بايدن يصرح بتخوفه من الذكاء الاصطناعي.. فكيف سوف يؤثر ذلك على تطور هذه التقنية؟

في ظل التطورات السريعة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حمل الرئيس الأمريكي مخاوفه من تأثيرها على الاقتصاد والأمن القومي إلى خبراء المجال، وفي خطابه الأخير نادى بايدن بضرورة التصدي لهذه المخاطر والعمل على تحديد الإجراءات الواجب اتخاذها، فما هي هذه المخاطر وكيف يمكن التصدي لها وما تأثير مخاوف رئيس أكبر قوة عظمى على تطور هذه التقنية؟ تعرفوا معنا في هذا المقال.

بايدن قلق من تطور تقنيات التعلم الآلي

في فعالية بسان فرانسيسكو أمس، أعرب بايدن عن التزام إدارته بحماية حقوق وسلامة الأمريكيين، وذلك من خلال حماية الخصوصية ومكافحة التحيز والمعلومات المضللة، بالإضافة إلى التأكد من سلامة أنظمة الذكاء الصناعي قبل إطلاقها، التقى بايدن بمجموعة من قادة المجتمع المدني الذين سبق لهم انتقاد شركات التكنولوجيا الكبرى بسبب تأثيرها وذلك لمناقشة مسألة الذكاء الاصطناعي، وأعرب بايدن عن رغبته في الاستماع مباشرة من الخبراء في هذا المجال، حيث تدرس العديد من الحكومات حالياً سبل التخفيف من مخاطر التكنولوجيا الناشئة، بعدما ازدادت شعبية هذه التقنيات واستثماراتها بعد إطلاق شركة (أوبن إيه آي) المدعومة من مايكروسوفت وروبوت الدردشة (تشات جي بي تي (وشمل اجتماع بايدن اليوم حضور تريستان هاريس المدير التنفيذي لمركز التكنولوجيا الإنسانية، ومؤسس رابطة العدالة الخوارزمية جوي بولامويني، والأستاذ بجامعة ستانفورد روب رايش.

بحسب التقارير، فقد ناقش بايدن مسألة الذكاء الاصطناعي مع قادة عالميين آخرين، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الذي ستعقد حكومته هذا العام أول قمة عالمية بشأن سلامة هذه التقنية، كما من المتوقع أن يناقش هذا الموضوع مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة.

وفي الأسبوع الماضي، وافق المشرعون في الاتحاد الأوروبي على تغييرات في مسودة قواعد الذكاء الصناعي التي اقترحتها المفوضية الأوروبية، وذلك في محاولة لوضع معيار عالمي لتقنية الذكاء الاصطناعي التي تستخدم في كل شيء من المصانع الآلية إلى السيارات الذاتية القيادة وبرامج الدردشة الآلية.

هل سوف تؤثر مخاوف الرئيس الأمريكي على مستقبل الذكاء الاصطناعي؟

برأي المختصين لن يؤثر قلق الرئيس الأمريكي من الذكاء الاصطناعي على تطور تقنية الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر، ولكنه يعكس المخاوف العالمية بشأن التأثير الذي قد يكون للتقنيات الحديثة على المجتمع والاقتصاد والعمل، ويمكن أن يؤدي هذا إلى تحفيز الحكومات والمنظمات الدولية على وضع قواعد وضوابط لتنظيم استخدام التقنيات الحديثة.

وأكد يان أندري ليكون، واحد من ثلاثة آباء روحيين للذكاء الاصطناعي في العالم، أن هذه التقنية لن تهيمن على كل شيء ولن تقضي على الوظائف للأبد، وأن مخاوف بعض الخبراء من تهديد هذه التقنية للبشر هي (محض سخافات مثيرة للسخرية)، وأشار إلى أن الحواسيب كانت أكثر ذكاء من البشر منذ سنوات طويلة، ولو كانت هناك خطورة على البشر لما مضى العلماء في تطوير هذه التقنية، وأعقب على حديثه أن قلق الناس من الذكاء الاصطناعي ينبع من عجزهم عن تخيل كيف يمكن أن يكون آمناً، وأوضح ليكون أن (الأمر يشبه حالة إخبار شخص في عام 1930 بأنك تخطط لتصنيع محرك نفاث آمن، وهذا النوع من المحركات لم يكن قد اخترع بعد)، وأشار إلى أنه مع تطور التقنيات والابتكارات سوف يتم تحديث القوانين والسياسات لضمان الأمان والحماية لجميع المستخدمين بشكل طبيعي.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد