بندقية “بونت” الأمريكية… أكبر سلاح صيد فتاك للطيور هدد البيئة

خلال الفترة الأولى من القرن التاسع عشر، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية طفرة كبيرة في صيد الطيور المائية وخاصة البط البري، والسبب في ذلك يرجع إلى ارتفاع الطلب الكبير على لحوم تلك الطيور وكذالك الريش الخاصة بها والذي كان يستخدم في صناعة القبعات النسائية والتي كانت مشهورة جدا آنذاك.

ومع زيادة الطلب المفرط والكبير على صيد البط ومختلف أنواع الطيور البرية، ظهرت الحاجة إلى اختراع وسيلة فعالة يستطيع من خلالها الصياد صيد البط بكميات كبيرة ودفعة واحدة أمرا سهلا، فكان هذا السلاح الخطير والمتمثل في بندقية ال “بونت”.

بندقية ضخمة تطلق 500 جم من الذخيرة في المرة الواحدة

كانت بندقية ال “بونت” هي سلاح ضخم جدا، حيث بلغ طولها أكثر من مترين ونصف المتروقطر ماسورة عريض يقدر بحوالي خمسة سنتيمترات، وكانت بونت قادرة على إطلاق نصف كيلوجرام من الذخيرة الحية في الضربة الواحدة، وهذا يعني أنها تمتلك القدرة على اصطياد وقتل ما يصل إلى 50 طائرا بطلقة واحدة فقط.

بندقية “بونت” الأمريكية… سلاح صيد فتاك هدد البيئة – صورة أرشيفية مصدرها جوجل

 

تنفيذ قارب خاص لها لشدتها

ولشدة قوة البندقية، كان من الضروري أن يتم إطلاقها من خلال قارب خاص بها، والذي كان يطلق عليه حينها “قارب بونت”، وهو قارب طويل وواسع، ورغم حجمه إلا أنه كان قادرا على استيعاب مساحة البندقية والصياد فقط بسبب حجم البونت.

قارب البوت العملاق خاص بالبندقية والصياد فقط – صورة أرشيفية

 

الصيادون يبتكرون طريقة لمضاعفة الطيور

ونظرا إلى الرغبة الملحة في صيد أكبر عدد ممكن من الطيور، فسرعان ما قام الصيادون باختراع طريقة صيد حديدة أخرى تعتمد في الأساس على استخدام بندقية ال “بونت”، وتمثل الطريق في عمل عدة مجموعات منهم مؤلفة من عدد 8 إلى 10 قوارب صيد خلال الرحلة الواحدة للصيد.

محاصرة واصطياد الطيور – صورة أرشيفية

 

حيث يقومون بمحاصرة مجموعات الطيور المائية، مع تنسيق عملية إطلاق النار بحيث يتم إطلاق النار مرة ودفعة واحدة، وفي أقل من دقيقة كانوا يتمكنون من اصطياد أسراب كاملة من تلك الطيور، التي كانت أعدادها في بعض الأحيان قد يتجاوز 500 طائر.

الآثار البيئية للبندقية وبدء اتخاذ إجراءات لحظرها

كان استخدام بندقية ال “بونت” له آثار بيئية مدمرة، حيث أدى استخدام هذا السلاح بصفة مستمرة ومتزايدة إلى تقلص أعداد الطيور المائية في الولايات المتحدة بشكل كبير،، أصبحت تلك الطيور وخلال فترة قصيرة تواجه خطر الانقراض.

ونتيجة للصيد الجائر والمتزايد فقد أصدرت الحكومة الأمريكية حينها حزمة من القوانين البيئية التي حظرت خلالها استخدام بندقية وزوارق ال “بونت”.

البندقية التي تم حظرها لخطورتها على النظام البيئي – صورة أرشيفية

 

حيث كانت بندقية ال “بونت” سلاحا فتاكا هدد البيئة في الولايات المتحدة، وكان على الحكومة الأمريكية تصحيح تلك المشكلة من خلال إصدار القوانين التي تمنع استخدام هذا السلاح، حفاظا على البيئة والطيور من خطر الانقراض.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد