كشفت النيابة العامة عن تفاصيل مروعة في قضية طفل من شبرا الخيمة الذي أصبح ضحية لتجارة الأعضاء عبر الدارك ويب، وهي الجزء الغامض والمشفر من الإنترنت الذي لا يمكن الوصول إليه بواسطة المتصفحات التقليدية، ولقد تم استخدام الدارك ويب كأداة لتسهيل جريمة القتل وبيع أعضاء الجثة لعصابة تجارة الأعضاء.
الدارك ويب يُعتبر مرتعاً للأنشطة غير القانونية مثل بيع المواد المحظورة والقرصنة الإلكترونية واستغلال الأطفال ونشر المحتوى الإرهابي، وذلك بفضل بنيتها التشفيرية والمخفية التي تجعلها ملاذاً آمناً لمن يسعون للقيام بأنشطة غير أخلاقية عبر الإنترنت.
ما هو الدارك ويب:
الدارك ويب (Dark Web) هو جزء من الإنترنت الذي لا يمكن الوصول إليه بسهولة عبر المتصفحات العادية والتي تعتمد على محركات البحث الشهيرة، يتألف الدارك ويب من مواقع مشفرة ومخفية، وعادة ما يتم الوصول إليها عبر شبكات مثل شبكة التور (Tor)، أو عبر استخدام بروتوكولات خاصة بالتشفير مثل I2P (Invisible Internet Project).
يُعتبر الدارك ويب بيئة مظلمة على الإنترنت تُستخدم لأنشطة غير قانونية وغير أخلاقية، تُشكل بنيتها المخفية والمشفرة غلافًا للمستخدمين الذين يسعون للقيام بأنشطة تجارية غير شرعية مثل تجارة المواد المحظورة مثل المخدرات والأسلحة، وكذلك بيع البيانات الشخصية المسروقة والقرصنة الإلكترونية والاستغلال الجنسي للأطفال، وحتى توزيع المحتوى الإرهابي والدعاية المتطرفة.
مخاطر الدارك ويب:
- تجارة المواد المحظورة:
تُعد الدارك ويب مساحة رقمية تستضيف تجارة مواد محظورة مثل المخدرات والأسلحة، حيث يُعدّ هذا النوع من التجارة غير قانوني ويحدث بدون أي إشراف أو مراقبة رسمية، تتيح هذه البيئة الافتراضية للمشترين والبائعين التفاعل بطرق غير شفافة ومجهولة، مما يعني أنه يُعقد التعاملات بطرق غير آمنة وغير موثوقة، تعتمد الدارك ويب على التقنيات المتطورة للحفاظ على خصوصية الأطراف المعنية، مما يجعل من الصعب تعقبها أو محاسبتها قانونيًا.
- القرصنة الإلكترونية:
يُستخدم الدارك ويب كواحة لتداول البرمجيات القرصنة، ولأغراض اختراق الأنظمة، وسرقة البيانات الشخصية، يتيح هذا النوع من البيئات الافتراضية للقراصنة والمخترقين الوصول إلى أدوات وتقنيات متطورة يستخدمونها في استهداف الأنظمة الأمنية والشبكات، والتسلل إلى أنظمة الكمبيوتر الشخصية والشركات للوصول إلى معلومات حساسة وبيانات شخصية، كما يُستخدم الدارك ويب لبيع وتبادل الأدوات والبرامج التي تُستخدم في عمليات الاختراق، مما يزيد من خطورة هذه البيئة الرقمية على الأمان السيبراني والخصوصية الشخصية للأفراد والشركات.
- استغلال الأطفال:
في الدارك ويب، يتم نشر محتوى إباحي يتضمن استغلال الأطفال بشكل مروع، مما يشكل تهديدًا كبيرًا على الأمان والسلامة الجسدية والنفسية للأطفال، يُعرض هذا المحتوى الذي يعتبر غير قانوني ومشين في بيئة تفاعلية تمنح الجرائم الجنسية طابعًا من الخفاء والإثارة، يستغل المشتركون في هذه الأماكن الظلامية الأطفال بغرض تحقيق مكاسب مادية أو تحقيق رغباتهم الجنسية المريضة، مما يعرض الأطفال لمخاطر خطيرة تشمل الاستغلال والتحرش والإيذاء الجسدي والنفسي.
- توزيع المحتوى الإرهابي:
بعض المواقع في الدارك ويب تُستخدم لنشر الدعاية المتطرفة والتحريض على العنف والهجمات الإرهابية، تقوم هذه المواقع بنشر محتوى يحث على الكراهية والتطرف الفكري، وتروج لأفكار تحريضية تستهدف الفئات المختلفة من المجتمعات، يتم استخدام التكنولوجيا في هذه الحالات لترويج الأيديولوجيات المتطرفة وجمع المؤيدين والمناصرين، مما يزيد من خطر تنامي العنف والهجمات الإرهابية.
تعد هذه الأنشطة مخالفة للقوانين الدولية والقوانين المحلية، وتشكل تهديدًا خطيرًا على السلام العام والأمن الدولي، يجب مكافحة هذا النوع من النشاطات بشكل فعال من خلال التعاون الدولي وتعزيز الرقابة على الإنترنت ومراقبة الأنشطة الرقمية المشبوهة، بالإضافة إلى تعزيز الوعي والتثقيف حول مخاطر الدعاية المتطرفة والتحريض على العنف.
- الغش والاحتيال:
يُستخدم الدارك ويب كوسيلة لبيع البطاقات المسروقة والهويات المزورة والبضائع المسروقة، وهذا يُعتبر ضررًا كبيرًا على الأفراد والشركات على حد سواء، تتيح هذه البيئة الرقمية الغير قانونية للمتجرين بيع المعلومات الشخصية المسروقة مثل بطاقات الائتمان والهويات المزورة، مما يعرض الأفراد لخطر الاحتيال والسرقة الهوية والاستخدام غير الشرعي لبياناتهم الشخصية.
بالإضافة إلى ذلك، تُباع البضائع المسروقة مثل الأجهزة الإلكترونية والملابس والمجوهرات المسروقة على هذه المنصات، مما يضر بالشركات والمتاجر التي تفقد منتجاتها وتواجه خسائر مالية كبيرة، تتيح هذه البيئة الرقمية الظلامية للمتجرين والمشترين التفاعل بطرق غير شرعية وتجاوز القوانين الدولية والمحلية، مما يجعل من الصعب تعقب المتورطين ومحاسبتهم.
لمكافحة هذه الظاهرة، يجب تعزيز التوعية بأهمية حماية البيانات الشخصية والتحذير من التعامل مع المواقع الغير موثوقة على الإنترنت، بالإضافة إلى تعزيز التشريعات والإجراءات الرقابية لمكافحة الجرائم الرقمية وحماية الأفراد والشركات من الاحتيال والسرقة الإلكترونية.
- تهديدات للأمان السيبراني:
الدارك ويب يُشكل تهديدًا كبيرًا للأمان السيبراني نظرًا لانتشار البرمجيات الخبيثة والهجمات الإلكترونية التي تستهدف الأنظمة والشبكات، يتم تبادل البرمجيات الخبيثة والفيروسات وأدوات الاختراق والبرامج الضارة في هذه البيئة الرقمية، مما يعرض المستخدمين والشركات والمؤسسات لخطر فقدان البيانات، والتجسس، والتلاعب بالمعلومات.
بالإضافة إلى ذلك، تُنظم الهجمات الإلكترونية على نطاق واسع في الدارك ويب، حيث يتم استهداف الأنظمة الحكومية والشركات والمؤسسات الكبرى بغرض التسلل غير المصرح به، وسرقة المعلومات الحساسة، وتعطيل الخدمات الرقمية، تُستخدم التقنيات المتقدمة مثل الهجمات الموجهة والتصيُّد الإلكتروني لتنفيذ هذه العمليات الخبيثة بشكل مخفي وصعب الكشف عنه.
لحماية الأنظمة والشبكات من هذه التهديدات، يجب تبني استراتيجيات أمان سيبراني قوية تتضمن تحديثات مستمرة للبرامج والأنظمة، وتنفيذ إجراءات الوقاية والكشف عن الاختراقات، وتعزيز التوعية بأهمية ممارسات الأمان السيبراني بين المستخدمين والموظفين، كما يجب التعاون الدولي لمكافحة هذه الجرائم الإلكترونية وتبادل المعلومات والخبرات لضمان سلامة البيانات والأنظمة الحيوية.
لحماية نفسك وأنظمتك من الدارك ويب والتهديدات السيبرانية
- استخدم برامج أمان موثوقة: قم بتثبيت برامج مضادة للفيروسات وبرامج جدار حماية الحاسوب (Firewall) من مصادر موثوقة وحافظ على تحديثها بانتظام.
- تحديث البرامج والأنظمة: قم بتحديث برامج الحماية وأنظمة التشغيل والتطبيقات بانتظام، حيث يتم تضمين التصحيحات الأمنية لسد الثغرات وتقليل فرص الاختراق.
- استخدام كلمات مرور قوية: استخدم كلمات مرور قوية ومعقدة لحساباتك على الإنترنت، وقم بتغييرها بشكل دوري.
- التحقق من الهوية: اعتمد على التحقق الثنائي للهوية (Two-Factor Authentication) لزيادة أمان حساباتك الرقمية.
- تجنب الروابط والمرفقات المشبوهة: تجنب فتح روابط أو مرفقات من مصادر غير معروفة أو غير موثوقة، وكن حذرًا أثناء تصفح الإنترنت.
- التحقق من البريد الإلكتروني: تأكد من صحة البريد الإلكتروني والمرسل قبل فتح أي رسائل أو روابط أو مرفقات.
- توعية الموظفين: قم بتدريب موظفيك على ممارسات الأمان السيبراني وكيفية التعامل مع التهديدات الإلكترونية.
- النسخ الاحتياطي للبيانات: قم بإنشاء نسخ احتياطية من البيانات المهمة وحفظها في مكان آمن بحيث يمكنك استعادتها في حالة تعرضك للهجمات السيبرانية.
- مراجعة النشاط الشبكي: قم بمراجعة النشاط الشبكي لنظامك بشكل دوري للكشف عن أي أنشطة غير مصرح بها.
