إغلاق برج إيفل يكبد باريس خسائر بأكثر من مليون يورو عشية الأولمبياد

في تطور غير مسبوق شهدته العاصمة الفرنسية باريس، تسبب إضراب موظفي برج إيفل في إغلاق هذا المعلم السياحي البارز لمدة ستة أيام متتالية، مخلفًا وراءه خسائر مالية فادحة تجاوزت المليون يورو،  الإضراب الذي نفذه العاملون بدافع الاحتجاج على ما وصفوه بـ “سوء الإدارة المالية” من قبل مجلس مدينة باريس، قد جاء كرد فعل على قرار الأخير بمضاعفة الرسوم السنوية المفروضة على البرج بثلاثة أضعاف.

 إغلاق برج إيفل يكبد باريس خسائر بأكثر من مليون يورو عشية الأولمبياد

القرار الذي أثار جدلاً واسعًا، رفع رسوم برج إيفل السنوية إلى 50 مليون يورو، في خطوة تسبق بأشهر قليلة انطلاق فعاليات دورة الألعاب الأولمبية المنتظرة، وقد أدت هذه الزيادة الكبيرة في الرسوم إلى توتر العلاقة بين النقابات العمالية وإدارة المدينة، مما أسفر عن تنظيم الإضراب الذي أغلق أبواب البرج أمام الزوار.

وبعد إغلاق دام لستة أيام بسبب إضراب شنه العاملون مطالبين بزيادة رواتبهم، أعادت السلطات الفرنسية فتح برج إيفل أمام الجمهور، الإضراب الذي أدى إلى تعطيل واحد من أبرز المعالم السياحية في العاصمة باريس، جاء كتعبير عن استياء العاملين من الشروط الحالية للأجور والمطالبة بتحسينات ملموسة في بيئة العمل.

وقد تأثرت السياحة في باريس بشكل ملحوظ جراء هذا الإغلاق، حيث تشير التقديرات إلى أن البرج، الذي يعتبر من أبرز المعالم السياحية عالميًا، قد فقد حوالي 100 ألف زائر خلال فترة الإضراب، وفي خطوة لمعالجة تداعيات هذا الوضع، أعلنت الشركة المشغلة لبرج إيفل عن عرض خيارات للزوار الذين كانت لديهم تذاكر مسبقة، تتضمن إمكانية اختيار موعد زيارة بديل أو استرداد قيمة التذاكر.

تعكس هذه الأحداث التحديات التي تواجهها مدينة باريس في إدارة مواردها السياحية الحيوية، خاصة في ضوء الاستعدادات لاستضافة الألعاب الأولمبية، وتبرز أهمية التوازن بين الحفاظ على المصالح المالية للمدينة وضمان استقرار ورضا العاملين الذين يعتبرون حجر الأساس في تشغيل هذه المعالم السياحية الرئيسية.

وفي ظل الجدل الدائر حول الإضراب الذي أدى إلى إغلاق برج إيفل، أعرب جان فرانسوا مارتينز، رئيس الشركة المشغلة للبرج، عن رأيه مفندًا الادعاءات التي أثارها الموظفون بخصوص الحاجة الماسة لترميم البرج، في حديثه لقناة “فرانس إنفو” التلفزيونية، أوضح مارتينز أن الإدارة كانت بالفعل قد أدركت ضرورة الترميمات لبرج إيفل قبل أكثر من خمس سنوات، مشيرًا إلى أن الشركة خصصت ميزانية ضخمة تقدر بـ380 مليون يورو للفترة ما بين 2017 و2030 لهذا الغرض.

وأكد مارتينز على جهود الشركة في تحسين وصيانة البرج، مشيرًا إلى إعادة بناء المصعد بالكامل والعمل على حملة طلاء مكثفة، بالإضافة إلى تحسين وسائل الوصول لمحدودي الحركة، وفي رده على اتهامات النقابات لمجلس المدينة بالجشع، رفض مارتينز هذه الادعاءات، مؤكدًا على التزام الشركة برعاية وصيانة هذا المعلم الثقافي الهام.

المشاهد التي توضح علامات التآكل والطلاء المتشقق والمتدهور تؤكد على ضرورة الإجراءات التي تم اتخاذها، في حين أن الإضراب المستمر لليوم السادس على التوالي يسلط الضوء على التحديات الإدارية والمالية التي تواجه البرج، يأتي هذا في وقت حرج، حيث تستعد باريس لاستضافة الألعاب الأولمبية، مما يجعل الحاجة إلى تسوية الخلافات وإعادة فتح أبواب البرج أمام الزوار أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على مكانة المدينة كوجهة سياحية عالمية رئيسية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد