تعرف على سبب تظاهر «العربجية» أمام منزل سعد زغول ويهتفون |« سعد العربجي»

قبل ثورة 1919 للزعيم سعد زغلول وفي تلك الحقبة كان «العربجي» يمثل وسيلة النقل الاساسية لأغلبية الشعب المصري البسيط، وفي عام 1924 وبالتحديد يوم الخميس الموافق 7 فبراير وقف الزعيم سعد زغلول بمناسبة توليه منصب رئيس الوزراء وخطب في الناس قائلا: «سأعمل على تحقيق مطالبكم في الاستقلال التام ومدرك لما تحملتوه من الآسى والمشاق ولن اطيل عليكم لانني ضعيف ومريض » وذلك وففا لما ذكرته صحيفة «البلاغ» والتي كانت تصدر اسبوعيا حينها.

 

وكان هناك طائفة تعرف بـ«الحوذية» أو مانعرفهم اليوم بـ«العربجية» وكانوا يصطفون خلال خطبة سعد زغلول ويحملون الاعلام المصرية حينها على احصنتهم وحميرهم ويهتفون للزعيم «شفاك الله وعفاك» والذي رد عليهم شاكرا « ارجو أن ترددوا خلفي يعيش الملك ويحيا الوطن »

ووفقا لما ذكره الكاتب الصحفي الراحل مصطفي امين ومن خلال كتابه « من واحد لعشرة» استعرض اضراب العربجية في ذلك التوقيت بعد انتشار التاكسي في شوارع القاهرة مما تسبب في قطع ارزاقهم، فتوجهوا إلى سعد زغلول في بيت الامة حينها في مظاهرة بالكرابيج ويطرقون بها لتحدث صوتا يشبه طلقات المدفع.

وحين وصلوا إلى منزل سعد زغلول اخبرهم البواب أن الباشا يتناول فطوره فغضب العربيجة قائلين: « كيف يأكل ونحن سنموت جوعا» مما دفع سعد زغلول لترك فطاره والتوجه لهم واستمع لمطالبم التي تضمنت اصدار قانون يمنع سيارات الاجرة من السير في القاهرة، فرد عليهم قائلا: «ان سيارات الاجرة تواجدت في القاهرة قبل أن يتولي الوزارة ولماذا لم تعترضوا حينها » فكان ردهم «الحكومات السابقة كانت تعمل لصالح الانجليز اما انت فنحن الذين انتخبناك وتعمل لصالحنا نحن الشعب »

فصمت سعد زغلول ثم رد عليهم قائلا: «أنا عربجي مثلكم‏، مهمتى أن أقود العربة التي تقودونها‏، وهي الحكومة بينما انتم تحملون كرباجا بينما انا لا احمل كرباج ومهمتى ايصال الزبون الوحيد وهو مصر إلى بر الامان..وبما اني عربجي مثلكم فيجب على العربجي أن يصل الزبون إلى الجهة التي يرضاها بالسرعة التي تعجبه والسيارة هي علامة التقدم والسرعة ».

وتابع زغلول في اقناع العربجية بضرورة الرضوخ للتطور وان دول العالم تتنقل بالطائرة في حين اه يصعب عليه أن يجبر شعبه التنقل بالحنطور في شوارع القاهرة، وتابع انه يجب بدل ما انت تطلبوا الغاء سيارات الاجرة أن توفر الحكومة مدارس لتعلم قيادة السيارات ويصبح العربجية سائقين لتلك السيارات

 

فاقتنع العربيجة بكلام الزعيم سعد زغلول والذي كشف لهم العديد من الامور الغائبة عنهم فهتفوا له « يعيش سعد باشا »، فرد عليهم « قولوا يعيشى الاسطى سعد »، فردوا الهتاف الذي يريده.

 

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد