الرئيس الفرنسي “لايستبعد” إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا لهزيمة روسيا

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا أنه لا ينبغي استبعاد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا في المستقبل، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لا يوجد “إجماع” حاليًا على هذه الخطوة.
وقد أكد ماكرون أهمية هزيمة روسيا لضمان أمن الأوروبيين، وشدد على أنه يجب بذل كل ما هو ضروري لمنع روسيا من تحقيق النصر في الحرب الحالية.
وقد أعلن الرئيس الفرنسي بأن الدول الأوروبية سوف تشدد العقوبات على أي بلد يقدم دعمًا لروسيا في تجاوز العقوبات الغربية المفروضة عليها، وأشار إلى وجود إجماع بين الدول الأوروبية على ضرورة الاستعداد لمواجهة هجوم روسي محتمل في المستقبل، وأنه من الضروري بذل المزيد من الجهود لدعم أوكرانيا ماليًا وعسكريًا.

الرئيس الفرنسي لايستبعد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا لهزيمة روسيا

رئيس فرنسا

 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون


بالإضافة إلى ذلك فقد أعلن ماكرون أن حلفاء أوكرانيا سوف يشكلون تحالفًا لتسليم صواريخ متوسطة وطويلة المدى لتعزيز قدرات الدفاع الأوكرانية.
وعلى الرغم من تعرض أوكرانيا لبعض الانتكاسات في المعارك الشرقية بعد نجاحها الأولي في صد الجيش الروسي فإن قادة الجيش أعربوا عن قلقهم إزاء نقص الأسلحة والجنود.
وقد اجتمع نحو 20 زعيمًا أوروبيًا في باريس لإيصال رسالة موحدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تؤكد استمرار الدعم لأوكرانيا ورفض رواية الكرملين بشأن انتصار روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وقد أشار مستشار رئاسي فرنسي إلى أن الهدف من هذه الرسالة الواضحة هو تحطيم فكرة أن روسيا سوف تنتصر في أوكرانيا وتؤكد أن التحالف الأوروبي لن يسمح بذلك.
وقد ألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطاباً عبر الفيديو خلال المؤتمر، وكان من بين الحضور المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس البولندي أندريه دودا، كما شارك أيضاً وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، وقد تمثلت الولايات المتحدة وكندا في المؤتمر أيضًا.

 

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي


ويذكر أنه قد أقر مسؤولون غربيون بأن روسيا قد تتفوق عسكرياً في النزاع مع أوكرانيا في عام 2024، نظرًا لنفاد الأسلحة والذخيرة لدى الجانب الأوكراني، وتأتي إعلانات الانسحاب من مناطق محتلة في شرق أوكرانيا مثل استوشكين، كمؤشر على هذا التفوق العسكري الروسي.
وقد أفاد وزير الدفاع الأوكراني بأن نصف المساعدات العسكرية الغربية المعتزم تقديمها لأوكرانيا قد تأخرت في التسليم، وأشار إلى أن التعهدات الواردة لا تكفي بل يجب على الدول الغربية تحويلها إلى واقع.
وقد أكد زيلينسكي في تصريحاته أن الخسائر البشرية في صفوف القوات الأوكرانية بلغت 31 ألف جندي قتيل في الحرب مع روسيا.
وتسعى الدول الغربية إلى إظهار رسالة تؤكد عدم سماحها لبوتين بالهيمنة على أوكرانيا، ومع ذلك تشكو من الشكوك المتزايدة حول جدوى الدعم الأميركي الطويل الأمد لأوكرانيا، وذلك في ظل تأخر موافقة الكونجرس على حزمة مساعدات جديدة وتطلع دونالد ترامب للعودة إلى الرئاسة.
وقد أشار زيلينسكي إلى أن الدعم الغربي يعتبر حاسمًا لانتصار بلاده، وأن السلطات الأميركية تعلم أنها بحاجة إلى قرار في غضون شهر، في إشارة إلى حزمة الدعم العسكري المعلقة في الكونجرس.
ومن جهتها فقد أشارت الدبلوماسية الأميركية السابقة ديبرا كاغان إلى أن تزويد أوكرانيا بأسلحة متقدمة قد يؤدي إلى تصعيد النزاع وزيادة الخسائر البشرية، وهو ما يثير تردد الدول الغربية في تقديم الدعم العسكري الكامل.
لكن المستشار أولاف شولس دافع عن موقف بلاده تزويد أوكرانيا بصواريخ “تورس” التي تخشى ألمانيا أن تستخدم لاستهداف مواقع في العمق الروسي، وقال خلال مؤتمر صحافي نظمته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) “هذا سلاح بعيد المدى للغاية، وما يفعله البريطانيون والفرنسيون من استهداف ودعم الاستهداف لا يمكن القيام به في ألمانيا”.

 

المستشار أولاف شولس
المستشار أولاف شولس


وعلى صعيد الدبلوماسية فقد تواصلت المحادثات بين الدول الكبرى وروسيا في محاولة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الأوكرانية، وتم تنظيم اجتماعات عديدة في إطار مجموعة الدول السبع ومجموعة العشرين ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وفي سياق متّصل فقد رحّب حلفاء أوكرانيا بتصويت البرلمان المجري يوم الاثنين على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقد هنأ ماكرون السويد في حين وصف شولتس هذه الخطوة بأنها “انتصار لنا جميعا” وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنه “يوم تاريخي” للتحالف العسكري.

وقد اعتبر الكرملين أن إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا “لن يكون في مصلحة” الغرب بينما حذر مسؤول روسي رفيع من أن إرسال قوات “الناتو” إلى أوكرانيا قد يفسر كإعلان حرب، وقال الناطق باسم الكرملين يوم الثلاثاء بأن إرسال قوات إلى أوكرانيا “لن يكون في مصلحة” الغرب، وذلك رداً على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقد صرّح دميتري بيسكوف لصحافيين “هذا ليس في مصلحة هذه الدول بتاتا، يجب أن تدرك ذلك” معتبراً أن مجرّد إثارة هذا الاحتمال يشكّل “عنصراً جديداً مهماً جداً” في الصراع.
ومن جهته فقد قال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف، بأن الإرسال المحتمل للقوات البرية من قبل دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” إلى أوكرانيا قد يفسر بأنه مشاركة مباشرة للحلف في الأعمال العدائية بل وأيضاً هو إعلان للحرب، وعلّق كوساتشوف على تصريح ماكرون قائلاً: “هذا الطرح يتجاوز مشاركة حلف الناتو في الحرب (لأن ذلك يحدث منذ فترة طويلة) ولكن يمكن تفسيره على أن الحلف متورّط في الأعمال العدائية بشكل مباشر أو حتى أنه إعلان للحرب”.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد