الاتحاد الأوروبي يطلق مهمة بحرية لمنع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

في خطوة تهدف إلى حماية سفن الشحن وضمان سلامة الممرات البحرية الحيوية، أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه إطلاق مهمة بحرية في البحر الأحمر خلال الأسابيع القليلة المقبلة، تأتي هذه الخطوة استجابة للتهديدات المتزايدة التي تشكلها هجمات الحوثيين في اليمن، الذين يستهدفون سفن الشحن والنقل البحري بصواريخ وطائرات مسيرة.

منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أكد أن هذه المهمة البحرية ستكون جزءًا من جهود الدفاع عن السفن العابرة في المياه الإقليمية، حيث من المعروف أن البحر الأحمر يعد ممرًا بحريًا استراتيجيًا يربط بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، وقد أكد بوريل أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد بادرت بالتعاون، حيث عبرت سبع دول عن استعدادها للمشاركة بسفن وطائرات في هذه المهمة البحرية.

من بين هذه الدول، أعلنت بلجيكا بالفعل عزمها على إرسال فرقاطة للمساهمة في جهود حماية السفن، في حين من المتوقع أن تقدم ألمانيا دعمًا مماثلًا قريبًا، ويأتي هذا الإعلان في سياق متصاعد للتوترات في المنطقة، حيث استهدف الحوثيون بشكل متكرر سفنًا تجارية في البحر الأحمر، وذلك كجزء من رد فعلهم على التطورات الإقليمية والهجمات الإسرائيلية في غزة.

وعلى الرغم من أن بعض هذه الهجمات كانت بسبب الأحداث في غزة، إلا أن الكثير من السفن التي تم استهدافها لم تكن لها صلة مباشرة بالصراع الإسرائيلي، مما يظهر أن الهجمات تهدد الشحن العالمي بشكل عام وتضع عبءًا إضافيًا على حركة التجارة البحرية في هذا الممر البحري الحيوي.

ومن المتوقع أن تناقش وزارات خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هذه المهمة في اجتماع مقرر في 19 فبراير، حيث يُتوقع أن يتم الموافقة على إطلاق هذه المهمة البحرية الحيوية لحماية حركة الشحن العالمية وتأمين الممرات البحرية الاستراتيجية في المنطقة.

وفي سياق متصل، قامت القوات الأميركية والبريطانية بقصف عدة أهداف في ثمانية مواقع يستخدمها الحوثيون، وكانت هذه المرة الثانية التي ينفذ فيها الحلفاء ضربات انتقامية منسقة ضد قدرات الحوثيين الصاروخية، ومع ذلك، أكد منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن مهمة الاتحاد الأوروبي الملقبة بأسبيدس، والتي تعني “الدرع”، لن تشارك في أي ضربات عسكرية، بل ستركز فقط على العمل في المجال البحري لحماية السفن من هجمات الحوثيين.

ومن جهة أخرى وفيما يتعلق بتأثير هجمات الحوثيين على حركة الشحن البحري، أشار رئيس شركة هاباغ لويد الألمانية، رولف هابن يانسن، إلى استمرار التهديدات وعدم انتهاء الهجمات قريبًا، مما يجبر شركات الشحن على تجنب طرق الشحن التي تعبر قناة السويس، وأضاف أن الوصول إلى اتفاق سياسي وإطلاق مهمة لحماية سفن الشحن قد يسهم في حل المشكلة في غضون فترة زمنية تتراوح بين ستة أشهر.

 

ويشن الحوثيون في اليمن هجمات منذ نوفمبر على سفن في البحر الأحمر، وهو طريق يمر به نحو 15 بالمئة من حركة الشحن العالمي، بهدف زيادة الضغط على إسرائيل لوقف حربها في غزة. وبسبب هذه الهجمات، انضمت شركة هاباغ لويد وشركات أخرى إلى قائمة الشركات التي تفضل تجنب ممر السويس، مما يؤثر سلبًا على حركة التجارة ويسبب تأخيرًا في وصول الشحنات.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد