في عالم مُمتلِئ بالعجائب والغموض، تنسج القدرة الخارقة خيوطها بين الحقائق والخيال لتخلق لنا قصصًا لا تصدق، ومن بينها يظهر لنا قصة رجلٌ غامض يُدعى “لويس روجرز” استطاع اختراق القيود الزمانية والمكانية والظهور في مدينتين متباعدتين بنفس اللحظة، فما السر وراء هذه الظاهرة الغامضة الاستثنائية؟ وهل تم اكتشاف سرها؟!
شهرة لويس روجرز
بدأت قصة لويس روجرز كوسيط روحاني، وذاعت شهرته مع سطوع أشعة الشمس في إحدى شوارع أستراليا عام 1935م لاسيما في مدينة ملبورن، عندما تقابلت امرأتان لتخبر إحداهما الأخرى عن رؤية شقيقتها لـ (لويس روجرز) بمدينة سيدني في وقتٍ ما، لتقاطعها الأخرى بإجابة صادمة تؤكد فيها وجوده بمنزلها في التوقيت ذاته وإقامة بعض الطقوس!
من هنا بدأت تنتشر الشائعات حول القدرة الخارقة التي يمتلكها لويس روجرز وقدرته على التواجد في مكانين بنفس التوقيت، ومع تعدد وقائع الظهور المزدوج له أكد الشهود على أن شخصية لويس روجرز الأولى تكون أكثر تفاعلًا مع الموجودين بالمكان، بينما يظهر في المكان الأخر بشكل شارد مشتت الانتباه.
تجارب مارتن سبنسر لكشف سر لويس روجرز
أثارت ظاهرة الظهور المزدوج لـ (لويس روجرز) فضول وغضب الدكتور مارتن سبنسر، كونه يعمل مديرًا لمعهد فيكتوريا للبحوث الروحية، واستطاع طوال فترة عمله تنمية قدرات تمكنه من اكتشاف الخدع والزيف، لذلك قرر إجراء بعض التجارب والدراسات العلمية على حالته لاكتشاف السر، وجاءت التجارب كما ذكرها الكاتب (مؤمن أحمد فاروق) في كتابه “علم ما وراء النفس” كالتالي:
- في التجربة الأولى طلب دكتور مارتن من لويس روجرز عدم مغادرة مدينة “ملبورن” لثلاث أسابيع، ووضعه تحت المراقبة، وبعد مرور ثلاث ليالي أخبر أحد الباحثين مارتن سبنسر بوجود لويس روجرز بإحدى الفنادق بمدينة سيدني وقد أخبره بأنه جاء من “ملبورن” للتو.
لم يشعر مارتن سبنسر باندهاش من ذلك، وأخبر لويس روجرز بأن وجود شخصين متشابهين يمكن أن ينفذوا تلك الخدعة، واتفقا على تطبيق تجربة أخرى أكثر صعوبة وكانت كالتالي:
- قرر الدكتور مارتن سبنسر حجز لويس روجرز في غرفته الخاصة بمدينة “ملبورن”، واتفق معه على إخباره بكلمة السر (ليلاك) إذا استطاع التواجد في مدينة أخرى، وبالفعل لم يمر ساعتين وجد مارتن سبنسر هاتفه يدق ليخبره بوصول مكالمة له من مدينة “سيدني” من شخص يُدعى “لويس روجرز”، ليسمع بعد لحظات صوته يخبره “كلمة السر هي ليلاك” بالرغْم من وجوده أمامه!
بالرغم من تلك البحوث والتجارب فإن السر والغموض الذي يحيط بتلك الظاهرة استمر في البقاء مخفيًا عن الجميع، وأقر الدكتور مارتن سبنسر في النهاية بأن قصة لويس روجرز غريبة ليس لها تفسير علمي، وتوفي الرجل الغامض في عام 1942م خلال تأدية خدمته العسكرية بالقوات الأسترالية، لتنقطع مع رحيله خيوط اللغز الذي لم يستطع أحدٌ حلّه.
