المستحيل هي كلمة نعرفها ومفهومها البسيط بالنسبة لنا، هو أننا لا يمكننا فعل أشياء غير منطقية الحدوث أو أن العقل والمنطق لن يتقبلها ولكن الحقيقة أن المستحيل هو نوعان وهو المستحيل لغيره والمستحيل لذاته، وذلك وفقا لما قاله الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، ولنعرف ما هو المستحيل لغيره ولذاته فيجب أن نتعرف أولا عن الشيخ أحمد ديدات رحمه الله وهو الملقب بفارس الدعوة.
فهذا الشيخ رحمه الله الذي توفي عام 2005 وهو جنوب أفريقي من أصل هندي، كان معروف بمناظراته القوية في حوار الأديان، فهنا سيوضح لنا أشياء لا يمكن المولى عز وجل أن يفعلها فقد يكون هذا الأمر صادم لأن الله قادر على كل شيء ولكن بعد ما سنعرضه الآن سيوضح الأمور، فالأمور المستحيلة لغيرها فتلك التي حرمها الله عز وجل وجعلها مستحيلة على البشر مثل أن يتحول إنسان إلى حيوان ولكن الله قادر بعزته وجلالته أن يفعل ذلك، ولكن المستحيل لذاته فهو كأن يخلق المولى عز وجل إلها أخر له، ولماذا هو مستحيل لذاته لأنه لو حدث فإن ذلك يعني أن هذا الأله هو مخلوق وليس خالقا فبالتالي لن يكون إلها.
فقد قال الشيخ أحمد ديدات رحمه الله عندما أجاب عن سؤال ملحدة تحاول الوصول إلى سؤال يشغلها وهو هل الله قادر على كل شيء وهل هناك أشياء لا يمكنه فعلها، فكانت إجابة الشيخ: توجد أشياء حتى الله لا يمكنه أن يفعلها..فحتى الله محدود القدرة وهناك ما لا يستطيع فعله..فعلى سبيل المثال هل يستطيع الله أن يخلق رباً أخر؟! هل يستطيع الغير مخلوق أن يخلق غير مخلوق أخر؟!، فهنا صفقت الملحدة له بشدة وهي تعلوها ابتسامة الرضا عن هذا الرد والتفسير المقنع.
وتابع الشيخ أن الله سبحانه وتعإلى لا بداية ولا نهاية له، وأوضح أيضاً أنه يوجد أشياء اخرى لا يمكنها الله أن يفعلها ومنها أنه لا يستطيع سبحانه وتعإلى أن يطرد خلقه خارج ملكوته؟فأين ينتهى ملكوت الخالق؟!، فهو يستطيع أن يسحق الخلق جميعا ولكن لا يستطيع أن يطردهم خارج ملكوته لأنه ملكوته يسع السموات والأرض وما نتخيله وما لا نتخيله؟!.
وإليكم الرابط
