بالرغم من القلق المتزايد حول قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على إحداث فوضى في أسواق العمل العالمية بسبب قدراته الإبداعية في سرد القصص وكتابة النصوص، وتقديم إجابات أشبه بالبشر في كثير من الأحيان، إلا أن هناك مهنة واحدة لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من الاستيلاء عليها، مما يجعل الممارسين البشريين لها أقل توتراً.
وتثير منصة الذكاء الاصطناعي “ChatGPT” – وهي أسرع نمواً والأكثر شهرة حتى الآن – المخاوف بشأن قدرتها على مساعدة الطلاب على الغش في الدورات الدراسية والاختبارات، إذ اجتاز الروبوت 13 من 15 اختباراً في امتحانات المدارس العليا البريطانية، المعروفة باسم “AP”، وحصل على درجة شبه مثالية في اختبار تقييم الخريجين للدراسات العليا “GRE”.
ومع ذلك، أظهرت دراسة حديثة أجراها الدكتور ديفيد وود، أستاذ المحاسبة في جامعة بريغهام يونغ، أن منصات الذكاء الاصطناعي غالباً ما تواجه صعوبة في فهم العمليات الرياضية وغالباً ما تزيف البيانات للتستر على الأخطاء عند حدوثها، وفقًا لتقرير “Fox News”.
قامت دراسة وود بتوسيع نطاق بحثها لاختبار فعالية ChatGPT في إكمال اختبارات المحاسبة بالمقارنة مع طلاب المحاسبة الحقيقيين.
وقدمت الدراسة 25181 سؤالًا متعلقًا بنظم المعلومات والتدقيق والمحاسبة المالية والإدارية والضرائب من 186 مؤسسة تعليمية في 14 دولة.
وقدمت الأسئلة بأشكال مختلفة ومستويات صعوبة متفاوتة، مع استخدام مزيج من الاختيارات المتعددة والصواب/الخطأ والمطالبات المكتوبة.
ووجدت الدراسة أن الطلاب حققوا درجات أعلى من ChatGPT بنسبة تزيد عن 30٪، حيث حقق الطلاب معدل 76.7٪ في حين حقق ChatGPT معدل 47.4٪. كما تفوق ChatGPT على الطلاب في نسبة 11.3٪ فقط من الأسئلة، وخاصة تلك المتعلقة بالمراجعة ونظم المعلومات المحاسبية.
كما كان ChatGPT أكثر مهارة في الإجابة على أسئلة الاختيارات المتعددة والصواب/الخطأ، حيث حقق نسبة 59.5٪ و68.7٪ على التوالي.
ومع ذلك، كان أداؤه أقل بكثير في الأسئلة التي تتطلب إجابات قصيرة، حيث حقق نسبة بين 28.7٪ و39.1٪.
