الولايات المتحدة تتهم “ميتا” بالإضرار بصحة الشباب العقلية

رفعت عشرات الولايات الأمريكية دعاوى قضائية ضد شركة ميتا بلاتفورمز، متهمة إياها بتسببها في أزمة للشباب من خلال تأثيرها على صحتهم العقلية والنفسية.

ميتا بلاتفورمز.. المصدر: روسيا اليوم

وقال ممثلو الادعاء العام في 33 ولاية، إن شركة ميتا، التي تدير أيضاً فيسبوك، ضللت الجمهور مراراً وتكراراً بشأن مخاطر منصاتها، ودفعت الصغار والمراهقين عن قصد إلى الاستخدام القهري لوسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار المدعون إلى أن الأبحاث أظهرت وجود صلة بين استخدام الأطفال لمنصات التواصل الاجتماعي التابعة لشركة ميتا وشعورهم بالاكتئاب والقلق والأرق والتدخل في التعليم والحياة اليومية.

من جانبها، أعربت شركة ميتا عن “خيبة أملها” بسبب الدعوى القضائية، قائلة إنها “بدلاً من العمل بشكل منتج مع الشركات في جميع أنحاء القطاع لإنشاء معايير واضحة ومناسبة للعمر للعديد من التطبيقات التي يستخدمها المراهقون، اختار ممثلو الادعاء العام هذا المسار”.

ما هي آثار وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟

هناك أدلة علمية متزايدة تشير إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الصحة العقلية للشباب، وارتباطه بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والأفكار الانتحارية.

كما وجدت دراسة تشير إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة باضطرابات الأكل لدى الفتيات، بسبب ضغط المنصات الاجتماعية مثل “إنستغرام” و”فيسبوك” على الشابات ليكن “مثاليات”.

وحذر الخبراء من أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت محركا رئيسيا لاضطرابات الأكل بين النساء الرياضيات، حيث تتعرض الرياضيات لضغوط متزايدة لتحقيق معايير غير واقعية للجسم؛ وفي إحدى الحالات، ماتت لاعبة كرة طائرة من نوبة قلبية قاتلة مرتبطة باضطراب الأكل.

وأوضح الخبراء أن وسائل التواصل الاجتماعي تروج لصور مثالية للجسم، والتي يمكن أن تؤدي إلى مقارنة النساء الرياضيات بأنفسهن بشكل سلبي.

استخدام تقنيات ذكاء اصطناعي لتعزيز التفاعل والمشاركة

تستخدم شركة “ميتا” تقنيات ذكاء اصطناعي لتحديد المحتوى الذي يجذب المستخدمين بشكل أكبر، ثم تعرض هذا المحتوى لهم بشكل متكرر. وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوقت الذي يقضيه المستخدمون على المنصات، مما يزيد من تعرضهم للمحتوى الذي قد يكون ضارًا بصحتهم العقلية.

عرض المحتوى الذي يعزز المشاعر السلبية

تشير الأبحاث إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تؤدي إلى زيادة مشاعر القلق والاكتئاب لدى الشباب، وهذا يرجع جزئيًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا ما تعرض محتوى يركز على السلبيات، مثل الأخبار السيئة والصور التي تجسد المعايير غير الواقعية للجمال.

ورغم أن شركة “ميتا” تسمح للمستخدمين بضبط إعدادات الخصوصية الخاصة بهم، ولكن هذه الإعدادات يمكن أن تكون معقدة وصعبة الاستخدام؛ كما أن الشركة لا توفر أدوات كافية للمستخدمين للتحكم في مقدار الوقت الذي يقضونه على المنصات.

الآثار المحتملة للدعوى القضائية

إذا ثبتت صحة هذه الاتهامات، فقد يكون لها آثار كبيرة على شركة “ميتا”، فمن المحتمل أن تواجه الشركة غرامات مالية كبيرة، وقد يتم فرض قيود على منتجاتها وخدماتها.

كما أن هذه الدعوى القضائية قد تؤدي إلى تغييرات في صناعة وسائل التواصل الاجتماعي ككل، حيث قد تضطر الشركات الأخرى إلى إعادة النظر في ممارساتها لضمان حماية المستخدمين، وخاصة الشباب.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد