السويد تقترب من الإنضمام إلى حلف الناتو وتثير غضب روسيا

توصلت السويد إلى خطوة مهمة في طريقها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وذلك بعدما وافقت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي على طلب الانضمام المقدم من ستوكهولم.
وتعد هذه الموافقة الشرط الأولي لمناقشة الأمر وإجراء التصويت النهائي في البرلمان التركي خلال الأيام المقبلة.
وبهذه الخطوة فمن المتوقع أن تنتهي شهورًا من الخلافات والمفاوضات بين الطرفين.

حلف الناتو يكثف مساعيه لتسريع انضمام السويد إلى حلف الناتو

وتأتي موافقة اللجنة البرلمانية التركية بعد أكثر من عاما من المحادثات والمفاوضات بين السويد وتركيا، إذ أبدت السويد رغبتها في الانضمام إلى الناتو على خلفية الأزمة العسكرية في أوكرانيا التي نفذتها روسيا.
وكانت تركيا تُعتبر عقبة أمام هذه الخطوة إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وافق في نهاية أكتوبر الماضي على تقديم طلب السويد للتصويت في البرلمان التركي.

 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

 

ومن المتوقع أن يثير انضمام السويد للناتو غضب روسيا التي انتقدت بشدة توسيع نطاق الحلف.
وقد أشار مراقبون إلى أن رد روسيا قد يكون تعزيزًا لنشر المزيد من الأسلحة النووية التكتيكية.
وقد قدمت فنلندا والسويد طلبات مشابهة للانضمام إلى الناتو وذلك بعد الهجوم الروسي، لكن تركيا وافقت على طلب فنلندا قبل الانتخابات الرئاسية التركية وأجلت النظر في الطلب السويدي بسبب الخلافات التي دامت طويلاً حول دعم السويد للجماعات الكردية والقيود المفروضة على صادرات الأسلحة.

وفي يوليو الماضي فقد قرر أردوغان التخلي عن معارضته لطلب السويد بعد تلقي تأكيدات من الولايات المتحدة بالسماح لتركيا بشراء 40 طائرة مقاتلة من طراز إف 16 ومعدات تحديث.
كما تلقت أنقرة تأكيدات من السويد بالمساعدة في تعزيز مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي الأسبوع الماضي فقد قررت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي إجراء التصويت بعد مكالمة هاتفية بين أردوغان وبايدن.
من المتوقع أن يتم التصويت على طلب انضمام السويد إلى البرلمان التركي بأكمله بمجرد أن يُدرجه رئيس المجلس نعمان كورتولموش في جدول أعمال المناقشات، وحتى الآن لم يحدث ذلك.

 

أردوغان وينس ستولتنبرغ ورئيس وزراء السويد
أردوغان وينس ستولتنبرغ ورئيس وزراء السويد


ويأتي هذا في أعقاب تصريحات أردوغان في الأسبوع الماضي حيث أعلن أن تركيا تسعى لتوسيع حلف الناتو وقدمت طلبًا لشراء 40 طائرة مقاتلة من طراز إف 16 وحوالي 50 مجموعة تحديث من الولايات المتحدة، وقد نفى أردوغان في السابق وجود أي صلة بين القضيتين.

ووفقًا لموقع (المونيتور الأمريكي) فقد قامت أنقرة بالسعي لإنفاق 20 مليار دولار لتحديث طائراتها العسكرية.
وعلى الرغم من أن إدارة بايدن أيدت البيع علنًا في وقت سابق هذا العام إلا أن وزارة الخارجية لم تقدم بعد إشعارًا رسميًا إلى الكونجرس ليتمكن من مراجعته.
ويذكر أنه لا يتطلب بيع طائرات إف 16 موافقة الكونجرس ولكن للمشرعين الأمريكيين الحق في استخدام حق النقض ضد البيع في غضون 30 يومًا بعد إخطار وزارة الخارجية بالمراجعة.
وقد هدد بعض أعضاء الكونجرس الكبار بوقف الصفقة ما لم تقم تركيا بإجراء إصلاحات رئيسية في السياسة الخارجية بما في ذلك الابتعاد عن روسيا وتحسين العلاقات المتوترة مع اليونان.

 

أمين عام الناتو ورئيس وزراء السويد
أمين عام الناتو ورئيس وزراء السويد

 

ولقد قامت السويد بتعديل دستورها وتعزيز قوانينها لمكافحة الإرهاب في 22 نوفمبر الماضي في محاولة لإقناع أنقرة بتجاوز اعتراضاتها.
ويعتقد كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية أوليغ إغناشوف بأن الكرملين سوف ينظر إلى اقتراب انضمام السويد إلى الناتو بشكل سلبي ولكنه يشير إلى أن روسيا لا تستطيع منع حدوث ذلك بأي شكل من الأشكال، وعليها أن تتعايش مع هذا الواقع.

وقد أوضح إغناشوف بأن موسكو ليست لديها الموارد اللازمة حاليًا لتعزيز وجودها العسكري حيث أن مواجهة روسيا لتحركات توسيع حلف الناتو واقتراب انضمام السويد إليه يعتبر أمرًا صعبًا نظرًا لعدم توفر الموارد الكافية لموسكو في الوقت الحالي.
وعلى الرغم من أن روسيا قد أعلنت عن إعادة إنشاء المناطق العسكرية ونشر قوات جديدة ردًا على انضمام فنلندا إلى الناتو إلا أن ذلك لم يحدث بعد.

ومع ذلك يشير العديد من الخبراء إلى أن القوات الروسية سوف تظل في أوكرانيا في حال استمرار الحرب هناك.
وقد أوضح إغناشوف بأن روسيا قد تصدر تصريحات حول استعدادها لتعزيز التسلح في منطقة البلطيق، ولكن النتائج الفعلية على الأرض قد لا تحدث في المستقبل القريب.

وسابقًا فقد أعرب الكرملين عن قلقه إزاء انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي وأشار إلى أنه سيكون له تداعيات سلبية على أمن روسيا معلنًا أنه سيتخذ إجراءات ردًا على ذلك.
وقد أشار كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية إلى أن الجانب الروسي يمكن أن يحاول تغيير التوازن في كالينينغراد، ويمكن أن تكون واحدة من الإجراءات المحتملة هناك وهو نشر أسلحة نووية تكتيكية.

ومع ذلك يشير إغناشوف إلى أن هذه الخطوة القوية قد يتم تأجيلها من قبل القيادة الروسية لأزمة أخرى، حيث أنها رد فعل على شيء كان متوقعًا مسبقًا، وهو انضمام السويد إلى الناتو، ويعتبر أنها غير ضرورية ومفرطة.

ويشير إغناشوف بأن العلاقات بين روسيا والغرب قد لا تتدهور بشكل كبير بسبب انضمام السويد إلى الناتو.
وأشار إلى أن بوتين أكد مؤخرًا أن روسيا ليست لديها خطط للدخول في حرب مع الناتو وتسعى لتجنبها. وبدلاً من ذلك يعبر عن اهتمامه بأوكرانيا وربما بدول أخرى في ما بعد الاتحاد السوفيتي لعدم أن تصبح جزءًا من النظام الأمني الغربي.

وفي النهاية يعتقد إغناشوف أن انضمام السويد إلى الناتو لن يؤثر على أهداف الكرملين حتى الآن.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد