هكذا يستطيع الذكاء الاصطناعي “سرقة” بياناتك الشخصية

أظهرت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعي قادر على استنساخ كلمات المرور والبيانات الشخصية للأفراد، هذا الاكتشاف المثير للقلق يضاف إلى قائمة المخاوف المرتبطة بهذا الابتكار البشري، حيث تتواصل التحذيرات المستمرة.

كيف تم التوصل إلى هذا الاستنتاج؟ وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي “سرقة” بياناتك الشخصية؟

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “The Times” البريطانية، أجروا الباحثون تجربة حيث قاموا بتدريب نموذج ذكاء اصطناعي باستخدام ضغط المفاتيح البالغ عددها 66 على جهاز “MacBook Pro” من “Apple”، قام الباحثون بتكرار التجربة 25 مرة مع تسجيل الأصوات، ثم أدخلوا هذه المعلومات إلى الذكاء الاصطناعي، ثم وضع الباحثون جهاز “iPhone” بعد إضافة أصوات عشوائية على بعد 17 سنتيمترًا من جهاز “Macbook” نفسه لتسجيل ما يكتبه المستخدم، وتمكنوا من استنتاج محتوى الكتابة بدقة تصل إلى 95%.

هكذا يستطيع الذكاء الاصطناعي "سرقة" بياناتك الشخصية

كيف يمكن “منع” الذكاء الاصطناعي من “سرقة” بياناتنا؟

أوضح الدكتور إحسان توريني، الخبير في مجال الأمن السيبراني بجامعة ساري، أن كل مفتاح على لوحة المفاتيح يصدر صوتًا فريدًا، ويمكن الاستفادة من هذا الصوت لاستنتاج الضغطات التي يتم إجراؤها، بناءً على ذلك، اقترح توريني أن تدرس شركة “أبل” إضافة أصواتٍ عشوائية في ضغطات المفاتيح لتعزيز الحماية والحد من هجمات المتسللين وسرقة بيانات المستخدمين، وقد أثبت الباحثون نجاح هذه التجربة بشكل كبير، مما يشير إلى أن أي شخص يستخدم حاسوبه المحمول في أي مكان قد يكون عرضة للهجمات الإلكترونية من قبل المجرمين والجواسيس، وبالتالي يتبين أن تطور تقنية الذكاء الاصطناعي وانتشار الميكروفونات في حياتنا الرقمية يشكلان تهديدًا لخصوصية الأفراد وسرية بياناتهم، تعتبر هذه التحديات من أكبر التحديات التي تواجه شركات الذكاء الاصطناعي، ولذلك يحث الباحثون في مجال الأمن السيبراني على تطوير منصة قوية للتعامل مع نماذج التعلم الآلي، كما ينصحون حاليًا باستخدام مدير كلمات المرور واعتماد برامج تغيير أصوات ضغطات المفاتيح لتجنب عمليات الاختراق.

الذكاء الاصطناعي يضعنا في “ورطة حقيقية”

يشير الأستاذ أحمد بانافع، الذي يعمل كأستاذ في هندسة وأمن الشبكات في جامعة سان هوزيه الحكومية، إلى أن الطريقة المستخدمة في السابق لقراءة ضغط الأزرار كانت تتم عن طريق برنامج مثبت على الحاسوب أو اللابتوب، ومع ذلك أصبح هذا الأمر غير ضروري الآن ولا يتطلب وجود البرنامج، ويحذر الأستاذ بانافع من إمكانية قدرة الذكاء الاصطناعي على الوصول إلى الفنادق والبنوك وغيرها إذا تم تدريبه على ذلك، نظرًا لأن لوحة المفاتيح في هذه المراكز تعمل بترددات محددة ومعروفة، ويعتبر أن الاقتراحات المطروحة للتشويش على ترددات ضغطات المفاتيح واستخدام منظم لكلمات المرور وعدم استخدامها على نفس المستوى، بالإضافة إلى استخدام تقنيات البيومتريك مثل البصمة أو التعرف على الوجه، هي خطوات جيدة لمنع الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى هذه المعلومات، ويشير أيضاً إلى أنه يوجد تحدي حقيقي في الوقت الحالي، خاصةً مع صعوبة “تقييد” الذكاء الاصطناعي، وفي حين يدرك المستخدمون تدريجيًا خطورته، فإن الاستجابة والتعامل مع هذه المخاطر أصبحت ردة فعل وليست تدبيرًا مسبقًا لمنعها بشكل فعّال.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد