرأة.

 

* المتوّجة من تونس: السيدة فاطمة جلولي بن بشر، متحصّلة على شهادة في علم الاجتماع من كلية الآداب، وكانت مستشارة بلدية لسنوات عديدة في بلدية تونس، مسؤولة عن العمل الثقافي، وهي عضو مؤسس في مهرجان المدينة، وكذلك الرئيس المؤسس لجمعية ” Echanges Culturels Méditerranée” “Ecume ” التي ركزت على ترويج الفنون، والثقافة التونسية في أنحاء المتوسط.

 

* المتوّجة من التونسيات من المجهر: السيدة هند صبري، فنانة، ومثقفة تونسية، شاركت في العديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية لاسيما مع برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة.

 

* آلت جائزة فاطمة الفهريّة للمكرّم بعد الوفاة إلى الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة، الذي كان يحمل فكرًا ثوريًا حداثيًا، واعتنت إصلاحاته الأكثر أهمية بالمرأة من خلال وضع قانون الأحوال الشخصية الصادر في 13 أغسطس 1956، الذي أعاد تنظيم الأسرة، ومنع تعدّد الزوجات، وأعطى حق المرأة في اختيار زوجها، وضمان المساواة بين الأب والأم، إلى جانب جعل الطلاق إجراءً قانونيًّا، لا يتمّ الاعتراف به إلا عن طريق القضاء.

 

من هي فاطمة الفهريّة القيروانية؟

 

يقول المؤرخ الهادي الجويني، عن فاطمة الفهريّة: “هي فاطمة بنت محمد الفهريّة القرشيّة، شخصية مسلمة رائدة من ذُرّيّة عقبة بن نافع الفهريّ القرشيّ، فاتح تونس، ومؤسس مدينة القيروان، وهي شخصية تاريخية خالدة في ذاكرة مدينة القيروان في تونس، ومدينة فاس في المغرب، والتاريخ التونسي، والمغربي، وتوفيت حوالي 265هـ /878 م”.

فاطمة الفهريّة

 

وأضاف الجويني في تصريح سابق لصحيفة الشروق التونسية: “نزحت فاطمة الفهريّة، وهي فتاة صغيرة مع العرب النازحين من مدينة القيروان، إلى أقصى المغرب، ونزلت مع أهل بيتها في عدوة القرويين، زمن حكم إدريس الثاني، حتى تزوجت وطاب لها المقام هناك. أصاب أهلها وزوجها الثراء ولم يمض زمن طويل حتى توفّي والدها، وزوجها، ثم مات أخوه، فورثت عنهما مالًا كثيرًا، شاركتها فيه أخت لها، هي مريم بنت محمد الفهري، التي كانت تكنّى بأمّ القاسم. كان والدها ضمن المهاجرين إلى فاس من القيروان، اسمه محمد بن عبدالله الفهري، كان ذا مال كثير، وثروة طائلة، ولم يكن له من الأولاد سوى بنتين هما: فاطمة ومريم، أحسن تربيتهما واعتنى بهما حتى كبرتا، فلما مات، ورثته ابنتاه، ورأتا ضيق المسجد بالمصلّين، فأحبّتا أن تخلّدا ذكر والديهما بخير ما درج عليه المسلمون باتخاذ المساجد سلّمًا للمجد”.

 

بناء جامعة القرويين

 

قامت فاطمة الفهريّة ببناء المسجد، ثم تحوّلت إلى مسجد القرويين، فأعادت بناءه في عهد دولة الأدارسة، وضاعفت مساحته بشراء الحقل المحيط به، وضمّت أرضه إلى المسجد، وبذلت مالًا  وفيرًا برغبة صادقة، حتى اكتمل بناؤه في صورة بهيّة، وأزهى صورة وأجمل حال وزخرف، وكان ذلك أول رمضان سنة 245 من الهجرة.

جامعة القرويين بفاس المغربية

 

صلّت فاطمة الفهريّة لربّها فضلًا وشكرًا على الانتهاء من بناء مسجد القرويين. وقال عنها العالم عبد الرحمان بن خلدون: “فكأنما نبّهت عزائم الملوك بعدها”، ولا زال جامع القرويين إلى جوار جامع الآندلس الذي بنته شقيقتها مريم يؤديان دورًا رائدًا في نشر الإسلام، والعلوم في المغرب ثم نحو أوروبا.

 

وأصبح جامع القرويين الشهير، أول معهد ديني، وأكبر كلية عربية في بلاد المغرب الأقصى. وبذلك تعتبر فاطمة بنت محمد الفهري القيرواني، مؤسسة أول جامعة في العالم، وهي جامعة القرويين، وماتت السيدة فاطمة الفهرية نحو  265 هجريًا، 878 ميلاديًا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد