الرسائل المهمة في كلمة الرئيس السيسي اليوم في إفتتاح قمة القاهرة للسلام

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم كلمة أمام قادة الدول المشاركة في قمة القاهرة للسلام، والتي عقدت في العاصمة الإدارية الجديدة. وكانت الكلمة مؤثرة ومليئة بالرسائل المهمة، حيث تناولت القضية الفلسطينية من جوانب عديدة، وأكدت على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل لوقف الصراع وإحلال السلام في المنطقة.

افتتاح قمة القاهرة للسلام

مصدر الصورة: اسكرين شوت من فيديو اليويتيوب للتليفزيون المصري

الرسائل المهمة في كلمة الرئيس السيسي اليوم

تضمنت كلمة الرئيس السيسي العديد من الرسائل المهمة، والتي يمكن تلخيصها في الآتي:

  • رفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني: أكد الرئيس السيسي أن تهجير سكان غزة إلى أراضي سيناء هو تصفية للقضية الفلسطينية، وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
  • ضرورة التوصل إلى حل الدولتين: أكد الرئيس السيسي على ضرورة التوصل إلى حل الدولتين، ودعا إسرائيل إلى وقف الاستيطان والعدوان على الفلسطينيين.
  • ضرورة تضافر الجهود الدولية: أكد الرئيس السيسي على ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل حل القضية الفلسطينية، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذا الملف.

نص كلمة الرئيس السيسي كاملة في إفتتاح قمة القاهرة للسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب الجلالة والسمو والفخامة، ملوك وأمراء ورؤساء الدول والحكومات، أصحاب المعالي السادة رؤساء الوفود، الحضور الكريم.

نلتقى اليوم بالقاهرة في أوقات صعبة تمتحن إنسانيتنا قبل مصالحنا، تختبر عمق إيماننا بقيمة الإنسان وحقه في الحياة، وتضع المبادئ التي ندعي أننا تعتنقها في موضع التساؤل والفحص.

وأقول لكم بصراحة إن شعوب العالم كله، وليس فقط شعوب المنطقة، تترقب عن كثب مواقفنا في هذه اللحظة التاريخية.

في ضوء التصعيد العسكري الحالي منذ السابع من أكتوبر الجاري في إسرائيل والأرض الفلسطينية، إن مصرتدين بوضوح كامل استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين.

وفي الوقت ذاته، تعبر مصر عن دهشتها الشديدة من أن يقف العالم متفرجا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة، يفرض عليهم عقاب جماعي، من خلال حصار وتجويع وضغوط عنيفة للتهجير القسري، في ممارسات نبذها العالم المتحضر الذي أبرم الاتفاقيات وأسس القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني تجريمها ومنع تكرارها.

مما يدفعنا للتأكيد على دعوتنا في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء.

ودعوني اتسائل بصراحة، أين قيم الحضارة الإنسانية التي شيدناها على امتداد الألفيات والقرون؟ أين المساواة بين روح البشر دون تمييز أو تفرقة أو معايير مزدوجة؟

إن مصر منذ اللحظة الاولى، انخرطت في جهود مضنية اناء الليل واطراف النهار لتنسيق وارسال المساعدات الإنسانية الى المحاصرين في غزة.

لم تغلق مصر معبر رفح البري في أي لحظة، ولكن القصف الإسرائيلي المتكرر لجانبه الفلسطيني حال دون عمله.

وفي هذه الظروف الميدانية القاسية، اتفقت مع الرئيس الأمريكي على تشغيل المعبر بشكل مستدام بإشراف وتنسيق كامل مع الأمم المتحدة، ووكالة الأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

ويتم توزيع المساعدات بإشراف كامل من الأمم المتحدة على السكان في قطاع غزة.

السادة الحضور إن العالم لا يجب أن يقبل استخدام الضغط الإنساني للإجبار على التهجير، وقد أكدت مصر وتجدد التشديد على الرفض التام للتهجير القسري للفلسطينيين،. ونزوحهم الى الاراضي المصرية في سيناء، لأن ذلك ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية، وإنهاء حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، وإهدار لكفاح الشعب الفلسطيني  والشعوب العربية والإسلامية، بل وجميع الأحرار في العالم على مدار 75 عاما في عمر القضية الفلسطينية. 

ويخطئ في فهم طبيعة الشعب الفلسطيني من يظن أن هذا الشعب الأبي الصامد راغب في مغادرة أرضه حتى لو كانت هذه الأرض تحت الاحتلال أو القذف، كما أؤكد للعالم بوضوح ولسان مبين وبتعبير صادق، عن إرادة وعزم جميع أبناء الشعب المصري فردا فردا، أن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث، وفي كل الأحوال لن يحدث أبدا على حساب مصر.

سأكرر أؤكد للعالم بوضوح ولسان مبين وبتعبير صادق عن إرادة جميع أبناء الشعب المصري فردا فردا إن تصفية القضية الفلسطينية نون حل عادل لن يحدث، وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبداً.

الحضور الكريم هل كتب على هذه المنطقة بأن تعيش في هذا الصراع للأبد؟ ألم يحن الوقت للتعامل مع جذور مشكلة الشرق الأوسط؟ لم يأتِ الحين لنبذ الأوهام السياسية بأن الوضع القائم قابل للاستمرار، وضع الإجراءات الأحادية والاستيطان وتدنيس المقدسات وخلع الفلسطينيين من بيوتهم وقراهم ومن القدس الشريف.

إن مصر دفعت ثمنا هائلا من أجل السلام في هذه المنطقة، بادرت عندما كان صوت الحرب هو الأعلى وحافظت عليه وحدها عندما كان صوت المزايدات الجوفاء هو الأوحد، وبقيت شامخة شابة الرأس تقود منطقتها نحو التعايش السلمي القائم على العدل، واليوم تقول لكم مصر بكلمات ناصحة أمينة، إن حل القضية الفلسطينية ليست تهجير وليس إزاحة شعبًا بأكمله إلى مناطق أخرى، بل إن حلها الوحيد هو العدل، وحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في تقرير المصير والعيش بكرامة وأمان في دولة مستقلة على أرضهم مثلهم مثل باقي شعوب العر.

السادة الحضور نحن أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع، بما يهدد استقرار المنطقة ويهدد السلم والأمن الدوليين.

ولذلك فقد وجهت لكم الدعوة اليوم لنناقش معًا ونعمل على التواصل إلى توافق محدب على خريطة طريق تستهدف إنهاء المأساه الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام من خلال عدة محاور.

تبدأ ضمان التدفق الكامل والآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، وتنتقل فورًا إلى التفاوض حول التهدئة  ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل في مفاوضات إحياء عملية السلام وصولًا لإعمال دولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التي تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل على أساس مقررات الشرعية الدولية، مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، لتقوم بمهامها بشكل كامل في الأراضي الفلسطينية.

الحضور الكريم دعونا يوجه رسالة لشعوب العالم، بأن قادته يدركون عبء المسؤولية، ويرون بعيونهم فداحة الكارثة الإنسانية، ويتألمون من أعماق قلوبهم لكل طفل بريء يموت بسبب صراع لا يفهمه، يأتيه الموت بقذيفه أو قذف، أو يأتي بطيئاً بسبب جرح لا يجد دواؤه، أو بسبب جوع لا يجد زاده، دعونا نوجه رسالة أمل لشعوب العالم بأن غدًا سيكون أفضل من اليوم، شكرًا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أهمية قمة القاهرة للسلام

تأتي قمة القاهرة للسلام في وقت بالغ الأهمية، حيث تشهد القضية الفلسطينية حالة من الجمود منذ عدة سنوات. وقد حظيت القمة باهتمام كبير من قبل المجتمع الدولي، حيث شارك فيها العديد من القادة والمسؤولين من مختلف الدول.

تمثل كلمة الرئيس السيسي اليوم في قمة القاهرة للسلام خطوة مهمة في طريق حل القضية الفلسطينية. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المصرية المستمرة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد