السويد تنضم إلى حلف شمال الأطلسي بعد تأخير استمر 20 شهرًا ومكاسب لتركيا من التأخير

أقر البرلمان التركي بطلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو الأمر الذي أزال آخر عقبة رئيسية أمام توسيع التكتل الغربي.
وقد تأخرت هذه الخطوة لمدة 20 شهرًا مما تسبب في إحباط بعض حلفاء تركيا وحصول بعض التنازلات منهم.

شعار الناتو ببروكسل

وفي مايو 2022 اعترض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على طلبي السويد وفنلندا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وبعد حرب أوكرانيا قدمت السويد وفنلندا عروضهم للانضمام إلى التكتل.

وفي أبريل 2023 وافقت تركيا على طلب فنلندا للانضمام إلى الحلف ولكنها قررت تعليق طلب السويد، بجانب المجر التي هي أيضًا عضو في حلف شمال الأطلسي.
ورغم أن المجر لم تقدم أي مطالب محددة للسويد إلا أن تركيا طالبت السويد باتخاذ خطوات إضافية للتصدي لما تعتبره (إرهابيين).

وقد تم اتخاذ عدة إجراءات من قبل ستوكهولم وهلسنكي وواشنطن ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي لتهدئة مخاوف تركيا وتعزيز العلاقات.
ويعتبر هذا تحقيقًا لانتصارات سياسية حققها أردوغان على الرغم من وجود توتر في العلاقات مع الغرب.
ويري المحللون السياسيون بأن هذه الإجراءات تعزز الثقة بين تركيا وحلفائها الغربيين وتعزز الاستقرار في المنطقة.

 

حلف الناتو كان يكثف مساعيه لتسريع انضمام السويد إلى حلف الناتو
حلف الناتو كان يكثف مساعيه لتسريع انضمام السويد إلى حلف الناتو

 

وخلال اجتماع الحلف في مدريد عام 2022 فقد تم التوصل إلى اتفاق بين تركيا والسويد وفنلندا.
وبموجب هذا الاتفاق فقد وافقت السويد وفنلندا على رفع حظر توريد الأسلحة إلى تركيا واتخاذ إجراءات ضد أعضاء حزب العمال الكردستاني المحظور وحركة غولن الانفصالية، ويتهم الأتراك حركة غولن بالمسؤولية عن محاولة الانقلاب التي وقعت في عام 2016.

وفي عام 2022 فقد قامت ستوكهولم برفع حظر تصدير المعدات العسكرية إلى تركيا، ولم يتم الكشف عن تفاصيل الشركات أو المنتجات المعنية.

وفي يونيو 2023 فقد قدمت السويد مشروع قانون جديد لمكافحة الإرهاب يجرم الانضمام إلى أي منظمة إرهابية، وأكدت أنها قامت بتنفيذ الجزء المتعلق بها في الاتفاق.

وفي وقت لاحق من العام الماضي فقد قررت المحكمة العليا السويدية عدم تسليم اثنين من الأتراك المزعومين أنهما من أنصار غولن، كما أيدت محكمة الاستئناف إدانة رجل بتهمة محاولة تمويل حزب العمال الكردستاني، وتصنفه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

وفي استجابةً للانتقادات التي وجهتها تركيا وبعض الدول ذات الأغلبية المسلمة لستوكهولم فقد أعلن وزير العدل السويدي جونار سترومر، بأن بلاده تدرس إمكانية تغيير القانون لمنع حرق النسخ من المصحف في الأماكن العامة.

 

أمين عام الناتو ورئيس وزراء السويد
أمين عام الناتو ورئيس وزراء السويد

 

وبدورها وافقت فنلندا في عام 2022 على النظر في منح تصاريح لتصدير الأسلحة إلى تركيا على أساس حالة كل حالة.
وبعد انتظار استمر لمدة تقريبًا عام فقد أعلنت أنقرة أنها وافقت على انضمام هلسنكي إلى الحلف.

ويذكر أن أحد المسائل التي كانت تشكل عقبة في المحادثات حول طلب تركيا لشراء طائرات مقاتلة من طراز إف 16 وتحديث طائراتها القديمة بتكلفة 20 مليار دولار كانت تحظى بموافقة واشنطن.

وبعد يوم واحد من منح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الموافقة للسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في يوليو الماضي فقد أعلن البيت الأبيض أنه سوف يرفع الحظر عن نقل طائرات إف 16 إلى تركيا بعد التشاور مع الكونجرس.

 

انتصارات عسكرية وسياسية لتركيا قبل قبولها انضمام السويد للناتو
انتصارات عسكرية وسياسية لتركيا قبل قبولها انضمام السويد للناتو

 

وقد أرسل أردوغان طلب انضمام السويد إلى الحلف إلى البرلمان التركي في أكتوبر الماضي، ولكنه أعلن بشكل علني أن الموافقة على الطلب ستتوقف على تلبية طلبها لشراء طائرات إف 16 في النهاية.

وقد قدمت تركيا طلب شراء طائرات إف 16 في عام 2021، ولكنها واجهت اعتراضات من الكونجرس بسبب توسعها البطيء في الحلف العسكري وسجلها في مجال حقوق الإنسان، ومنذ ذلك الحين فقد أشارت تركيا إلى إمكانية شراء طائرات يوروفايتر بدلاً من ذلك.

ومن المتوقع أن يوقع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قرار البرلمان الذي يقر بانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي في غضون أيام قليلة، وبعد ذلك ستقوم تركيا بتسليم وثيقة التصديق النهائية إلى الولايات المتحدة وفقًا لقواعد الحلف.

وعلى الرغم من أن تركيا كانت تشكل العقبة الرئيسية إلا أن المجر لم تصدق بعد على طلب السويد أيضًا.
وقد أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أنه دعا رئيس وزراء السويد لزيارة بودابست للتفاوض حول عضوية السويد في الحلف.

وقد تعهدت المجر بألا تكون آخر دولة تصدق على الطلب، لكن البرلمان المجري سيكون في عطلة حتى منتصف فبراير تقريبًا مما يعني أن التأكيد الرسمي قد يتأخر قليلاً.

وفي يوليو من العام الماضي فقد أعلن أردوغان في مؤتمر لحلف شمال الأطلسي بأن السويد سوف تحصل في النهاية على الموافقة للانضمام إلى الحلف العسكري.
وبعد ذلك وافقت كندا الدولة العضو في الحلف على استئناف المحادثات مع تركيا بشأن رفع القيود المفروضة على تصدير بعض أجزاء الطائرات المسيرة والمعدات البصرية، كما رفعت هولندا القيود المفروضة على شحنات الأسلحة المتجهة إلى تركيا.

 

أردوغان وينس ستولتنبرغ ورئيس وزراء السويد
أردوغان وينس ستولتنبرغ ورئيس وزراء السويد

 

وبعد اجتماع الرئيسين التركي والسويدي في يوليو الماضي فقد أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عن تعيين منسق خاص لمكافحة الإرهاب في الحلف، وفي أكتوبر فقد تم تعيين مساعد الأمين العام توماس جوفوس في هذا المنصب.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد